وأوضح أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة لهزيمة إسرائيل مجددًا.
ودعا عراقجي إلى اتفاق "حقيقي ومستدام" يتضمن رقابة دقيقة وقيودًا على التخصيب مقابل رفع العقوبات.
وأكد أنه إذا ضاعت هذه الفرصة "القصيرة"، فستكون لها تداعيات يمكن أن تكون مدمرة بشكل غير مسبوق للمنطقة وما بعدها.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "إذا كان ترامب يريد أن تتاح له فرصة التركيز على القضايا الحقيقية، التي لم تُصنع في إسرائيل، فعليه أن يمنح الدبلوماسية الوقت والمساحة اللازمين للنجاح، وإلا فلن تكون النتيجة مرضية".
وكان عراقجي قد أعلن، يوم السبت 6 سبتمبر (أيلول)، أن المحادثات مع أميركا عبر وسطاء، وكذلك مع الدول الأوروبية الثلاث، ما زالت مستمرة. وأكد أنه بعد الحرب الأخيرة، تغيرت ظروف المفاوضات، وأضيفت أبعاد جديدة إلى الملف النووي.
وبحسب وكالات الأنباء في إيران، فإن عراقجي تحدث يوم أمس في "المؤتمر الوطني لقدرات وفرص الاستثمار في المناطق الحرة"، قائلاً: "المحادثات مع أميركا عبر الوسطاء مستمرة، وفي اليوم الذي يكونون فيه مستعدين للتفاوض على أساس الاحترام المتبادل، ستكون إيران أيضًا مستعدة".
وأضاف أن عملية المفاوضات لرفع العقوبات كانت قد دخلت الجولة السادسة قبل الحرب، لكن مع اندلاع الاشتباكات و"الدفاع البطولي للشعب الإيراني"، تغيرت الظروف. وبحسب قوله: "لا يمكن أن نعود إلى طاولة المفاوضات بالشروط السابقة بعد سقوط الشهداء؛ فالأوضاع تغيرت، وظهرت أبعاد وعناصر جديدة لا بد من وضع حلول لها"، على حد تعبيره.
وأشار عراقجي، في جزء آخر من تصريحاته إلى العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قائلاً: "إن منشآتنا تعرضت لهجوم، ومن الطبيعي أن التعامل مع الوكالة لن يكون كما في السابق. حتى اليوم (أمس) أجرى زملائي في فيينا محادثات جيدة، ونحن قريبون من التوصل إلى إطار جديد مع الوكالة".
وفي هذا السياق، كتب مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال"، لورنس نورمان، في منشور على منصة "إكس"، تعليقًا على تصريحات عراقجي بشأن "المحادثات الجيدة جدًا في فيينا": "بالمقارنة مع ما وصلني من فيينا، فإن هذا تقييم متفائل جدًا بالنسبة لآخر التطورات".
ونقل مراسل الصحيفة الأميركية، عن مصادر مطلعة، أن المفاوضات بين ممثلي النظام الإيراني والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا شهدت فقط تقدمًا "ضئيلاً جدًا".
وكتب نورمان، يوم أمس في منشوره على "إكس": "ما يُسمع من فيينا ومن المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس إيجابيًا ولا مشجعًا كثيرًا." وأضاف أنه "في أفضل الأحوال، لم يتحقق حتى الآن سوى تقدم جزئي بين الطرفين".
ومع ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني، في جزء من تصريحاته، استمرار المحادثات مع الدول الأوروبية الثلاث، وقال: "أجريت عدة اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية هذه الدول، وكذلك مع مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. أعتقد أن فهمًا أفضل للوضع آخذ بالتشكل". كما انتقد في الوقت نفسه خطوة أوروبا بتفعيل "آلية الزناد" واعتبرها "خطأً كبيرًا".
وكانت دول "الترويكا" الأوروبية الثلاث ( فرنسا وبريطانيا وألمانيا)، أعلنت في 28 أغسطس (آب) الماضي، في رسالة إلى مجلس الأمن، قرارها بدء عملية تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران.
وفي أعقاب هذا الإجراء، تبنى مسؤولو النظام الإيراني مواقف مزدوجة؛ فمن جهة طرحوا احتمال الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ومن جهة أخرى أعلنوا استعداد طهران لمواصلة المسار الدبلوماسي.
وبالتزامن مع هذه التطورات، أدلى عدد من نواب البرلمان الإيراني، يوم السبت 6 سبتمبر الجاري، بتصريحات متناقضة حول مناقشة "مشروع عاجل" في البرلمان؛ للانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وكان سفير النظام الإيراني في المنظمات الدولية في فيينا، رضا نجفي، قد أعلن في وقت سابق أن الجولة الثالثة من المفاوضات مع الوكالة قد عُقدت يومي الجمعة والسبت، 5 و6 سبتمبر الجاري.