وبحسب معلومات خاصة، حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد توفيت جميلة عزيزي، المحتجزة على ذمة قضايا مالية، مساء الجمعة 19 سبتمبر (أيلول)، في عنبر المشاورة 2 بسجن قرجك ورامين، نتيجة الحرمان من الرعاية الطبية.
وأوضح مصدر مطلع على وضعها أن "عزيزي طلبت عدة مرات نقلها إلى المستشفى، خلال الأسابيع الماضية، لكن طلباتها قوبلت بتجاهل متكرر من مسؤولي السجن. وفي النهاية، ظهرت عليها أعراض سكتة دماغية فنُقلت إلى العيادة، مساء أمس الجمعة، لكن قيل لها إنه لا تعاني مشكلة، وبعد ساعات فارقت الحياة داخل السجن".
وأكد مركز حقوق الإنسان في إيران، عبر تقرير له، أن سبب وفاتها هو الحرمان من العلاج، مضيفًا: "رغم أن الكفالة المالية لإطلاق سراحها كانت جاهزة، وكان من المقرر الإفراج عنها قريبًا، فإنها توفيت في السجن. واعتبرت أسرتها وأقاربها أن مسؤولي السجن هم السبب المباشر في هذه المأساة".
تدهور خطير في حالة سمية رشيدي
وفقًا للمعلومات الواردة، فإن حالة السجينة السياسية، سمية رشيدي، في المستشفى ما زالت خطيرة للغاية، وقد صرّح الأطباء بعدم وجود أمل كبير في إنقاذ حياتها.
رشيدي، التي اعتُقلت في 24 أبريل (نيسان) أثناء كتابة شعارات احتجاجية في حي جوادیه بطهران، نُقلت في 16 سبتمبر الجاري من سجن قرجك إلى مستشفى مفتح ورامين. وأفادت التقارير بأن مستوى وعيها انخفض إلى 5، وحذّر الأطباء من أنه إذا وصل إلى 3، فإنها ستفارق الحياة.
وتعرضت رشيدي، المولودة عام 1983، للضرب المبرح على أيدي قوات الأمن أثناء اعتقالها، وجرى احتجازها أولاً في معتقل آكاهی، في 5 يونيو (حزيران) الماضي، ثم نُقلت إلى سجن إيفين بطهران، وبعد الهجوم الإسرائيلي في 22 يونيو الماضي على السجن، حُولت إلى سجن قرجك.
وفاة محمد منقلي في سجن يزد
أفاد موقع "هرانا" المعني بحقوق الإنسان في إيران بوفاة محمد منقلي أيضًا، وهو سجين في قضايا مالية كان محتجزًا في سجن يزد، يوم الجمعة 19 سبتمبر، بسبب الإهمال الطبي.
وأضاف الموقع أن منقلي أصيب بأعراض ضيق في التنفس، فنُقل إلى عيادة السجن، لكن تم تجاهل حالته، ليفارق الحياة لاحقًا. وقال عن مصدر مقرب من أسرته: "إن الطبيب المناوب في العيادة، ورغم مشاهدته أعراض ضيق التنفس، اتهمه بالتظاهر بالمرض ولم يقدّم له العلاج اللازم".
وفيات سابقة نتيجة الحرمان من العلاج
كانت إيران إنترناشيونال قد ذكرت، في 12 سبتمبر الجاري، وفاة مريم شهرکي، سجينة في سجن كرج، بعد شعورها بآلام شديدة في الصدر وتشخيص طبي خاطئ. وتوفيت قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى.
وفي 20 سبتمبر، كتب السجين السياسي، أحمد رضا حائري رسالة من سجن قزل حصار، ذكر فيها: "إن حماية حياة السجناء السياسيين وجميع السجناء، ووقف الإعدامات، والإفراج الفوري عن المحتاجين للعلاج هي الخطوة الأولى للبدء في تغييرات جذرية في البلاد".
كما كان حائري، إلى جانب السجينين السياسيين، حمزة سواري وسعيد ماسوري، قد أشاروا في رسالة سابقة إلى أن حرمان السجناء السياسيين من العلاج يمثل تمهيدًا لـ "القتل المنهجي" و"الموت البطيء" لهم.
تقارير منظمات حقوقية
على مدى السنوات الماضية، تُوفي عدد من السجناء في إيران نتيجة الضغط، التعذيب، أو الحرمان من الرعاية الطبية، بينما لم تتحمل السلطات الإيرانية أي مسؤولية.
ومن جهتها، حذّرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في أبريل الماضي، من أن سطات النظام الإيراني تستخدم منذ سنوات الحرمان الطبي كوسيلة لمعاقبة السجناء وإجبارهم على الصمت. وأكدت أن حرمان المحتجزين من الخدمات الصحية، وفقًا للمعايير الدنيا للأمم المتحدة، يمكن اعتباره شكلاً من أشكال التعذيب والمعاملة القاسية واللاإنسانية.