وأوضح شريعتي في مقابلة مع موقع "ركنا": "يرجى التأكيد على هذه العبارة: الحكم الفاشل والفوضوي في إدارة المياه. أعتقد أن بحيرة أرومية لم تكن ضحية للجفاف أو التغيرات المناخية، بل ضحية السياسات الخاطئة والإدارة المائية السيئة. المناخ لم يجففها، بل كانت سياساتنا هي التي دمرتها".
وأكد شريعتي: "نتيجة هذه السياسات لا يمكن أن تكون إلا تدمير البحيرة. ولهذا السبب أقول إن بحيرة أرومية اليوم يجب البحث عنها فقط في كتب التاريخ أو في الصور القديمة، ولم يتبق لها أثر في الواقع".
وصدرت هذه التصريحات بعد يوم من نشر أحدث الصور الفضائية لوكالة ناسا لبحيرة أرومية، والتي أظهرت أن البحيرة جفت بالكامل.
وأثار نشر هذه الصور موجة من ردود الفعل بين المواطنين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
تصريحات الأمين العام لاتحاد صناعة المياه حول سياسات النظام الإيراني تجاه هذه البحيرة تأتي في وقت أُبلغ فيه مرارًا خلال السنوات الأخيرة عن احتمالية أن يكون جفاف بحيرة أرومية "متعمدًا".
في سبتمبر (أيلول) 2022، أعلنت وكالة أنباء النظام الإيراني عن وجود موارد كبيرة من الليثيوم في بحيرة أرومية، وذكرت أن أحد أسباب عدم إنقاذ البحيرة من الجفاف قد يكون الربح المالي من استخراج هذا المعدن النادر.
ونقلت وكالة "إيرنا" عن تقارير إعلامية: "وجود موارد ضخمة من الليثيوم في قاع هذه البحيرة ربما يكون أحد أسباب الإهمال في متابعة عملية الجفاف وعدم الإنعاش".
وأضافت الوكالة مؤكدة أن بحيرة أرومية "تبدو أنها في أيامها الأخيرة، ولم يتبقَ سوى القليل حتى موتها الكامل"، مشيرة إلى أن بحيرات أخرى في إيران معرضة للجفاف أيضًا، "وهي من أهم الموارد الغنية بالليثيوم".
بعد عام، نفى نائب وزير الصناعة لشؤون المعادن والمعالجة في حينه أن يتم استخراج الليثيوم من بحيرة أرومية، وقال إن الصور التي انتشرت مؤخرًا على الإنترنت تتعلق بتصريح وزارة الصناعة لاستخراج الملح من البحيرة.
وفي رده على سؤال: "هل جفت بحيرة أرومية فعلاً ليتم استخراج الليثيوم؟" قال شريعتي: "صحيح أنه لو كان هذا الأمر يحدث فقط من أجل استخراج المعادن، لكان يمكن ربطه بهذا الافتراض، لكن الحقيقة أننا فقدنا قبل أرومية نهري زاينده رود وجاوكهوني. كل هذه الأحداث تعود إلى نفس الفوضى في إدارة المياه".
وأكد شريعتي: "هذه الأزمة سيكون لها تبعات واسعة على مجالات البيئة، الصحة العامة، الاقتصاد، المجتمع وحتى الأمن القومي".
وأضاف: "هذا يعني أنه من الآن فصاعدًا، ستواجه المناطق المحيطة بأرومية، بازرغان، كردستان وحتى المناطق الشرقية من أذربيجان، مناخًا أكثر حرارة وجفافًا من السابق".
وحذر شريعتي أيضًا: "الأزمة لا تتوقف عند الصحة فقط. فقدان الموارد المائية أدى عمليًا إلى شلل الزراعة وتربية الماشية في المنطقة. وسُبل معيشة السكان، التي قامت لقرون على الزراعة والرعي، أصبحت اليوم معرضة للانهيار".