وتداولت الصحف مقتطفات من حديث وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في لقاء تلفزيوني، والذي أكد استعداد طهران للحوار المتوازن مع الولايات المتحدة، وقال: "إن حقوق الشعب الإيراني خط أحمر، ولن نتخلى عن حقنا في تخصيب اليورانيوم، لكن إذا كانت هناك رغبة في تحقيق الشفافية وبناء الثقة، فإن إيران مستعدة لذلك".
كما تناولت الصحف تصريحات علي شمخاني، المستشار السياسي لخامنئي، وعضو مجلس الدفاع الوطني الإيراني، والذي تطرق للحديث عن إسقاط الطائرة الأوكرانية، ومصرع الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، مؤكدًا غياب آثار التدخل الخارجي في الحادث، لكنه لم يستبعد حدوث عوامل تتجاوز قدرات التحقيق المحلي، واعترافه بتأخر بناء منظومات الدفاع الجوي نتيجة العقوبات.
وعلى صعيد آخر، برر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر ناطق نوري، غيابه عن الساحة الإعلامية بالرغبة في تجنب الصراعات الداخلية، وقال في لقاء سياسي، بحضور محمد خاتمي ومهدي كروبي، ورؤساء البرلمان السابقين، وغيرهم: "إن احتلال السفارة الأميركية كان خطأً كبيرًا، وأدى إلى سلسلة من المشاكل السياسية".
ووصف حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، هذه التصريحات بالغريبة وغير العلمية وكتب: "إن رأيه في احتلال وكر التجسس يتناقض مع الوثائق والمبادئ الإسلامية، وتحمل هذه التصريحات معاني غير مرغوب فيها، خاصة في ظل الظروف الحالية".
وفي سياق مختلف، تطرق تقرير لصحيفة "شرق" الإصلاحية، إلى دعوة طهران للمشاركة في مؤتمر شرم الشيخ حول غزة، وذكر التقرير أن "تلك الدعوة قد وضعت إيران في موقف حرج؛ حيث تواجه مفترقًا بين الانفتاح الدبلوماسي والحذر السياسي. وأن طهران بحاجة إلى استراتيجية توازن بين الثوابت الأيديولوجية والانفتاح التكتيكي في سعيها للتأثير على الساحة الإقليمية".
وانتقدت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية، في مقال بعنوان "وقاحة شرم الشيخ"، مؤتمر إنهاء حرب غزة، الذي تستضيفه مصر اليوم، وكتبت: "في الوقت الذي يُعقد فيه هذا الاجتماع على الأراضي المصرية، ويُنسب بيانه إلى رئاسة الجمهورية في هذا البلد، جرى بصراحة تقديم الرئيس الأميركي بوصفه القائد الفعلي للاجتماع".
وأضافت أن "ترامب يريد من خلال عقد قمة شرم الشيخ أن يُقدّم نفسه بوصفه من أنهى الحروب، ليعوّض فشله في نيل جائزة نوبل، ويُظهر الولايات المتحدة مجددًا كمركز للهيمنة على العالم".
واعتبر السفير الإيراني السابق في لندن، سيد جلال ساداتيان، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، أن "غياب إيران عن اجتماع شرم الشيخ قد يؤثر سلبًا على مصالحها الإقليمية، حيث يعتبر غيابها تنازلاً لصالح الأطراف المنافسة".
وحذر الخبير في السياسة الخارجية، قاسم محبعلي، في حوار إلى صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، من أن عدم حضور إيران قد يعني تجاهل مكانتها الإقليمية وحرمانها من التأثير على مسار الأحداث. وأكد أن السياسة الخارجية الإيرانية بحاجة إلى مرونة أكبر لكي تستطيع التكيف مع التحولات الإقليمية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جهان صنعت": الاقتصاد في مستنقع عدم الثقة
ناقش تقرير لصحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية تداعيات تأثر الاقتصاد بحالة عدم اليقين الناتجة عن الفجوة بين التصريحات الرسمية للحكومة وواقع المواطنين؛ حيث تقوّض هذه الفجوة العميقة القدرة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي، وتؤدي إلى تراجع في الاستثمار والادخار، مما يعمّق الركود.
وتنقل الصحيفة عن الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، حيدر مستخدمين حسيني، قوله: "تلعب وسائل الإعلام دورًا أساسيًا في بناء الثقة بين الحكومة والشعب، لكن دورها في إيران لا يزال محدودًا. ويمكن أن تكون الوسائل الإعلامية المستقلة عاملاً حاسمًا في توجيه الرأي العام والتأثير على قرارات الحكومة، مما يساعد في تقليل حالة عدم اليقين وتعزيز الشفافية".
