وأنهى سكان طهران شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمواجهة زيادة سنوية بلغت 34 في المائة في أسعار الإيجارات، وفقًا لبيانات مركز الإحصاء الإيراني التي نقلها موقع "خبر أونلاين".
وأشار التقرير إلى أن الوعود الحكومية بتنظيم سوق الإسكان لم تتحقق بعد، إذ لا يزال المستأجرون يعانون ضعف العرض ومن تدفق الطلب القادم من سوق شراء المساكن التي أصبحت خارج متناول أغلب الإيرانيين.
وفي المدن الكبرى مثل طهران، تتراوح الإيجارات الشهرية للشقق العادية بين نحو 400 و1800 دولار، تبعًا للموقع وجودة البناء.
وأما على الصعيد المحلي، فيبلغ متوسط إيجار الشقق ذات الغرفة الواحدة في المناطق الحضرية نحو 250 إلى 300 دولار شهريًا، بينما يبلغ متوسط الراتب الشهري الصافي قرابة 200 دولار فقط.
ورغم تأكيد المسؤولين وجدود تراجع طفيف في وتيرة التضخم السكني، فإن الأرقام، التي نشرها مركز الإحصاء أظهرت استمرار ارتفاع الإيجارات. فقد بلغ التضخم السكني الشهري ثلاثة في المائة، في أواخر شهر أكتوبر الماضي، بينما بلغ التضخم السنوي 34.2 في المائة، ومعدل التضخم السنوي الإجمالي 36.6 في المائة، أي أقل قليلاً من نسبة 37.5 في المائة المسجلة في سبتمبر.
وذكر موقع "تابناك" الإيراني أن الأسعار ارتفعت ثلاثة في المائة إضافية خلال الفترة ذاتها، رغم انسحاب المشترين الحقيقيين من السوق، ما عمّق ما وصفه بالفجوة بين "تطلعات البيع بأسعار مرتفعة" و"انعدام القدرة الشرائية لدى المشترين". وأضافت أن معدل تضخم سنوي يبلغ 36.6 في المائة، مقارنة بالرواتب الراكدة، جعل امتلاك المسكن الأول حلمًا بعيد المنال.
ومع ارتفاع أسعار البيع والإيجار معًا، أصبحت تكاليف السكن تلتهم جزءًا متزايدًا من دخل الأسر، مما يغذي التوسع العمراني العشوائي ويقوّض مستويات المعيشة.
وقد أدت تدهور قيمة الريال الإيراني- الذي يتم تداوله حاليًا عند نحو 1.08 مليون مقابل الدولار- إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية الأوسع، والتي يربطها المحللون بتزايد الضغوط، عقب إعادة تفعيل العقوبات الأممية وفق "آلية الزناد".