وأفاد مكتب المدعي العام في ولاية ماساتشوستس، يوم الجمعة 12 سبتمبر (أيلول)، بأن هذه الشركة الإيرانية كانت تنتج أنظمة الملاحة "سَبهْر" للحرس الثوري، وهي التكنولوجيا التي استُخدمت في الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة.
وأضاف أنه خُصص نحو 99 في المائة من مبيعات هذا النظام الملاحي لقوة الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، ما بين عامي 2021 و2022، واستُخدم في الطائرات المسيّرة الانتحارية أحادية الاتجاه التابعة لهذه القوة.
ورفض قاضٍ فيدرالي أميركي، يوم 5 مايو (أيار) الماضي، طلب الإفراج بكفالة عن مهدي محمد صادقي، وهو مهندس إيراني- أميركي متهم من قِبل وزارة العدل الأميركية بتوفير تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، الذي ينتظر المحاكمة بتهمة التورط في الهجوم المميت بالطائرات المُسيّرة على قاعدة عسكرية أميركية في الأردن.
كما أشار مكتب المدعي العام لولاية ماساتشوستس إلى ارتباط التكنولوجيا المنتجة من قِبل شركة "صنعت دانش رهبویان أفلاك" بالهجوم الذي وقع في يناير (كانون الثاني) 2024 على القاعدة العسكرية الأميركية في شمال الأردن المعروفة باسم "تاور 22".
وأدى هذا الهجوم إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وأظهرت التحقيقات أن الطائرة المُسيّرة المستخدمة كانت من طراز "شاهد" الإيراني، وأن نظام الملاحة الخاص بها صُنّع من قِبل هذه الشركة.
وبموجب القوانين الأميركية، تُصادر جميع أصول الأفراد أو الكيانات المتورطة في التخطيط أو تنفيذ أعمال إرهابية ضد الولايات المتحدة أو مواطنيها.
وقال مكتب المدعي العام في ولاية ماساتشوستس إن قضية مصادرة الأصول يتولاها كارول إي. هد، رئيس قسم استرداد الأصول، بينما تُنظر القضية الجنائية بالتعاون مع محامي وزارة العدل وأقسام مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس التابعة لوزارة الأمن الداخلي الأميركية.
وأكد البيان أن جميع التهم في هذه القضية لا تزال في مرحلة الادعاء، وأن المتهمين يُعتبرون أبرياء حتى تثبت إدانتهم في المحكمة.
وكانت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية قد ذكرت، في 8 يوليو (تموز) الماضي، أن عابديني عمل في مختبر أبحاث للطائرات المُسيّرة بجامعة في سويسرا، حصل على تمويل من الاتحاد الأوروبي ووكالة الابتكار الحكومية السويسرية.
وقالت الصحيفة الناطقة بالألمانية إن أنشطته ساعدت طهران في الحصول على تكنولوجيا غربية متقدمة في برنامجها الخاص بالطائرات المُسيّرة.
تبادل عابديني وسالا
يُذكر أن عابديني، البالغ من العمر 39 عامًا والمقيم في طهران، هو مؤسس ومدير عام شركة "صنعت دانش رهبویان أفلاك"، التي تُنتج وحدات الملاحة لبرنامج الطائرات المسيّرة التابع للحرس الثوري.
وكان عابديني قد وُجهت إليه في الولايات المتحدة تهمة تقديم دعم مادي إلى منظمة إرهابية أجنبية، وهي قوة الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري.
وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024، أُلقي القبض عليه في ميلانو بإيطاليا بناءً على طلب من الولايات المتحدة. لكنه أُفرج عنه في يناير (كانون الثاني) 2025 بعدما قامت السلطات الإيرانية باعتقال الصحافية الإيطالية، تشيتشليا سالا، بعد ثلاثة أيام من اعتقال عابديني.
وقد اعتبر كثيرون اعتقال تشيتشليا سالا ومبادلتها بمحمد عابديني أحدث مثال على سياسة احتجاز الرهائن و"ابتزاز الفدية"، التي يتبعها النظام الإيراني.