وأضاف أن "أحد أبرز القضايا الاقتصادية في إيران يكمن في عدم اليقين الناجم عن تكرار الوجوه والأفكار في اتخاذ القرارات الاقتصادية. هذا التكرار يزيد من عدم الثقة ويعزز الاعتقاد بأن التغيير الحقيقي صعب المنال، مما يفاقم الوضع الاقتصادي. عدم الاستقرار هذا يتطلب تغييرات جذرية في نهج صانعي السياسات، وإشراك المواطنين بشكل أكبر في عملية اتخاذ القرارات الاقتصادية".
"آرمان امروز": الجزر الطبقية تفاقم عدم المساواة الاجتماعية والثقافية
قال الباحث الاجتماعي، إمان الله قرائي مقدم، في حوار مع صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية: "تعد الجزر الطبقية ظاهرة اجتماعية حديثة تعكس تفاقم الفوارق الاقتصادية والثقافية داخل المدن، حيث تتشكل مجتمعات داخلية مغلقة من طبقات اجتماعية مختلفة تعيش في عزلة عن بعضها البعض. وتشير هذه الظاهرة إلى تقسيم المدن إلى مناطق منعزلة، كل جزيرة من هذه الجزر تكون منعزلة اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا، مع اختلاف واضح في الأنماط المعيشية والقيم والمعتقدات".
وأضاف: "تقسيم المدن إلى جزر طبقية يعكس في الواقع تفاقم الفجوات الاقتصادية والثقافية، فبينما قد تجد في بعض الأحياء مراكز تجارية فاخرة، وتوافرًا للخدمات الأساسية، وأسلوب حياة مرفهًا، تعيش في الأحياء الأخرى طبقات فقيرة تفتقر إلى أبسط الحقوق والموارد. كما أن هذا النوع من التفرقة يعزز الشعور بالانعزال بين الطبقات المختلفة، مما يساهم في ظهور أنماط جديدة من التوترات الاجتماعية والاقتصادية".
وختم بقوله: "تعتبر الجزر الطبقية مؤشرًا على المشاكل العميقة في البنية الاجتماعية والثقافية للمدن الحديثة، ويجب معالجتها من خلال سياسات عادلة تهدف إلى تحقيق التكافؤ بين الأحياء المختلفة وتوفير الفرص المتساوية للجميع".
"اقتصاد بويا": زيادة أسعار البنزين تؤثر على حياة ملايين الإيرانيين
أعدت صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية تقريرًا عن تأثير زيادة أسعار البنزين على حياة المواطنين، وجاء فيه: "رغم أن الحكومة بررت الزيادة بأنها تهدف إلى مكافحة تهريب الوقود ودعم الاقتصاد، فإن الواقع كان مختلفًا؛ إذ سرعان ما أدى الخبر إلى زيادات غير رسمية في أسعار السلع والخدمات، مما خلق حالة من القلق والفوضى في الأسواق. تأثير هذه الشائعات كان أقوى من الزيادة الفعلية، حيث تكوّنت طوابير أمام محطات الوقود وزادت الأسعار قبل حتى أن تُعلن الحكومة الزيادة رسميًا".
وأضاف التقرير:" في الشوارع والأسواق، أصبح من الواضح أن تأثير رفع أسعار البنزين تجاوز قطاع الوقود؛ ليشمل جميع القطاعات الاقتصادية. سائقو سيارات الأجرة والبائعون في الأسواق يعانون زيادة التكاليف المرتبطة بالنقل والإنتاج، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع. كما أن غياب الدعم المباشر من الحكومة أو زيادة الرواتب جعل الكثيرين يشعرون بعبء أكبر في مواجهة التكاليف المرتفعة. هذا الوضع يعكس حالة من فقدان الثقة في الحكومة وفي القدرة على تحمل الإصلاحات الاقتصادية".
وتابع التقرير: "الزيادة في أسعار البنزين كانت بمثابة اختبار للحكومة في إدارة التوقعات العامة. وبدلاً من تحقيق إصلاح اقتصادي ناجح، فإنها تسببت الزيادة في تفاقم التضخم النفسي الذي أثر على الأسواق وزعزعة الثقة في الإجراءات الحكومية".