وقال محمد نورصالحی، رئيس مجلس مدينة أصفهان، لوكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) إن سد زاينده رود- المصدر الرئيسي للمياه في وسط إيران- يصل إلى مستويات منخفضة بشكل خطير.
وأضاف: "إذا استمر الاتجاه الحالي، فإن مياه الشرب للمواطنين ستكون أيضًا في خطر خلال الـ45 يومًا القادمة".
وأوضح نورصالحی أن السد يفرغ عدة أضعاف كمية المياه التي يستقبلها، وأن جزءًا كبيرًا من هذه المياه لا يصل إلى محطة معالجة المياه الرئيسية في أصفهان بسبب تحويل جزء كبير منها أو فقدانها على طول الطريق، سواء من خلال عمليات قانونية أو غير قانونية.
وحذّر من أن أكثر من خمسة ملايين شخص في محافظات أصفهان ويزد وجهارمحال وبختیاری وقم يعتمدون على سد زاينده رود لتوفير مياه الشرب والزراعة والصناعة.
وقال: "هذه لم تعد مجرد مشكلة زراعية أو صناعية، مياه الشرب للناس في خطر"، داعيًا إلى التوقف الفوري عن استخدام المياه لغير الشرب.
وطالب نورصالحی الحكومة بتسريع مشاريع نقل المياه التي طال تأخرها، مثل نفق كوه رانغ-3 وخط أنابيب جنوب أصفهان، مؤكدًا أن عقودًا من التأخير زادت من حدة الأزمة.
وأضاف: "لو تم إنجاز هذه المشاريع في وقتها، لما كنا نواجه هذه الحالة اليوم".
كما حذر رئيس المجلس من عواقب بيئية شديدة، مشيرًا إلى أن الجفاف الكامل لمستنقع كاوخونی- الذي كان مدرجًا سابقًا ضمن مواقع التراث الطبيعي لمنظمة اليونسكو- يهدد التنوع البيولوجي في المنطقة.
وأشار إلى أن هبوط الأرض بات واضحًا في سهول أصفهان، محذرًا من أن استنزاف المياه الجوفية تسبب في هبوط الأرض في عدة أحياء شمالية، ما دفع إلى إخلاء بعض المدارس.
وقال: "إذا استمر هذا الوضع، فقد تواجه آثار أصفهان التاريخية القديمة تهديدات هيكلية خطيرة".
وقد أقرّ المسؤولون مؤخرًا بأن 19 سدًا رئيسيًا في إيران تقع تحت 20 في المائة من طاقتها الاستيعابية، مع اضطرار بعض محطات الطاقة الكهرومائية- بما في ذلك سد أمير كبير قرب طهران- إلى التوقف عن العمل.
ويقول الباحثون البيئيون إن البلاد تقترب من "إفلاس مائي"، بسبب عقود من الإفراط في الاستخدام، وبناء السدود دون أسس علمية، وسوء إدارة المياه.
الخريف جاف، والخزانات عند أدنى مستوياتها التاريخية
مرّ أول شهر من الخريف مع شبه انعدام للأمطار في معظم المحافظات، وفقًا للمنظمة الوطنية للأرصاد الجوية. وأشار المسؤولون إلى أن الهطول هذا العام انخفض بنسبة تصل إلى 45 في المائة عن المتوسط الموسمي، ما يترك العديد من المناطق أمام احتمال تقنين مياه الشرب.
وقال أحد مسؤولي مركز إدارة الأزمات المناخية والجفاف الوطني، اليوم الخميس، إنه "لا أمطار كثيرة متوقعة على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة القادمة"، محذرًا من استمرار نقص المياه في المدن الكبرى، بما في ذلك طهران وأصفهان.
وأضاف: "حتى إذا جلب الشتاء أمطارًا فوق المعدل، فلن تعوض العجز الحالي".
وأظهرت بيانات الحكومة أن إجمالي المياه المخزنة في 193 سدًا رئيسيًا في إيران انخفض إلى 17.6 مليار متر مكعب- أي 34 في المائة فقط من السعة الكاملة، منخفضة بنسبة تقارب ربع ما كانت عليه العام الماضي.
وتراجعت كمية المياه الداخلة منذ بداية السنة المائية الجديدة بنسبة 39 في المائة، في حين انخفضت كمية المياه الخارجة من الخزانات بنسبة 29 في المائة.
ويبلغ مستوى سد زاينده رود في أصفهان حاليًا 13 في المائة فقط من سعته، وسد لار قرب طهران 2 في المائة، وسد الاستقلال في هرمزكان 6 في المائة، وفقًا لوزارة الطاقة.
وقد بلغت العديد من خزانات الجنوب والوسط مستويات "التخزين الميت"، مما يجعل المياه غير صالحة للاستخدام أو توليد الطاقة.
ويقول الخبراء إن الجفاف المتفاقم في إيران، إلى جانب تغير المناخ وسوء السياسات، يحوّل نقص المياه إلى قضية أمن قومي محتملة. وتعتمد مئات القرى الآن على توفير المياه بواسطة صهاريج، بينما اندلعت احتجاجات متفرقة بسبب النقص في عدة محافظات.