وأفادت الصحيفة الأميركية، يوم الأحد 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، بأن المسؤولين الإقليميين والمحللين لديهم شكوك حول إمكانية القضاء على برنامج طهران النووي في هجمات محتملة من الولايات المتحدة، محذرين من أن اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وإيران مسألة وقت فقط.
وتقول مصادر إقليمية إن مأزقًا خطيرًا قد تشكل؛ فلا توجد مفاوضات جارية، ولا توجد معلومات دقيقة حول مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني، ولا توجد رقابة مستقلة. ويعتقد العديد من دول المنطقة أن الوضع الحالي يجعل الهجوم المحتمل من إسرائيل على إيران شبه حتمي، لا سيما بالنظر إلى موقف المسؤولين الإسرائيليين الدائم، الذين يعتبرون برنامج طهران النووي تهديدًا وجوديًا.
وأضاف التقرير أن إيران الآن في عزلة أكبر من أي وقت مضى خلال العقود الأخيرة.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، يوم الجمعة 7 نوفمبر الجاري، أن إيران، رغم الهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآتها النووية، لا تزال تمتلك كمية كافية من اليورانيوم المخصب عالي النسبة والمعرفة التقنية اللازمة لصنع سلاح نووي.
الدول العربية تسعى للحفاظ على علاقاتها مع أميركا وإيران
وأشار التقرير إلى أن الدول العربية في المنطقة، بما في ذلك السعودية ومصر والإمارات، تعزز نفوذها على واشنطن وشخصيًا على الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" في لندن، صنم وكليلي، إن الدول العربية تسعى أيضًا للحفاظ على علاقاتها مع طهران. وأضافت أن الدول العربية لا ترغب في اندلاع حرب جديدة في المنطقة، ورغم ضعف إيران، فهي لا تزال قادرة على إحداث اضطرابات مباشرة أو عبر "ميليشياتها" في لبنان والعراق واليمن ومناطق أخرى.
وقالت مديرة برنامج السياسة الخارجية في معهد بروكينغز، سوزان مالوني، إن إيران في أضعف موقف لها، منذ غزو أميركا للعراق، لكنها ليست ضعيفة، لدرجة يمكن تجاهلها. وأوضحت أن طهران الضعيفة تُعد هدفًا أسهل لدول المنطقة للتعامل معها واحتوائها، لكن هذا الضعف قد يدفعها أحيانًا إلى التصرف بشكل أكثر خطورة.
موقف إسرائيل والدور الأميركي
ووفقًا للتقرير، قال إتش إيه هيلير، المحلل الجيوسياسي والباحث المتخصص في الدراسات الأمنية بالمعهد الملكي للخدمات في بريطانيا، إن إسرائيل تسعى للتأكد من السيطرة على البرنامج النووي الإيراني، وبما أن الحلول الدبلوماسية لم تنجح، فمن المحتمل أن تعيد الهجوم العسكري. وأضاف أن إيران تعيد بناء قدراتها، وإذا تجاوزت مستوى معينًا، فإن إسرائيل ستشن عملية عسكرية جديدة.
كما ترغب الدول العربية في فرض قيود على إسرائيل بالتعاون مع إدارة ترامب، نظرًا لأن إسرائيل بعد الدمار الكبير في غزة وهجماتها على حماس وحزب الله وإيران، تسعى لتثبيت مكانتها كقوة إقليمية مهيمنة. وقال المسؤولون العرب إنهم رغم دعمهم لاستئناف المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، لا يملكون تفاؤلًا كبيرًا بتحقق ذلك في الوقت الحالي.
تصريحات خامنئي
كان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد صرّح، يوم الاثنين 3 نوفمبر الجاري، بأن التعاون بين طهران وواشنطن "غير ممكن" طالما أن أميركا تدعم إسرائيل ولها قواعد عسكرية في المنطقة. وجاءت هذه التصريحات بعد أن وصف ترامب، في مقابلة، الاتفاق مع إيران بأنه "مفتاح السلام في الشرق الأوسط".
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في اليوم نفسه، مجددًا أن طهران لن تفاوض إدارة ترامب حول "التخصيب الصفري" أو القدرات الصاروخية.