وقال صالحي أميري، في حوار مع وكالة "إيلنا"، يوم السبت 20 سبتمبر (أيلول)، إن تزايد المخاوف من الهبوط الأرضي والأضرار الجسيمة، التي تلحقها هذه الظاهرة بالمباني التاريخية "لم يعد أمرًا يخص التراث الثقافي فقط، لكنه بات قضية وطنية كبرى".
وأوضح أن الحكومة قررت تشكيل لجنة لإدارة أزمة الهبوط الأرضي برئاسة محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، وبمشاركة وزارات عدة، منها وزارة الطاقة، وزارة الطرق والتنمية العمرانية، منظمة البيئة، ووزارة التراث الثقافي.
وخلال السنوات الأخيرة، تجاوزت أزمة هبوط الأرض في إيران "مستوى التحذير" لتتحول إلى "أزمة كبرى صامتة ومرهقة"، تهدد المياه الجوفية، والبنى التحتية، والأراضي الزراعية، والمعالم التاريخية، والمناطق المسجلة وبيئة المدن والقرى.
وكان رئيس قسم المخاطر في مركز أبحاث الطرق والإسكان والتنمية العمرانية بإيران، علي بيت اللهي، قد أعلن في 11 سبتمبر الجاري أن اتساع ظاهرة الهبوط الأرضي، أدى إلى إخلاء مدينة سكنية و40 مدرسة في شمال أصفهان.
كما كشف مسؤول آخر في وزارة الطرق، مطلع سبتمبر الجاري، أن إيران تحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث انتشار الهبوط الأرضي.
وفي وقت سابق، حذّر أستاذ الجيولوجيا، مهدي زارع، في مقابلة مع موقع "ركنا"، من أن الإفراط في استنزاف المياه الجوفية، إضافة إلى شبكات المياه والصرف المتهالكة وحفريات المترو، جعلت من طهران وأصفهان "قنبلة بيئية موقوتة".
وأوضح أن معدل الهبوط الأرضي في السهول الجنوبية لطهران تجاوز 30 سنتيمترًا سنويًا، فيما تواجه أصفهان، خصوصًا ضفاف نهر زاينده رود الجافة، خطر الانهيارات المفاجئة مع كل اهتزاز ناتج عن حفريات المترو. وأضاف أن "الفجوات الأرضية لم تعد تهديدًا بسيطًا، بل أصبحت مؤشرًا على الموت البطيء للمدن الكبرى في قلب إيران".
وأشار إلى أن مدنًا كبيرة مثل أصفهان، وطهران، وشيراز، كرمان، ومشهد تقع على سهول بمعدل هبوط مرتفع جدًا (أحيانًا أكثر من 25 سنتيمترًا سنويًا).
وفي أغسطس (آب) الماضي، حذّر هذا الباحث أيضًا من أن استنزاف المياه الجوفية لا يسبب فقط الهبوط الأرضي، بل قد يؤدي إلى "تغيّر الإجهادات على الصدوع النشطة".
من جانبه، قال عيسى بزرك زاده، المتحدث باسم قطاع المياه الإيراني، في 12 أغسطس الماضي، إن 70 في المائة من السهول الإيرانية في وضع "محظور" أو "محظور حرج"، وإن أكثر من 300 سهل، بينها طهران، تواجه خطرًا جديًا جراء الهبوط الأرضي.