أثارت التطورات الأخيرة في العلاقات بين إيران والغرب اهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 12 أكتوبر (تشرين الأول)؛ حيث تتباين المواقف من المفاوضات النووية والضغوط الدولية على طهران، بالإضافة للحديث عن الأزمات في مجالات الطاقة والمياه والاقتصاد.
وحذر قائد القوة البحرية بالحرس الثوري الإيراني، اللواء علي رضا تنكسیری، حسبما ذكرت صحيفة "جوان"، من أن إيران لن تسمح للآخرين باستخدام الممرات الاستراتيجية المائية ومضيق هرمز بحرية، إذا كانت مصالحها مهددة، مشددًا على أن بلاده ستدافع عن مصالحها حتى الموت.
ومن جانبها، أبدت الصحف الإصلاحية، مثل "آرمان امروز"، تفاؤلاً حذرًا بشأن المحادثات المقبلة، والتي من المتوقع أن تشمل قيودًا على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع تدريجي للعقوبات.
كما أعرب المحلل السياسي، علي بيكدلي، في حوار إلى صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، عن أمله في استئناف الحوار مع الغرب، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات غربية على الرغبة في استئناف المفاوضات. ودعا إلى تبني سياسة خارجية عقلانية ومنهج موحد، مع ضرورة تجاوز الخلافات الداخلية وإغلاق الطرق أمام التدخلات الأجنبية.
واستعرضت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، في حوار مع محللين سياسيين أبعاد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وأكدوا ضرورة أن يكون الوضع المعيشي للإيرانيين أساسًا لكل المفاوضات، وأن الإصرار على المفاوضات غير المباشرة ليس ضرورة، وإمكانية نجاح فكرة تشكيل "كونسورتيوم نووي".
ودعا الدبلوماسي السابق، قاسم محب علي، عبر صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، إلى استثمار الفرصة المتاحة للمفاوضات النووية، وقال: "إن اعتماد دبلوماسية نشطة قائمة على تحقيق المصالح طويلة المدى هو الدرع الأكثر فاعلية لمواجهة التهديدات المستقبلية وتجنب الحرب. وهو ما يتطلب تنسيقًا وطنيًا داخليًا لتفعيل أدوات الدبلوماسية والتفاعل البناء مع العالم".
وفي المقابل، اتخذت بعض الصحف الأصولية موقفًا حذرًا من التصريحات الأوروبية؛ حيث اعتبرت صحيفة "روزكار" أن قرار تفعيل "آلية الزناد"، بالتوازي مع الدعوة للمفاوضات، إنما يعكس تكتيك "العصا والجزرة". وترى هذه الخطوة في سياق الضغط على إيران لاستئناف التفاوض حول اتفاق نووي جديد.
وفي مقاله بصحيفة "سياست روز" الأصولية، كتب قاسم غفوري: "يأتي البيان الأوروبي المشترك وادعاءات ترامب في سياق حرب جديدة ضد إيران، بغرض دفع إيران نحو تفكيك برامجها الدفاعية عبر اتفاق إقليمي جديد، بينما تحاول أميركا تبييض سجلها، وإيهام الإيرانيين بأن المفاوضات هي الحل، في استراتيجية تهدف إلى إخضاع المنطقة وتغيير موازين القوى".
واقتصاديًا، أكد الخبير الاقتصادي، مجید شاکري، في مقال بصحيفة "تجارت" التابعة لجامعة آزاد، أن الاقتصاد الإيراني يواجه حالة من الجمود وانعدام اليقين، وأنه بحاجة إلى تغيير جذري في السياسات، مع التركيز على تعزيز النمو المستدام، من خلال تحفيز الإنتاج المحلي وتبني خطة اقتصادية شاملة.
وأشار سكرتير تحرير صحيفة "آكاه" الأصولية، رضا ظریفي، إلى أن إيران تواجه أزمات متكررة في الطاقة والمياه؛ حيث يتخوف المواطنون من تكرار أزمة انقطاع الغاز والكهرباء في الشتاء المقبل، مما يضيف عبئًا إضافيًا على المواطنين، الذين يعانون أساسًا أزمات معيشية واقتصادية حادة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جمهوري إسلامي": حسابات "طوفان الأقصى" كانت خاطئة
ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي"، الصادرة تحت إشراف ممثل المرشد الإيراني، علي خامنئي، أن "حسابات عملية طوفان الأقصى كانت خاطئة، بخلاف كثير من التحليلات والتصريحات". وأضافت: "خروج سوريا من الجبهة المناهضة لإسرائيل وابتلاعها يُعدّ من كبرى الخسائر في وقائع العامين الأخيرين".
