دماء وغاز مسيل للدموع.. اشتباك بين حرس قصر مرمر وزوار بسبب "الحجاب الإجباري" في إيران

انتشر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يُظهر وقوع اشتباك بين عناصر الحراسة وعدد من الزوار في قصر مرمر بمدينة رامسر، التابعة لمحافظة مازندران، شمالي إيران.
انتشر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يُظهر وقوع اشتباك بين عناصر الحراسة وعدد من الزوار في قصر مرمر بمدينة رامسر، التابعة لمحافظة مازندران، شمالي إيران.
ووفقًا لتقارير إعلامية إيرانية، فقد وقعت الحادثة قبل نحو أسبوع، بعد أن وجّه عنصر من الحراسة تنبيهًا بشأن الحجاب لإحدى الزائرات، ليتطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي وتدخل الشرطة.
ويظهر في الفيديو رجل مضرج في دمائه مُلقى على الأرض، بينما يحمل أحد عناصر الحراسة بخاخ فلفل. وبحسب شهود عيان، فقد استخدمت قوات الحراسة الغاز المسيل للدموع ضد الفتيات، ما أثار حالة من الذعر والرعب في المكان.
ونقل موقع "إنصاف نيوز" عن صحافي في مدينة رامسر أن الزوار كانوا قادمين من "مشهد"، وأثناء دخولهم إلى المتحف، وجّه أحد عناصر الحراسة ملاحظة لإحدى السيدات بضرورة الالتزام بالحجاب الإجباري.
وأضاف الصحافي أن المرأة عندما دخلت القصر سقط وشاحها من رأسها، فقام عنصر الحراسة بدفعها قائلاً: "لماذا لا تلتزمين؟"، ما أدى إلى وقوع اشتباك انتهى بتدخل الشرطة.
وتشير تقارير متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن الفيديو تم تصويره في 10 سبتمبر (أيلول) الجاري، تزامنًا مع اقتراب الذكرى الثالثة لوفاة الشابة الإيرانية، مهسا (جینا) أميني، على يد شرطة الأخلاق.
وعلّقت الصحافية والناشطة السياسية، مسيح علي نجاد، على الفيديو عبر حسابها على "إنستغرام" قائلة: "إن هذا هو النظام نفسه، الذي يقيم عروضًا موسيقية في الليل، ويعدم الناس في النهار، ويهين النساء ويعتدي عليهن بسبب بضع خصلات من الشعر".
وأعادت هذه الحادثة تسليط الضوء على العنف، الذي تمارسه سلطات النظام الإيراني ضد النساء الرافضات للحجاب الإجباري، وعلى ضرورة المساءلة العاجلة ومحاسبة المسؤولين، وضمان أمن النساء في الشوارع.
وذكرت منظمة "هرانا"، المعنية بحقوق الإنسان في إيران، تزامنًا مع الذكرى الثالثة لوفاة مهسا أميني أن القمع ما زال مستمرًا، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل.
ويشار إلى أن وقائع الاشتباك بسبب تدخل قوات الأمن، وعناصر بملابس مدنية، وأشخاص عاديين في أسلوب حياة المواطنين وملابسهم تحت ذريعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ليست جديدة.
ويعتبر كثير من الخبراء والناشطين الحقوقيين تدخل هيئة "الأمر بالمعروف" انتهاكًا للخصوصية الشخصية، وحذّروا مرارًا من تصاعد العنف المجتمعي نتيجة أنشطة أعضاء تلك الهيئة.
ونُشرت عدة تقارير، في الأسابيع الأخيرة، عن ممارسات ضد النساء الرافضات للحجاب الإجباري، بالإضافة إلى إغلاق متاجر، فنادق، مكتبات، وأماكن تجارية بسبب رفض أصحابها أو زبائنها الالتزام بسياسة فرض الحجاب.
وكانت "هرانا" قد ذكرت سابقًا أن أكثر من 30 ألف امرأة تعرضن لإجراءات عقابية بسبب عدم الالتزام بالحجاب الإجباري خلال عام 2024، كما تم إغلاق ما لا يقل عن 536 منشأة تجارية وصناعية لأسباب غير مهنية مرتبطة بهذا الموضوع.
ورغم تصاعد الضغوط الحكومية، فلا تزال مقاومة النساء لسياسة الحجاب الإجباري مستمرة.
كما أظهر مقطع فيديو وصل إلى "إيران إنترناشيونال"، في 15 سبتمبر الجاري، امرأةً محتجة بلا حجاب إجباري تقف على صندوق قمامة في مدينة كرج، وتصرخ: "لقد حولتم إيران إلى سجن".