ووجّه خامنئي، خلال لقائه أعضاء حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، عددًا من الرسائل، حسبما نقلت الصحف الإيرانية على اختلاف توجهاتها، ومنها: "إن حالة اللا سلم واللا حرب خطيرة"، و"يجب على المسؤولين أن يظهروا قوة البلاد وقدراتها وإمكاناتها"، و"معيشة الناس هي القضية الأهم" و"لا بد من إيجاد حلول من أجل ضبط السوق" و"متابعة نتائج الزيارة التي قام بها بزشكيان إلى الصين".
وأجرت صحيفة "آرمان ملي" حوارًا مع النائب البرلماني السابق، حسين أنصاري راد، الذي قال: "نحتاج إلى تكرار تجربة المرونة البطولية، ويمكن يمكن استخدام أدوات الدبلوماسية بشكل أكثر فاعلية؛ حتى لا تصل الأمور إلى الحرب العسكرية".
وعن العلاقات مع الصين، نقلت صحيفة "أبرار" الأصولية، عن الخبير الجيوسياسي الإيراني، صادق ملكي، قوله: "لا يمكننا أن نتوقع الكثير من روسيا أو الصين، فكلاهما يفكران فقط بمصالحهما، وتستخدمان الورقة الإيرانية لخدمة أهدافهما الخاصة".
وبدوره أكد الخبير المالي، حميد رضا موسوي، حسبما نقلت صحيفة "ابرار اقتصادي" الأصولية، أن إنشاء بنك مشترك بين إيران والصين مشروط بتجاوز عقبات العقوبات، ووجود إرادة سياسية حقيقية من الجانب الصيني، ونظام دفع مستقل".
وفيما بخص الملف النووي، قال دبلوماسيون وخبراء لصحيفة "اعتماد": "من المحتمل أن تزداد الضغوط الغربية حال عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاتفاق مع الترويكا الأوروبية رهن باستئناف المشاورات مع الولايات المتحدة، ووقف تفعيل آلية الزناد، واستمرار التعاون مع الوكالة الدولية".
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد نشر مقالاً بصحيفة "الغارديان" البريطانية، أكد خلاله استعداد إيران القبول بالإشراف على عمليات التخصيب مقابل إلغاء العقوبات.
وفي حواره إلى صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، قال وزير الطرق السابق، عباس آخوندي: "نعيش حالة جمود، وتصعيد التوتر قد يخرج جهاز الدبلوماسية من حالة التعليق". بينما يرى الدبلوماسي السابق، سيد جلال ساداتيان: "إن الوضع الحالي يتسم بالغموض بين احتمال التصعيد العسكري والإشارات الدبلوماسية، مع تضارب المواقف الدولية حول التفاوض وتفعيل آلية الزناد".
وعلى صعيد آخر، جفت بحيرة أرومية، وفق أحدث صور وكالة "ناسا" الفضائية؛ حيث لم يعد هناك أي أثر للبحيرة. ورصدت صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، تداعيات جفاف البحيرة على تراجع الإنتاج الزراعي وزيادة الاعتماد على الواردات، مما سبب ضغوطًا اقتصادية واجتماعية كالهجرة والبطالة.
ودعت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، إلى اتخاذ إصلاحات هيكلية عاجلة، لإحياء البحيرة وحماية التراث المحلي.
وفي سياق منفصل، انتقد حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، رواية مستشر المرشد، علي شمخاني، عن حادث استهدافه أثناء الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أنها غير مقنعة وتفتقر للواقع، مما أثار شكوك الشعب.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": البطالة السبب الرئيس في تفشي العنف
في حوار إلى صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، عزت خبيرة علم النفس والعضو السابق في مجلس مدينة طهران، إلهام فخاري، جذور العنف الأسري والاجتماعي المتزايد في إيران إلى الأزمات الاقتصادية، التي تخلق حالة من عدم الاستقرار المالي، مما يؤدي إلى توتر نفسي مستمر لدى الأفراد والعائلات، وقالت: "إن ضعف الأمن الوظيفي والاقتصادي، يفاقم حالة الاضطراب النفسي وانتشار العنف في المجتمع".
وأضافت أن "غياب الدعم الكافي للصحة النفسية والرصد والعلاج في المؤسسات الرسمية يزيد من تفاقم الأزمة. كما أن وسائل الإعلام الوطنية تركز غالبًا على زيادة التوتر والصراعات، ما يساهم في تفشي العنف وإضعاف التماسك الاجتماعي".
"شرق": طهران تواجه أزمة مياه حادة
خصص الباحث في مجال المياه والسياسة المائية، حسین فرزین، مقاله بصحيفة "شرق" الإصلاحية، للحديث عن وهم وفرة المياه، وكتب: "تواجه طهران أزمة مياه حادة، لكن المظهر الخادع للمدينة، وحدائقها الخضراء، يوهم المواطنين والمسؤولين بوفرة المياه، مما يحجب حقيقة نضوب المصادر المائية. ويتم تعزيز هذا التناقض بين الصورة المرئية والواقع الأليم عبر مشاريع نقل المياه المكلفة من الأحواض المجاورة أو البحر، والتي ترسل رسالة خاطئة بإمكانية استمرار التعويض عن النقص دون معالجة الجذور".
وأضاف: "تتجلى مؤشرات الأزمة بشكل لا يمكن إنكاره من خلال الهبوط الأرضي، وانخفاض منسوب المياه الجوفية بشكل كارثي، وتردي نوعية المياه، وزيادة الملوحة. كما تعكس أنماط الاستهلاك غياب السياسات الفعالة لإدارة الطلب، مما يزيد الضغط على موارد محدودة".
وشدد على "ضرورة تبني نهج واقعي قائم على إدارة الطلب بدلاً من زيادة العرض، من خلال إعادة التدوير، وتقليل الفاقد، واستخدام النباتات المحلية التي تتحمل الجفاف في التنسيق الأخضر، إلى جانب تقييد التوسع العمراني".
"سياست روز": بابك زنجاني نموذج للفساد البنيوي
يرى الكاتب بصحيفة "سياست روز" الأصولية، فرهاد خادمي أن قصة بابك زنجاني، الذي قدمته السلطات كرمز للفساد، تمثل نموذجًا للفساد البنيوي في إيران؛ حيث يتم توظيف الاتهامات بشكل انتقائي لأغراض سياسية، وكتب: "الأطراف التي تتهم زنجاني اليوم وتتظاهر بمحاربة الفساد، بما في ذلك تيارات إصلاحية سابقة، هي نفسها التي مهدت له الطريق ومنحته التقدير والعقود العملاقة في الماضي، مما يكشف ازدواجية المعايير وانعدام المصداقية الحقيقية في خطاب مكافحة الفساد".
وأضاف: "المشكلة الأساسية ليست في الأفراد مثل زنجاني، بل في النظام البنيوي الذي ينتج الفساد بشكل متكرر. فاستمرار منح عقود بمليارات الدولارات لشخص مدان قضائيًا، يؤكد أن الدورة لم تنقطع، بل يتم فقط استبدال الوجوه وإعادة تدويرها، حيث يبقى المخططون الحقيقيون والمانحون للشرعية في الخلفية محصنين من المساءلة".
وتابع: "الضحية الحقيقية في هذه اللعبة متعددة الأطراف هو الشعب الإيراني، بينما تستمر النخبة الحاكمة، بجميع أطيافها، في إثراء نفسها. لا يمكن كسر هذه الحلقة إلا من خلال مواجهة جوهر المشكلة، وهو التحالف غير المشروع بين السلطة والثروة، ورفع الحصانة عن كبار صناع القرار الذين يخلقون بيئة خصبة للفساد".