في الوقت نفسه، أشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، بشكل ضمني إلى أن المفاوضات لم تعد تقتصر على الجانب النووي، مؤكدًا سعى إيران للدخول في مفاوضات عقلانية مع الولايات المتحدة الأميركية.
وتداولت الصحف الإيرانية تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان، في حوار إلى شبكة التلفزيون المركزي الصيني، حيث أشار إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتصرف مع إيران بنزاهة، ولكن على الرغم من ذلك فإن طهران مستعدة للتعاون مع الوكالة ضمن الأطر الدولية المقبولة وبعيدًا عن المعايير المزدوجة".
وأشارت صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، إلى أن تفعيل آلية الزناد قد يؤدي إلى إقصاء عملي أو عضوية شكلية لإيران في المنظمات الدولية مثل شنغهاي، حيث يتحرك حلفاؤها الشرقيون وفق مصالحهم، مما يعمق عزلة إيران الاقتصادية والسياسية.
في المقابل، ترى فاطمة بصيري الكاتبة بصحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، أن منظمات مثل "شنغهاي" و"بريكس" توفر دعمًا دبلوماسيًا وقانونيًا واقتصاديًا لإيران من خلال آليات مالية بديلة وأنظمة دفع غير معتمدة على الدولار، مما يعزز قدرتها على تحدي النظام العالمي وتجنب العزلة.
من جهته، أكد الخبير الاقتصادي جعفر خير خواهان في حوار إلى صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، أن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في إيران، مثل التضخم المرتفع وتقلبات العملة، يمنع تحقيق مكاسب اقتصادية حقيقية رغم المشاركة في قمم مثل "شنغهاي"، حيث تنظر دول مثل الصين وروسيا إلى إيران كشريك محفوف بالمخاطر، ما يحد من الاستثمارات الجادة ويبقي التعاون ضمن مجاملات دبلوماسية دون نتائج ملموسة أو إصلاحات هيكلية.
على صعيد المفاوضات، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، في رسالة باللغة الإنجليزية عبر منصة "إكس" أن مسار الحوار بين طهران وواشنطن ليس مغلقًا، وأن إيران تسعى إلى إجراء مفاوضات عقلانية.
ووفق صحيفة "آكاه" الأصولية، فقد أكد (لاريجاني) في لقاء مع مديري ومسؤولي وسائل الإعلام في إيران، أن المفاوضات هي السبيل للحل، لكن يجب أن تكون عقلانية وواقعية. كما أكد أنه لا يمكن التخلي عن القوة الصاروخية، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية.
وانتقد محمد صفري الكاتب بصحيفة "سياست روز" الأصولية، الحديث عن الموازنة بين احتياجات الشعب ومشروع الصواريخ، وأكد أن "القدرات الصاروخية تشكل رادعًا هامًا وتحظى بدعم شعبي واسع، معتبرًا التقدم العسكري إنجازًا بارزًا رغم العقوبات".
من جهة أخرى، حذر علي رضا توانا، عبر صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية، من تداعيات الانسحاب من اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، محذرًا من عواقب وخيمة تشمل العزلة وعدم الاستقرار الداخلي بسبب الموقع الجيوسياسي والاعتماد الاقتصادي.
بدوره أوضح أحمد بخشايش أردستاني أستاذ العلوم السياسية، في حوار إلى "جهان صنعت" الإصلاحية، "أن الانسحاب من الاتفاقية سيكون مكلفًا وغير مجدٍ، مع تأكيده على أهمية دعم الشعب وعدم الاعتماد فقط على الدعم الخارجي".
اقتصاديًا، أكد فرشاد برویزیان الخبير الاقتصادي، في حوار إلى صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، أن تفعيل آلية الزناد سيؤثر تدريجيًا، مشيرًا إلى أن استجابة المجتمع بشراء العملة الأجنبية قد تسبب اختلالًا قصير الأمد في السوق.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الدبلوماسية المتعددة تضعف نفوذ الغرب
بحسب تقرير نشرته صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، فإن مشاركة إيران في قمة شنغهاي بالصين وتوقيع 20 وثيقة تعاون، لم تكن مجرد خطوة دبلوماسية تقليدية، بل إشارة إلى تحولات أعمق في النظام الدولي، وهي جزء من استراتيجية إيرانية للخروج من هيمنة الغرب، وإعادة التموضع ضمن محور جديد يضم الصين وروسيا ودولًا أخرى ترى في تعددية الأقطاب بديلًا للنظام الغربي التقليدي.
وربط التقرير بين "المشاركة في قمة شنغهاي، وفشل مسار الاعتماد على الغرب الذي لم يجلب لإيران سوى الخسائر أبرزها تجربة الاتفاق النووي، مؤكدة أن "مشاركة إيران في هذا الإطار- باعتبارها فرصة استراتيجية- تعزز الاستقلال السياسي وتفتح قنوات جديدة للاقتصاد والأمن الإقليمي. وتثبت أن كل نجاح في هذا المسار يزيد من قناعة صانعي القرار في طهران بصواب خيار التحالف مع الشرق".
وهاجمت الصحيفة من أسمتهم الموالين للغرب في الداخل، معتبرة أن "إصرارهم على وصف مكاسب إيران في شنغهاي بالرمزية أو غير عملية، إنما يكشف عن ارتباط ذهني وفكري بالغرب، في وقت يعترف فيه حتى منظرو العلاقات الدولية في الغرب بأن ميزان القوى العالمي يتحول لصالح كتل غير غربية مثل بريكس وشنغهاي".
"كار وكاركر": الواردات ترهق العمال وتضعف الاقتصاد
انتقدت صحيفة "كار وكاركر" اليسارية، السياسات الحكومية في إدارة الملف الاقتصادي، وتحديدًا قضية ارتفاع أسعار الواردات في السوق الإيرانية، وكتبت: "ارتفاع أسعار الواردات بما يزيد على 90 بالمائة خلال الربع الأول من العام الحالي يعكس قصورًا واضحًا في الرؤية الاقتصادية الرسمية.
والخاسر الأكبر من هذا النهج هم العمال وذوو الدخل الثابت، إذ تتآكل قدرتهم الشرائية بسرعة بينما لا تشهد أجورهم أي زيادة متناسبة مع التضخم. وأوضحت أن الاتجاه التصاعدي لأسعار السلع الأساسية من غذاء ودواء وملابس، يهدد الأمن المعيشي للأسر العمالية".
وأكدت الصحيفة "أن الاعتماد المفرط على الواردات يضعف الإنتاج الوطني، ويعرض المصانع المحلية لمخاطر التراجع أو حتى إغلاق أبوابها، الأمر الذي قد يفتح الباب أمام موجات بطالة وتسريح جماعي للعمال".
وخلصت الصحيفة إلى أن "الأزمة الحالية لا يمكن معالجتها بالحلول المؤقتة أو تبرير الظروف الاقتصادية العالمية، بل تتطلب إصلاحًا هيكليًا عاجلًا في سياسات الاستيراد والإنتاج، وإلا فالاستمرار في هذه السياسات سيؤدي إلى اتساع الفجوة الطبقية".
"دنیای اقتصاد": الاستجواب يطرق باب وزير الطاقة
ذكرت صحيفة "دنیای اقتصاد" الإصلاحية، أن أزمة المياه والكهرباء لم تعد مجرد قضية فنية، بل تحولت إلى أزمة حياتية واقتصادية تمسّ حياة المواطنين بشكل يومي، وكتبت: "كبدت الانقطاعات المتكررة للكهرباء المصانع والمتاجر خسائر كبيرة، فيما أصبح نقص المياه، والحصول على مياه صالحة للشرب تحديًا مرهقًا في الأقاليم الحارة، وهو ما ضاعف حالة السخط الشعبي".
وأضافت الصحيفة: "لم يقتنع البرلمان بتبريرات وزير الطاقة عباس علي آبادي، حيث اعتبر رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن الخلل الحقيقي إداري قبل أن يكون فنيًا. ومن ثم فإن هذه المواقف البرلمانية جعلت استجواب وزير الطاقة أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى".
وأكدت الصحيفة أن "استمرار الأزمة بلا حلول استراتيجية سيحول ملف المياه والكهرباء إلى رمز للفشل الحكومي، ويفتح الباب أمام موجة أوسع من الاعتراضات الاجتماعية".