كما تناقلت الصحف، خاصة الإصلاحية، خبر رسالة النائب السابق لرئيس البرلمان الإيراني، علي مطهري، إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، والتي طالبه فيها بإجراء مفاوضات مع الرئيس الأميركي.
وفي حوار إلى صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، اعتبر السياسي الإصلاحي، بهزاد نبوي، أن حل المشاكل الاقتصادية هو النقطة مركزية لمطالب جميع الإيرانيين، مؤكدًا أهمية استمرار التفاوض مع الولايات المتحدة وأوروبا كخيار حكيم، محذرًا من تفعيل "آلية الزناد"، التي ستكون كلفتها باهظة على إيران وشعبها.
ونقلت صحيفة "ابرار" الأصولية، تغريدة عالم الاجتماع، محمد فاضلي، على منصة "إكس"، والتي جاء فيها: "بغض النظر عن عدم قانونية تفعيل آلية الزناد، فإن واجب السياسي الإيراني هو البحث عن حل، وليس البكاء على الأطلال أو التغني بعدم جدوى الأمور، بل عليه التحرك لمنع الخطر ودفعه".
واستطلعت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، آراء عدد من نواب البرلمان الإيراني حول "آلية الزناد"، والذين أكدوا أن هذه الخطوة لن تضيف عقوبات جديدة جوهرية على إيران، التي تواجه بالفعل أقصى العقوبات، وحذروا من التحركات المتسرعة وغير المدروسة، التي قد تزيد التكاليف وتوفر ذرائع للخصوم.
وعن التداعيات الاقتصادية، كتب الخبير الاقتصادي، مرتضی أفقه، في صحيفة "ابرار اقتصادي" الأصولية: "استقر سوق الصرف بعد امتصاص الصدمة الأولية لآلية الزناد عبر ارتفاع سعر الدولار، لكن تنفيذ العقوبات الأممية قد يفرض ضغوطًا جديدة تتطلب حلولاً سريعة، ويبقى التحدي الرئيس متمثلاً في العوائق الداخلية كسوء الإدارة والبيروقراطية".
ويواجه المجتمع الإيراني، بحسب سكرتير تحرير صحيفة "آكاه" الأصولية، رضا ظریفي، مستويات قلق غير مسبوقة بسبب الضغوط المعيشية والتهديدات الخارجية، مما يدفع لانتشار الأخبار السلبية والشائعات.
ويشكل انقطاع الكهرباء، كما تقول رئيس تحرير صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، مونا ربيعي، تهديدًا خطيرًا للاقتصاد والأمن الاجتماعي بسبب تقاعس المسؤولين عن التخطيط والاستثمار في البنية التحتية والطاقة المتجددة.
كذلك يقلل تطبيع أزمة الجفاف في إيران من حساسية المجتمع والمسؤولين تجاه كارثة جفاف الأنهار، مما يؤخر الحلول الضرورية. ويؤكد الخبراء وفق صحيفة "اقتصاد ملي" الاقتصادية، ضرورة نقل إدارة الموارد المائية إلى جهات بيئية متخصصة، والتركيز على الإحياء المستدام للأنهار للحفاظ على الموارد الحيوية.
وآثر حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد على خامنئي، تجاهل أزمات الإيرانيين الاقتصادية والمعيشية، وتحدث عن مؤامرة خلع الحجاب، وكتب:" يجب أن نلاحظ أن ظاهرة كشف الحجاب لها جذور خارجية، بجانب الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية، هناك أيضًا من تم تجنيدهم داخل البلاد للقيام بهذا التمرد على القيم".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الدبلوماسية مع أوروبا وأميركا وصلت إلى طريق مسدود
أكد الكاتب الصحافي، سعد الله زارعي، في مقاله بصحيفة "كيهان"، وصول الدبلوماسية مع أوروبا وأميركا إلى طريق مسدود، وكتب: "فشل الاتفاق النووي في تحقيق مصالح إيران بسبب المماطلة والغدر الغربي. وآلية الزناد لم تكن سوى أداة لاستمرار الضغط، مما يستدعي تبني مواقف حازمة لاستعادة التوازن ومنع مزيد من الخسائر".