ويأتي ذلك في حين أعلن علي خامنئي وسائر المسؤولين في النظام الإيراني مرارًا، في السابق، دعمهم لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
"كيهان": وهم الحوار لا يصنع أمنًا في عالم الصواريخ
انتقد تقرير لصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، بشدة ما وصفته بالتيار الواهم داخل بعض الأوساط السياسية والإعلامية الإيرانية، الذي يروّج لفكرة إمكانية حلول عصر الحوار محل عصر القوة، وجاء فيه: "هذا المنطق، الذي يفصل بين الشعب والقدرة الدفاعية، لا يخدم سوى أعداء البلاد ويقوّض أسس الردع الوطني".
وأوضح التقرير أن "الوقائع الميدانية في العالم كشفت عن زيف الادعاءات حول جدوى الاتفاقات الورقية؛ حيث يقاس ميزان الأمن في العالم بمدى امتلاك الدول القدرة في مجال الصواريخ والمُسيّرات، لا بعدد مؤتمراتها الدبلوماسية".
وانتقد التقرير "التيارات المضادة للردع داخل الجهاز الدبلوماسي، الذين يرفعون شعار الواقعية؛ بينما في هم جوهرهم أسرى أوهام الغرب. والتجارب خلال العقدين الماضيين أثبتت فشل هذا التيار، الذي أضعف قدرات البلاد النووية والفضائية بحجة حسن النية، من دون تحقيق تنمية أو استقرار".
وخلص التقرير إلى أن "النوايا الحسنة لا تصنع السلام، بل بالقوة الرادعة، والقدرة الصاروخية ليست ضد الشعب، بل هي درع الشعب وشرط بقائه آمنًا في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء".
"آرمان ملي": اتجاه مجتمعي نحو المزيد من الفقر
أجرت صحيفة "أرمان ملي" الإصلاحية حوارًا مع الأخصائي الاجتماعي، مجيد أبهري، حول انتشار الفقر، وقال: "يشير الواقع المعيشي في إيران إلى اتجاه مجتمعي نحو المزيد من الفقر؛ حيث تظهر علاماته جلية في عجز الطبقات الضعيفة عن تلبية احتياجاتها الأساسية بسبب الارتفاع المستمر للأسعار".
وأضاف:" تعود صعوبة تحديد مستوى الفقر إلى عاملين رئيسين: التضخم الجامح والارتفاع اللحظي للأسعار، بالإضافة إلى نهج بعض الجهات في التعامل مع المشكلة من خلال التجميل الإحصائي بدلاً من الحلول الجذرية. وقد أدى استمرار هذه الأزمة إلى نتائج اجتماعية خطيرة، أبرزها انتشار التوترات والضغوط النفسية والسلوكيات العنيفة بين أفراد المجتمع، لا سيما بين ذوي الدخل المحدود".
وتابع: "الحل الفعال يتطلب إرادة سياسية حقيقية لتغيير النهج الحالي في التعامل مع المشكلة. يجب أن تتبنى الحكومة سياسات شاملة وجادة لخلق فرص عمل وتعزيز الحزم الداعمة، مع الاعتماد على مشاركة المجتمع، للوصول إلى معالجة حقيقية توقف تفاقم الفقر وتخفف من آثاره المدمرة".
"فوق العاده": ارتفاع أسعار الدواجن
أشار تقرير لصحيفة "فوق العاده" الإصلاحية، إلى أن أسعار الدواجن في السوق الإيرانية تشهد ارتفاعًا ملحوظًا، حيث تجاوز سعر الدجاج الحي 100 ألف تومان في بعض الحالات، بينما يتراوح سعر الدجاج المذبوح بين 130 و155 ألف تومان للكيلو، نتيجة ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج.
وأضاف التقرير: "تساهم تكاليف أخرى في رفع السعر النهائي، مثل الأدوية واللقاحات المستوردة، وتكاليف الطاقة والوقود للتدفئة والتبريد، وأجور العمالة. كما يفسر الفارق الكبير بين سعر الدجاج الحي والمذبوح (46-56 في المائة) بخسارة الوزن أثناء الذبح (25-30 في المائة) وتكاليف المعالجة في المجازر والتوزيع، والتي تشمل النقل والتعبئة وهامش ربح كل حلقة في السلسلة".
وتوقع التقرير "استمرار ارتفاع أسعار الدواجن، بسبب استمرار ضغوط التكاليف. واختلاف الأسعار من منطقة لأخرى، تبعًا لبعدها عن مراكز الإنتاج وكفاءة البنية التحتية للذبح فيها، مما يبرز الحاجة إلى مراقبة هوامش الربح عبر سلسلة التوزيع لضمان عدالة الأسعار للمستهلك النهائي".