وقال عيسى بزرك زاده، يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول)، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية الرسمية: "لقد أعددنا سيناريو متشائمًا لفصل الخريف حتى لا نتفاجأ في حال استمرار الجفاف. وبعد وضوح حجم الأمطار الشتوية ومقارنتها بالتوقعات، يمكننا اتخاذ قرارات أدق".
وأضاف: "نحن حاليًا ندير ضغط المياه، وهذا النهج مستمر. ومن الممكن أن نقوم بخفض الضغط أكثر، وهذا الإجراء سيستمر إلى أن تتحسن أوضاع الموارد المائية".
33 يومًا من الجفاف شبه الكامل
بحسب البيانات الرسمية لشركة إدارة الموارد المائية في إيران، فقد شهدت البلاد منذ بداية العام المائي الحالي (ابتداءً من 22 سبتمبر/ أيلول حتى 25 أكتوبر الجاري)، أي خلال 33 يومًا فقط، معدل هطول أمطار بلغ 2.3 ملليمتر لا غير، بينما لم تسجل 21 محافظة من أصل 31 محافظة أي هطول للأمطار خلال تلك الفترة.
وفي السياق ذاته، صرّح مدير العلاقات العامة في شركة المياه والصرف صحي بطهران، بهنام بخشي، يوم الخميس 30 أكتوبر، بأن إيران دخلت عامها السادس على التوالي من الجفاف المتواصل.
من جهته، قال الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، يوم الأربعاء 29 أكتوبر الجاري، إنّه يشعر بـ "ألم سكان المحافظات المتضررة من أزمة المياه وكأنه ألمه الشخصي"، مضيفًا أن الحكومة تبحث عن حلول "شاملة ومستدامة وخالية من الآثار السلبية" لمشكلة شحّ المياه.
إلا أن بزشكيان لم يقدّم أي تفاصيل حول الخطة الزمنية أو التمويل أو الخطوات التنفيذية لتلك الحلول الموعودة.
وفي تصريح لافت، قال رئيس معهد المياه والبيئة والصحة التابع لجامعة الأمم المتحدة، كاوه مدني، في مقابلة مع برنامج بثته "إيران إنترناشيونال"، يوم الخميس 30 أكتوبر: "إيران كلها عطشى وتنتظر المطر. اليوم نشكو من نقص الماء حتى في أبسط الاحتياجات مثل استخدام الحمامات أو الاستحمام. قبل عشرين عامًا، كانت مخاوفنا تتعلق بالاستخدامات الكمالية أو الترفيهية، لكننا اليوم نقترب من أزمة تمسّ الحاجات الأساسية، وحياة المدن باتت تتأثر بشكل مباشر".
وأضاف المسؤول البيئي السابق في منظمة حماية البيئة الإيرانية: "كان وجع الماء يومًا ما مقتصرًا على خوزستان، أو على سكان محيط بحيرة أرومية، أو على شرق أصفهان، أو على بلوشستان وهرمزغان. أما اليوم، فحتى في طهران- أغنى مدن البلاد- يعاني المواطنون نقص المياه، وكلما تقدّمنا أكثر، نجد أنفسنا عاجزين عن تلبية أبسط احتياجاتنا اليومية، وهذا أمر مؤلم للغاية".
أرقام مقلقة حول السدود والأمطار
ذكر تقرير لوكالة أنباء "إيلنا" الحكومية الإيرانية، في 24 أكتوبر الجاري، أن حجم المياه الداخلة إلى السدود الإيرانية، منذ 23 سبتمبر الماضي وحتى 18 أكتوبر الجاري، بلغ نحو 780 مليون متر مكعب، مقارنة بـ 1.29 مليار متر مكعب خلال الفترة ذاتها من العام الماضي؛ أي بانخفاض نسبته 39 في المائة.
وفي 22 سبتمبر الماضي، رئيس معهد بحوث المياه الإيراني، حذّر محمد رضا كاويان بور، من أن هطول الأمطار خلال خريف هذا العام سيكون أقل من المعدلات الطبيعية، مؤكدًا أن أزمة المياه في البلاد ستتواصل.
وفي اليوم نفسه، نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" أن نسبة امتلاء السدود في إيران لا تتجاوز 36 في المائة من طاقتها الإجمالية.
وفي السياق ذاته حذر خبراء من أن استمرار تراجع معدلات الأمطار وانخفاض مخزون السدود قد يجعل البلاد تواجه أحد أكثر فصول الخريف جفافًا في العقد الأخير.
وفي المقابل، ورغم التحذيرات المتكررة بشأن إدارة الموارد المائية، لم تقدّم الحكومة حتى الآن خطة واضحة أو مستدامة، بينما تلجأ السلطات أحيانًا إلى إغلاق مؤقت لبعض المحافظات كحلٍ طارئ، وهو إجراء مؤقت لا يعالج جذور الأزمة، بل يؤجّلها لفترة وجيزة فقط.