وتداولت الصحف الإيرانية على اختلاف توجهاتها السياسية، مقتطفات من كلمة الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شدد على تماسك إيران رغم العقوبات القاسية والحصار الطويل، واتهم واشنطن وتل أبيب بتقويض الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا عدم سعى بلاده لامتلاك سلاح نووي.
وتواجه الدبلوماسية الإيرانية، وفق مقال الكاتب جلال خوش بصحيفة "مهد تمدن" الأصولية، تحديًا كبيرًا في نيويورك لتقديم رواية مقنعة ومنافسة لاستراتيجية الغرب الرامية إلى عزل طهران، من خلال أفكار مبدعة تعكس الواقع وتلبي مصالح دولية مشتركة.
وفي صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، كتب محسن باك آیین، السفير الإيراني الأسبق في أذربيجان: "كلمة الرئيس الإيراني أكدت تمسك طهران بمبادئها وإصرارها على التفاوض وفقًا لأسس الاحترام المتبادل".
وفي مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، وصف غلام رضا كريمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة خوارزمي، توقيت مشاركة الرئيس الإيراني في اجتماعات الجمعية العامة بـ"الحساس"، وقال: "الفرص الدبلوماسية لتجنب التصعيد محدودة، مما قد يدفع إيران للاختيار بين الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي أو إلغاء الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
في السياق ذاته، التقى عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنظرائه الأوروبيين ومسؤولة الاتحاد الأوروبي في محاولة أخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي.
ووصفت صحيفة "سياست روز" الأصولية، المفاوضات مع الغرب بأنها "خسارة كاملة". في المقابل تساءلت صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية، عما إذا كان اللقاء قد أسفر عن فتح قفل الدبلوماسية.
وبحسب صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، فقد وجه محمد إسلامي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عبر الحديث إلى فضائية "سكاي نيوز" الإماراتية، رسالة سياسية صريحة تفيد استمرار إيران في طريقها النووي، وعيونها مفتوحة على الخداع الأميركي، وظهرها غير مكشوف أمام الاغتيالات الصهيونية.
ووفق صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، فقد وقع سلامي خلال زيارة إلى موسكو مذكرة تفاهم لبناء محطات طاقة نووية صغيرة (SMR)، بهدف نقل التكنولوجيا وتعزيز أمن الطاقة والتنمية المستدامة في إيران.
وتعمل إيران، بحسب صحيفة "همشهري" المقربة من بلدية طهران، على تهيئة رد متعدد الأبعاد ومتناسق على التهديدات المحتملة لآلية الزناد من خلال التنسيق بين البرلمان والمجلس الأعلى للأمن القومي ووزارة الخارجية، وإدارة الملف النووي بشكل استباقي وإيصال رسالة واضحة بالصمود أمام أي سيناريو محتمل.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": خطاب القائد صفعة للغرب
هاجمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، ما وصفته بالمحاولات المشبوهة لدفع إيران نحو مفاوضات جديدة مع واشنطن، مؤكدة أن خطاب المرشد أسقط الأقنعة عن لعبة الغرب ووكيله الداخلي.
وأضافت الصحيفة: "لم يسع الغرب إلا لفرض تعطيل التخصيب، وتفكيك القدرات الصاروخية، وشل النفوذ الإقليمي لإيران، فيما انبرى التيار الإصلاحي لتسويق هذه الأجندة داخل البلاد متجاهلًا كوارث الاتفاق النووي السابق".
واعتبرت أن الإصرار على المفاوضات بعد تجربة خاسرة امتدت عشر سنوات ليس مجرد خطأ سياسي بل خيانة وطنية صريحة. كما وصفت وعود الإصلاحيين حول مليارات الاستثمارات ورفع العقوبات بأنها "سراب مسموم" باعوا من خلاله الوهم للشعب، بينما تضاعفت العقوبات، وتصاعدت التهديدات، واغتيلت شخصيات إيرانية بارزة في قلب المفاوضات.
وختمت الصحيفة بالتشديد على أن "كلمة القائد تمثل فصل الخطاب الملزم"، مطالبةً بفتح ملفات قضائية وأمنية ضد من تورطوا في تنفيذ مخططات العدو من الداخل، مؤكدةً أن "المرحلة المقبلة يجب أن يكون عنوانها: القوة لا التنازل".
"دنیاي اقتصاد": الأسواق تشتعل والبورصة تختنق
أفاد تقرير صحيفة "دنیای اقتصاد" الأصولية، تجاوز الدولار والذهب السقوف التاريخية في ظل تصاعد المخاطر السياسية وعودة شبح العقوبات الأممية، بينما بقيت البورصة عالقة في منطقة حرجة، بالكاد تحافظ على مستوى 2.5 مليون وحدة بفضل تدخلات وصفتها الصحيفة بـ"الدعم الحيوي".
وأضاف التقرير: "خلف الأرقام تكمن أزمة أعمق وهي: هروب رؤوس الأموال الحقيقية من الاستثمار المنتج نحو الأصول الجامدة، في إشارة صريحة إلى تآكل ثقة المستثمرين بالبورصة وبالسياسات الاقتصادية على حد سواء. فصناديق الذهب تستقطب السيولة بوتيرة غير مسبوقة، فيما تتسع فجوة الانكماش في سوق الأسهم".
وأكد التقرير: "ما يجري ليس مجرد انعكاس للعقوبات، بل نتيجة مباشرة لعجز السياسات المحلية عن ضبط التضخم وإدارة التوقعات. وفي ظل غياب أفق دبلوماسي واضح، تبقى الأسواق تحت رحمة الأخبار السياسية العاجلة، ما يكرس هشاشة الاقتصاد ويضعف ثقة المستثمر الإيراني".
"شرق": مدرسة بلا معلم.. ومعلم بلا شغف
سلط مجید طهرانیان، الخبير في مجال التعليم والاتصالات، في مقاله بصحيفة "شرق" الإصلاحية، الضوء على أن معالجة المشكلة التعليمية في إيران تتطلب نهجًا متكاملًا يتجاوز مجرد بناء المدارس وتأمين البنية التحتية. فبينما يعد توفير بيئات تعليمية معيارية خطوة حيوية وعاجلة لملايين الطلاب، إلا أن ذلك يبقى حلًا جزئيًا لا يضمن جودة التعليم بمفرده.
وأضاف: "التحدي الأكبر يكمن في أزمة العنصر البشري والمحتوى التعليمي، المتمثلة في النقص الحاد في أعداد المعلمين، وتدني حوافزهم، وافتقارهم للتدريب على الأساليب الحديثة، بالإضافة إلى قدم المحتوى التعليمي وعدم ملاءمته لمتطلبات العصر. فالمدرسة بدون معلم كفء هي مجرد مبنى، والمعلم بدون محتوى حديث وأساليب تفاعلية لن يحقق النتائج المرجوة".
واقترح طهرانيان "اتباع نهج مختلط يوازن بين تخصيص الموارد لبناء المدارس وبين الاستثمار بشكل متزامن في تدريب وتمكين المعلمين، وتطوير محتوى تعليمي حديث قائم على المهارات. فنجاح العملية التعليمية مرهون باستكمال أضلاع المثلث الثلاثة: المدرسة الجيدة، والمعلم المؤهل، والمحتوى الجذاب".