وهاجم الكاتب الخداع الدبلوماسي الغربي المتمثل في الادعاء بأن باب الدبلوماسية ما زال مفتوحًا، وأضاف: "هو أسلوب يهدف إلى إبقاء إيران في موقف دفاعي وتعطيل قدرتها على الرد". وطالب بإجراء عملي وحازم لموازنة تحرك الغرب، وأهم حل مقترح هو الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ووقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وختم بقوله: "يجب أن يستمر البرنامج النووي الإيراني في أجواء من الغموض، بدلاً من الوضوح. لا ينبغي أبدًا أن يشعر الغرب المخادع بالطمأنينة تجاهنا. البرنامج النووي، بالنسبة لبلد بحجم وثقافة وقوة إيران، يجب ألا يخدم فقط تطوير القدرات، بل يجب أن يُستخدم لتقوية سلطة إيران أيضًا".
"اسكناس": تشابك أزمات الطاقة والمياه
ذكر تقرير لصحيفة "اسكناس" الاقتصادية "أن أزمة المياه في إيران أدت إلى تفاقم أزمات قطاع الوقود والطاقة، حيث تهدد ندرة المياه بتوقف عمل مصفاة طهران الاستراتيجية التي تزود البلاد بجزء كبير من المنتجات النفطية. هذا التوقف سيؤدي إلى سلسلة من الأزمات تشمل نقص الوقود، وتعطل النقل، وأزمة في توليد الكهرباء، مما يؤثر على جميع القطاعات الاقتصادية والحياة اليومية للمواطنين".
ويعزو التقرير جذور الأزمة إلى: "السياسات الخاطئة في إدارة المياه على مدى عقود، والتي شملت الإفراط في استغلال المياه الجوفية، والتوسع الزراعي غير المدروس في المناطق الجافة، وإقامة صناعات ثقيلة في مناطق تعاني شح المياه. هذه العوامل أدت إلى تدهور الموارد المائية بشكل حاد، مما ينعكس سلبًا على القطاعات الحيوية الأخرى".
وخلص التقرير إلى أن"خطورة الوضع تظهر من خلال التشابك بين أزمات المياه والطاقة؛ حيث تؤدي إجراءات مثل استخدام مضخات المياه بسبب انخفاض الضغط إلى زيادة الاستهلاك الكهربائي، مما يفاقم أزمة الطاقة. هذا الواقع يؤكد الحاجة إلى نظرة متكاملة لإدارة الموارد وحوكمة شاملة تمنع تحول الأزمة المائية إلى كوارث اقتصادية واجتماعية متسلسلة".
"سياست روز": ارتفاع أسعار الدجاج في إيران بشكل جنوني
تناول الكاتب بصحيفة "سياست روز"، فرهاد خادمي، موضوع ارتفاع أسعار الدجاج في إيران بشكل جنوني، وكتب: "تتراوح أسعار الدجاج بين 150 و200 ألف تومان، مما حوّل هذا الغذاء الأساسي من سلعة متاحة للطبقات محدودة الدخل إلى منتج فاخر يعجز عنه الملايين. هذا الوضع يعكس تدهورًا حادًا في اقتصاد الأسرة الإيرانية، خاصة مع وجود أكثر من 30 مليون مواطن تحت خط الفقر المطلق، حيث تهدد أي زيادة في الأسعار بتدمير كامل سلة غذائهم".
وأضاف:" هذه الأزمة ليست نتيجة تقلبات السوق العابرة، بل هي ثمرة سياسات حكومية فاشلة في إدارة الاقتصاد والرقابة على الأسعار؛ حيث سمحت للإهمال والفساد وغياب الرقابة الفعالة بخلق بيئة خصبة للمحتكرين والوسطاء لاستغلال المواطنين. ويتجلى فشل الحكومة في عدم قدرتها على تأمين أبسط الاحتياجات الغذائية رغم توفر البنى التحتية للإنتاج".
وحذر من أن "استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية وعملية، يهدد بتحول الأزمة الاقتصادية إلى أزمة اجتماعية شاملة مع تداعيات أمنية يصعب احتواؤها لاحقًا".