النظام الصحي في إيران يواجه نقصًا يبلغ 165 ألف ممرّض

أعلن رئيس المجلس الأعلى لنظام التمريض في إيران، قاسم أبو طالبي، أن البلاد تعاني من نقص يبلغ 165 ألف ممرّض.

أعلن رئيس المجلس الأعلى لنظام التمريض في إيران، قاسم أبو طالبي، أن البلاد تعاني من نقص يبلغ 165 ألف ممرّض.
وفي الوقت نفسه، أرجع عباس عبادي، مساعد شؤون التمريض في وزارة الصحة، تأخير دفع مستحقات الممرّضين إلى سببين رئيسيين: عدم تخصيص سندات الميزانية وتأخر شركات التأمين في تسديد التزاماتها المالية.
وقال أبو طالبي، اليوم الأربعاء 22 أكتوبر، في مراسم "يوم الممرّض" بمدينة شيراز: "نسبة الممرّضين إلى الأسرّة في المستشفيات في إيران تبلغ تسعة أعشار، في حين كان من المفترض أن تصل إلى 1.8 مع نهاية الخطة التنموية السادسة."
وأضاف أن المعدّل العالمي المعياري هو ثلاثة ممرّضين لكل سرير في المستشفى، موضحًا: "حاليًا يعمل في البلاد نحو 165 ألف ممرّض، ومع هذا النقص الحاد، نحتاج إلى توظيف العدد نفسه من الممرّضين لتغطية العجز في المراكز العلاجية."
ووفقًا لقول أبو طالبي، فقد تم إعداد خطة لتوظيف 15 ألف ممرّض سنويًا في وزارة الصحة، وهي الآن في مراحل المصادقة النهائية.
وفي وقت سابق، في 6 أكتوبر، صرّح محمد شريفي مقدّم، الأمين العام لـ"نقابة التمريض الإيرانية"، بأن الظروف الصعبة للعمل، والضغوط النفسية، وعدم المساواة في الأجور، دفعت العديد من الممرّضين إلى النفور من مهنتهم والبحث عن طرق لترك المستشفيات.
ووصف شريفي مقدّم وضع التمريض في إيران بأنه أزمة حقيقية، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي يعاني فيه النظام الصحي من نقص حاد في الكوادر، هناك أكثر من 60 ألف ممرّض عاطل عن العمل، بينما تواصل كليات التمريض زيادة طاقتها الاستيعابية عامًا بعد عام.
تجمعات للممرّضين في كرمانشاه وخوزستان
ذكرت وكالة أنباء "إيلنا" يوم الأربعاء 22 أكتوبر أن الممرّضين في جامعة العلوم الطبية بمدينة كرمانشاه نظموا تجمعًا احتجاجيًا اعتراضًا على تأخر دفع مستحقاتهم وانخفاض رواتبهم، ونقلت عنهم قولهم إن تعرفة التمريض لم تُدفع منذ أكثر من تسعة أشهر، وإن العديد منهم يتقاضون رواتب تقل عن 20 مليون تومان (أقل من 200 دولار).
وفي الوقت نفسه، نظم ممرّضو خوزستان تجمعًا أمام مبنى المحافظة، مؤكدين ضرورة دفع مستحقاتهم وتحسين ظروف عملهم، وطالبوا المسؤولين بالاهتمام بمشكلاتهم المعيشية والمالية.
وقال عباس عبادي، معاون شؤون التمريض في وزارة الصحة، في تصريح لـ"إيلنا" إن سبب تأخر دفع مستحقات الممرّضين في كرمانشاه وخوزستان يعود إلى تأخر شركات التأمين في تسديد التزاماتها، وعدم تخصيص سندات مالية بقيمة 80 ألف مليار تومان لوزارة الصحة ضمن ميزانية عام 2025.
وقد نظم الممرّضون وأفراد الكادر الطبي في إيران خلال السنوات الأخيرة العديد من الاعتصامات والإضرابات والتجمعات الاحتجاجية، اعتراضًا على تجاهل مطالبهم ومشكلاتهم المهنية.
ويستمر النقص الحاد في أعداد الممرّضين وعدم الاستجابة لمطالبهم النقابية في وقت تشير فيه مؤشرات الصحة العالمية إلى أنه ينبغي أن يكون هناك ثلاثة ممرّضين لكل ألف نسمة، أو ممرّضان اثنان لكل سرير في المستشفى على الأقل.
ومع ذلك، تُظهر التقارير أن إيران لم تحقق سوى نصف هذه المعدلات المعيارية في أحسن الأحوال، وهو خلل ينعكس بوضوح في نوبات العمل الطويلة، والإرهاق المهني، وتراجع جودة الخدمات الطبية، ولا سيما في أقسام الطوارئ والعناية المركزة.