وذكر الباحث في شؤون العلاقات الدولية، رحمن قهر مانبور، في صحيفة "دنياي اقتصاد" الأصولية، أن تفعيل "آلية الزناد"، يعني إما التصعيد العسكري أو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي كبير بين إيران والغرب. ويعتمد المسار النهائي على مواقف القوى الكبرى، خصوصًا روسيا والصين، اللتين ستحددان ما إذا كانت إيران ستستمر في مقاومتها أو ستخضع للضغوط.
وفي المقابل، حذرت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، من الاعتماد الأعمى على الكتلة الشرقية، داعية إلى تبني سياسة خارجية متوازنة. كما شددت على أهمية التفاعل المدروس مع العالم بعيدًا عن الشعارات الفارغة.
وفي حوار مع صحيفة "قدس" الأصولية، تحدث مدير قسم روسيا والقوقاز في مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط، هيراد مخيري، عن قدرة إيران على بناء ردع إقليمي من خلال تعزيز صناعتها الصاروخية المحلية، والتعاون مع روسيا والصين، مع التأكيد أن هذا التعاون لا يعد تحالفًا دائمًا، بل يعتمد على المصالح المتبادلة.
وأكد الكاتب بصحيفة "سياست روز" الأصولية، محمد صفري، امتلاك إيران أدوات ردع استراتيجية ضد الضغوط الغربية، مشيرًا إلى أن التصعيد يمكن أن يشمل خطوات، مثل وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو الخروج من معاهدة حظر الأسلحة النووية.
ومن جهة أخرى، أشار تقرير لصحيفة "جمله" الإصلاحية إلى أن التصريحات غير المسؤولة لبعض النواب، مثل الإفصاح عن أسرار عسكرية أو المطالبة بتغيير العقيدة النووية، تشكل تهديدًا للأمن القومي الإيراني.
وبدوره قال المحلل السياسي، فياض زاهد، في حوار مع صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية: "إن المطالب المتطرفة، مثل إغلاق مضيق هرمز أو الخروج من المعاهدات الدولية، تعد بمثابة إطلاق نار على النفس، وتخدم الأجندة الإسرائيلية، مما يؤدي إلى عزل إيران دوليًا، وتحويل دول محايدة إلى أعداء".
كما حذر المحلل السياسي، زهير أصفهاني في حوار مع صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، من أن تفعيل آلية الزناد قد يؤدي إلى هجوم إسرائيلي جديد، داعيًا إلى تعزيز الوحدة الوطنية لتجنب التهديدات الخارجية.
وفي الشأن الاقتصادي، حذر الخبير الاقتصادي، علي قنبري، في حديثه مع صحيفة "تجارت"، من أن تفعيل آلية الزناد سيؤدي إلى تدهور حاد في الاقتصاد الإيراني، مع توقع انخفاض النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم.
ونقلت صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية عن خبراء قولهم: "إن تفعيل آلية الزناد سيعزل الاقتصاد الإيراني بشكل كامل، مما يهدد بانهيار مفاجئ في العملة وارتفاع الأسعار".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": العدو لا يفهم إلا لغة القوة
شنت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، هجومًا حادًا على السياسات الغربية، معتبرة أن مسرحية مجلس الأمن حول الآلية المزعومة لإعادة العقوبات، لم تكن سوى حلقة جديدة من الابتزاز ضد إيران، وكتبت: "لم تحترم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التزاماتها يومًا، ومن العبث انتظار إصلاح مسارهم عبر قرارات شكلية".
ووصفت الصحيفة عشر سنوات من التزام الاقتصاد الإيراني بالاتفاق النووي بالخسارة الفادحة، وأضافت: "لم تؤدِ إلى رفع العقوبات أو إبعاد شبح الحرب، بل منحت العدو وقتًا أطول لزيادة ضغوطه. ولايزال التيار الذي راهن على الاتفاق كحل لمشاكل البلاد، يروج لشعارات العقلانية الدبلوماسية، رغم فشلها الذريع".
وخلصت الصحيفة إلى أن "العدو لا يعرف شكرًا ولا أخلاقًا، وإنما يتراجع فقط أمام القوة. ومِن ثمّ فإن استمرار سياسة التنازلات خطأ استراتيجي قاتل. لقد آن أوان الوقوف الصلب عند المصالح الوطنية، وإشهار أوراق الردع الكبرى، وفي مقدمتها ورقة الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي. لأن إيران لن تركع، ولن تدفع جزية، ولن تمنح العدو ما عجز عن أخذه بالقوة".
"آرمان ملی": فخ "آلية الزناد" وعبث الدبلوماسية البطيئة
انتقد تقرير لصحيفة "آرمان ملی" الإصلاحية خطاب الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكتبت: "لم يكن إنجازًا دبلوماسيًا، بل خطوة جديدة نحو الفخ الغربي. فبينما كان المطلوب تحركًا هجوميًا يقلب الطاولة على الترويكا الأوروبية، اكتفت طهران بخطابات مكررة ولقاءات هامشية لم تغيّر شيئًا من مسار تفعيل آلية الزناد".
وأضاف التقرير: "لم تحمل كلمات الرئيس بزشکیان سوى رسائل طمأنة خاوية. كما لم تتجاوز تحركات وزير الخارجية، عباس عراقجي، حدود المناورة الشكلية. فأوروبا ليست شريكًا في التفاوض، بل أداة طيّعة في يد واشنطن، فيما تكتفي الصين وروسيا بالمواقف الكلامية أمام فيتو غربي جاهز للاستخدام".
وانتهي التقرير إلى "أن إيران تضع نفسها بهذا البطء، داخل المصيدة؛ والغرب لا يسعى إلى تفاهم، وإنما لفرض شروط إذعان جديدة، والدبلوماسية الحالية تمنحه كل الوقت اللازم. وإذا استمر هذا العبث، فإن النتيجة لن تكون سوى عودة شاملة للعقوبات وتوتر أشد مع الوكالة الدولية، أي خسارة سياسية واقتصادية في آن واحد".
"جوان": أوروبا تصر على المواجهة وتغلق آخر نوافذ الدبلوماسية
كشفت تقرير لصحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن أنّ جميع مقترحات إيران للخروج من المأزق النووي قوبلت بالرفض الأوروبي، في إشارة واضحة إلى إصرار الترويكا الأوروبية على خيار المواجهة لا التفاهم متجاهلة التحذيرات الإيرانية.
وأضاف التقرير: "قدمت طهران حتى اللحظة مقترحات عملية، بينها السماح بالوصول الفوري إلى منشأة نطنز، مقابل دعم أوروبا لمبادرة روسية بتمديد ستة أشهر قبل عودة العقوبات. غير أن واشنطن وحلفاءها اعتبروا العرض غير كافٍ، فيما أكد مسؤولون أميركيون سابقون أن الاتفاقيات لا يمكن ربطها بشروط جديدة".
وختمت الصحيفة تقريرها بالتشديد على أن "أوروبا لم تظهر سوى العناد السياسي، في حين حذرت الصين وروسيا من نتائج عكسية لإعادة فرض العقوبات. وهكذا يثبت الغرب أنّه لا يبحث عن تسوية، بل عن فرض إرادته بالقوة، حتى لو كان الثمن إغلاق آخر نافذة للدبلوماسية".