رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، استغل أحداث الدوحة في مهاجمة التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، وقال: "التفاوض مع أميركا ليس فقط عديم الجدوى، بل خطير أيضًا ومن يطرح فكرة التفاوض إما غبي جدًا، أو خائن، ويتولى دور العملاء الداخليين للعدو".
واستخلصت صحيفة "خراسان" المقربة من الحرس الثوري الإيراني، رسائل هذه العملية، وكتبت: "الهجوم الإسرائيلي على قطر أبرز هشاشة تحالفات طهران مع واشنطن، ورسخ أهمية مسار محور المقاومة باعتباره الخيار الأكثر أمانًا وفعالية لضمان أمن إيران الوطني بعيدًا عن التعاون مع الغرب".
ووصف تقرير صحيفة "أفكار" الإصلاحية، المفاوضات بـ"كلمة سر للاغتيال"، واتهمت إسرائيل باستخدام الدبلوماسية كغطاء للعمليات العسكرية التي دمرت الثقة في الحوار.
ويتفق في الرأي محمد علي صنوبري، مدير معهد "النظرة الجديدة للدراسات الاستراتيجية والإعلامية"، وقال بحسب صحيفة "همشهري": "إسرائيل تستخدم التفاوض كغطاء للاغتيال والتصعيد. الهجوم، الذي تم وسط صمت مريب، يُعد إنذارًا صارخًا بانهيار الثقة في الوساطات الغربية".
ومؤخرًا وقعت إيران اتفاقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بوساطة مصرية، لكن محمد إيماني الكاتب بصحيفة "كيهان"، وصف هذا الاتفاق بـ"غير المعتبر وغير القانوني"، وكتب: "رافائيل غروسي نفسه طرف غير محايد، وسرب معلومات ساعدت في الهجمات على منشآت إيران النووية، ما يجعل ضماناته بلا قيمة".
ويرى محمد مونسان الكاتب بصحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية، أن الحل الوحيد لمنع تكرار الهجمات والتهديدات على إيران، هو الكشف العلني عن امتلاك سلاح نووي قادر على ردع أميركا وأوروبا، وقال: "إن لم تُظهر إيران اليوم ذكاءً استراتيجياً في إدارة أمنها، فإن ما سيأتي قد يكون أعنف بكثير مما سبق".
في المقابل قال كوروش أحمدي، محلل شؤون العلاقات الدولية والدبلوماسي السابق في الأمم المتحدة، في حوار إلى صحيفة "رویش ملت" الاقتصادية: "الاتفاق تطور إيجابي ومهم يمكن أن يمهد الطريق لإيقاف آلية الزناد وتمديد العمل بالقرار 2231، لكن الأمر يعتمد على الإرادة السياسية للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن".
وفي صحيفة "قدس" الأصولية، علق الكاتب الصحافي مهدي خالدي بالقول: "الاتفاق يفتح نافذة دبلوماسية جديدة ويستأنف الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني، لكنه يظل هشًا ومشروطًا بعدم تنفيذ أي إجراء عدائي ضد طهران، وسط جو عميق من انعدام الثقة بين الطرفين".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الاتفاق النووي.. نافذة سرّبت أسرار النفط الإيراني وخنقت مبيعاته
أكد تقرير "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، أن الاتفاق النووي في العام 2015 لم يكن مجرد بوابة اقتصادية، بل نافذة كشفت أسرار البنية الخفية لصادرات النفط الإيراني، وجعلت طهران أكثر عرضة للعقوبات الأميركية.
وأوضح التقرير: "تخلت إيران بعد الاتفاق عن شبكاتها غير الرسمية التي اعتمدت عليها سابقًا لتجاوز العقوبات، واتجهت إلى القنوات المصرفية الدولية وامتثلت لتوصيات مجموعة العمل المالي (FATF). هذه الخطوة، ساعدت الغرب في الوصول إلى بيانات دقيقة حول المعاملات النفطية ومسارات التصدير عبر البنوك وشركات التأمين، الأمر الذي سهل فرض عقوبات أكثر استهدافًا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018".
وأضاف: "أدى انهيار تلك البنية غير الرسمية إلى تراجع الصادرات في بعض الفترات إلى أقل من 200 ألف برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى في تاريخ إيران الحديث. ورغم دفاع الرئيس الأسبق حسن روحاني عن الاتفاق، إلا أنه كان خطأ استراتيجيًا؛ إذ أضعف قدرة البلاد على الالتفاف على العقوبات، ومنح واشنطن أدوات أشد فاعلية لخنق شريان اقتصادها الأساسي".
وخلص التقرير إلى أن "الاتفاق النووي كان تجربة مُضللة؛ رفع الصادرات لفترة قصيرة لكنه كشف أسرار النفط الإيراني، وفتح الطريق أمام عقوبات أكثر قسوة".
"قدس": مشروع وطني لاستبدال المدافئ… علاج جزئي لأزمة الغاز
نشرت صحيفة "قدس" الأصولية تقريرًا انتقد وضع استهلاك الطاقة في إيران، وكتبت: "إطلاق المشروع الوطني لاستبدال 100 ألف مدفأة قديمة في سبع محافظات لا يعدو كونه خطوة أولى لمعالجة أزمة أعمق. وتعاني البلاد بحسب خبراء طاقة، من فجوة يومية تصل إلى 300 مليون متر مكعب بين العرض والطلب في فصل الشتاء، رغم امتلاكها واحدًا من أكبر احتياطيات الغاز في العالم".
وتنقل الصحيفة عن خبراء: "لا يقتصر السبب على ارتفاع استهلاك الأسر، بل يرتبط أيضًا بالاعتماد المفرط على الغاز في توليد الكهرباء، إضافة إلى البنية التحتية المتهالكة، وغياب العزل الحراري في كثير من المنازل، ما يؤدي إلى هدر واسع للطاقة. كما توصف أكثر من 70 في المائة من المدافئ المنزلية في إيران بالقديمة أو غير المطابقة للمعايير، وتستهلك وقودًا مضاعفًا دون مردود حراري كاف".
ودعت الصحيفة إلى "توجيه الموارد نحو إنتاج وتوزيع أجهزة موفرة للطاقة، بما يقلل الاستهلاك ويرفع الكفاءة. وإلا فإن استمرار الفجوة في التوازن الغازي قد يؤدي إلى انقطاعات شتوية ونقص في إمدادات الصناعات الكبرى، ما يشكّل تهديدًا للاقتصاد الوطني ويثير استياءً عامًا واسعًا".
"رویش ملت": التدخلات الحكومية تُضعف البورصة وتُفاقم أزمة الثقة
سلطت صحيفة "رویش ملت" الاقتصادية، الضوء على التحديات التي تواجه سوق الأوراق المالية في إيران، وكتبت: "تعتبر التدخلات الحكومية المتكررة العامل الرئيس في تراجع الثقة العامة، فاعتماد السلطات على قرارات إدارية مباشرة وضخ سيولة غير مدروسة، لا يعالج الاختلالات البنيوية للسوق، بل يزيد من تقلباته ويضعف جاذبيته الاستثمارية".
ووفق الصحيفة: "يتعرض صغار المستثمرين للضرر الأكبر من هذه السياسات، إذ يجدون أنفسهم عرضة لخسائر متزايدة في ظل غياب أطر تنظيمية شفافة ورؤية اقتصادية مستقرة، وسط غياب استراتيجية واضحة لإصلاح الهياكل الاقتصادية المرتبطة بالبورصة".
وحذرت الصحيفة "من أن استمرار النهج الحالي سيبقي البورصة رهينة التدخلات الحكومية والتقلبات الحادة، الأمر الذي يضعف دورها كأداة مركزية في جذب الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي".