وقال خامنئي، يوم الأحد 7 سبتمبر (أيلول)، خلال لقائه مجلس وزراء حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، دون تسمية بلدٍ بعينه، إن "العدو يسعى إلى فرض حالة "لا حرب ولا سلام" على إيران، لكن "هذه الحالة مضرّة وخطيرة على البلاد".
وتأتي هذه التصريحات في حين كان خامنئي قد أكد، في أغسطس (آب) 2018، أنّه "لن تقع حرب ولن نتفاوض".
وقد انتهت الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، بوقف إطلاق النار، لكن لم يُوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين.
وخلال الأيام الأخيرة، أشارت تقارير وتصريحات لمسؤولين إلى احتمال استئناف المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل. ففي الثاني من سبتمبر الجاري، اعتبر "معهد الدراسات والتحليل الدفاعي" في الهند أنّ وقف إطلاق النار، عقب حرب الـ 12 يومًا "هشّ وعلى وشك الانهيار".
كما صرّح لاريجاني، في 22 أغسطس الماضي، بأن الحرب بين إسرائيل وإيران "لم تنتهِ بعد"، وعلى مسؤولي بلاده أن يبقوا على أهبة الاستعداد. وفي إسرائيل أيضًا، حذّر المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية، جاك نيريا، من أنّ الجولة الثانية من الحرب بين تل أبيب وطهران قادمة.
الأزمة المعيشية
وتطرّق خامنئي، في جزء آخر من حديثه، إلى تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية في إيران.
وطالب باتخاذ إجراءات داخل البلاد تُمكّن الناس من الحصول على "عدد من السلع الأساسية، نحو 10 سلع أو أقل، دون القلق من ارتفاع الأسعار. فلا يكون اليوم بسعر معيّن، وغدًا بسبب التضخم يصبح ضعف ذلك السعر أو أكثر".
وأضاف خامنئي: "وبالنسبة لبقية السلع أيضًا يجب إيجاد حل لانضباط السوق، كي لا يشعر المواطنون بأن السوق متروكة".
وبعد الحرب الأخيرة، وكذلك مع بدء عملية تفعيل "آلية الزناد" من قِبل الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، ازدادت الأزمة الاقتصادية في إيران سوءًا، وبحسب المراقبين لا توجد أي ملامح لتحسّنها في الأفق.
وفي ظل هذه الظروف، دعا خامنئي المسؤولين الحكوميين إلى تجنّب "رواية الضعف والعجز"، وأن يبرزوا ما وصفه بـ "رواية القوة، والقدرة، وشرح الإمكانات الواسعة للبلاد".
وقد أدّت السياسات الفاشلة للنظام الإيراني، في مجالات الاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية، خلال العقود الماضية، إلى تضخم جامح أثّر بشدّة على حياة المواطنين، وخاصةً ذوي الدخل المحدود، فيما واصلت أسعار صرف العُملات ارتفاعها، وقفزت أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة.