ترامب: الهجوم العسكري الأميركي ضد إيران كان مثاليًا وكل قنبلة أصابت هدفها بدقة

دافع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مجددًا عن العملية العسكرية، التي نفذتها بلاده ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.

دافع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مجددًا عن العملية العسكرية، التي نفذتها بلاده ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وقال ترامب، في تصريحات له، يوم الاثنين 25 أغسطس (آب) في البيت الأبيض، : "استغرقت العملية 36 ساعة ذهابًا وإيابًا. كانت عملية مثالية. كل قنبلة أصابت هدفها بدقة".
وأوضح أن القنابل, التي ألقتها القاذفات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية أصابت "الممرات نفسها مباشرة"، وأضاف: "كانت ليلة مظلمة، لا قمر فيها ولا أي شيء آخر. كل هدف، كل قنبلة، وُضعت في مكانها الصحيح. لديهم نفق يمتد مباشرة إلى عمق الجبل، ولم يكن ينبغي لهم أن يضعوا فيه نظام تهوية. هذا ما أستطيع أن أقوله لكم، لأننا استغللنا ذلك لصالحنا".
الثغرات في منشأة "فوردو"
تتطابق إشارة ترامب إلى وجود فتحات التهوية في المنشآت النووية الإيرانية مع ما كانت قد نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" سابقًا؛ فقد ذكرت الصحيفة أن المخططين الأميركيين للهجوم ركزوا على الفتحات الرأسية أو المائلة للتهوية، التي تؤدي إلى سفح الجبل فوق منشأة فوردو، مما يتيح مهاجمة الموقع من هذه الممرات بدلًا من محاولة اختراق الصخور الصلبة التي تغطيه.
لكن أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية أوضح أن هذه الفتحات لم تكن عمودية بشكل كامل، بل كان الجزء الأول منها متعرجًا، ثم يتحول إلى مسار شبه مستقيم في نهايته وصولًا إلى المبنى. وبسبب هذا الشكل، فإن القنابل واجهت مزيجًا من الصخور والأنفاق المفتوحة.
صعوبة تقييم الأضرار
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن التقييم الدقيق لحجم الدمار، الذي خلفه الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية لا يزال "صعبًا"، بسبب طبيعة الموقع تحت الأرض وتعقيداته الهندسية.
ترامب: نحن من دمّر المنشآت النووية الإيرانية
كرر ترامب التأكيد أن الولايات المتحدة نجحت في "تدمير" المنشآت النووية، التي استهدفتها خلال الحرب، مشددًا على أن العملية كانت "نموذجية وخالية من الأخطاء".
وكشف أن الطيارين وأفراد أطقم الطائرات، الذين شاركوا في الهجوم، حصلوا على أوسمة تقديرًا لدورهم في هذه العملية، خلال مراسم أقيمت في البيت الأبيض.
وأضاف: "كان لدينا 52 طائرة تزويد بالوقود جوًا- وهو أمر لا يعرفه كثيرون- حتى يتمكن الطيارون من الاستمرار في العملية. كما كان لدينا عدد كبير من المقاتلات إف-22 وإف-35. لقد كانت عملية مذهلة، مثالية بكل المقاييس"
مقارنة مع فشل كارتر عام 1980
قارن ترامب هذه العملية الناجحة بما وصفه بـ "الفشل الذريع" في عملية الإنقاذ الأميركية عام 1980 خلال أزمة احتجاز الرهائن في سفارة الولايات المتحدة بطهران، عندما سقطت مروحيات في الصحراء واضطر الجنود للانسحاب.
وقال: "قارنوا ما حدث آنذاك بما فعلناه نحن. في تلك المرة، سقطت المروحيات، والجنود تاهوا في الصحراء وأُسروا، وكان جيمي كارتر هو الرئيس وقتها. شيء مروّع. ما نفذناه نحن كان العكس تمامًا".


أعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نشر مقطع فيديو لتصريحات أدلى بها قبل عامين نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، علي مطهري، حول "الهدف السري" لطهران من برنامجها النووي، وذلك عبر حسابه في منصة "تروث سوشال"، وهو ما أثار ردود فعل، من بينها من وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري.
وكان مطهري قد قال في مقابلة مصوّرة في مايو (أيار) 2022: "منذ البداية حين دخلنا النشاط النووي، كان هدفنا صناعة القنبلة وتعزيز قوة الردع، لكننا لم نتمكن من الحفاظ على سريّة الأمر". وأضاف: "لو استطعنا الحفاظ على السرية وأجرينا تجربة للقنبلة، لكان الأمر انتهى. ما دمنا بدأنا، كان يجب أن نكمل الطريق حتى نهايته".
وفي الجزء، الذي أعاد ترامب نشره، يسأل المذيع مطهري عن تأثير هذه التصريحات غير المسبوقة في منابر رسمية على المفاوضات النووية، فردّ مطهري: "لا أحد يهتم بكلامنا"، ليقاطعه المذيع قائلاً: "لكن الأجانب سيكتشفون ذلك في النهاية".
ردّ "تسنيم" وترامب
علقت وكالة "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، على إعادة نشر الفيديو، عبر مقال بعنوان "متلازمة الألسنة القلقة"، وهاجمت مطهري قائلة: "أنتم أنفسكم تعترفون بأنكم لا تملكون معلومات دقيقة، فلماذا إذن هذه التصريحات الهوائية؟".
وأضافت أن مثل هذه التصريحات تكلّف الشعب الإيراني نفسيًا واقتصاديًا، متسائلة: "من المسؤول في منظومة الحكم عن منع هذه الأحاديث المكلِفة؟".
أما مطهري، فبعد ساعات من إعادة نشر الفيديو من قِبل ترامب، حاول التخفيف من أهمية تصريحاته السابقة، وكتب عبر منصة "إكس" أنه حين أدلى بها "لم يكن يشغل أي منصب في مجال الطاقة، ولا حتى عضوية البرلمان".
جدل حول "الكلفة النووية"
علقت مستخدم يُدعى سهند إيرانمهر، على تبريرات مطهري قائلاً: "ترامب لم يستشهد بكلامك لأنه ضعيف الحجة، بل لأن إيران مليئة بأبناء المسؤولين الذين لا يعرفون متى يتكلمون ولا متى يصمتون، فتكون النتيجة أن الشعب هو من يدفع ثمن هذه الألسنة المنفلتة بالحرب والعقوبات".
وكان مطهري قد صرّح في يونيو (حزيران) الماضي، بأن على إيران أن تُصدر "صوتًا واحدًا" للعالم في الملف النووي، لا أصواتًا متضاربة.
السياق الأوسع
تنفي إيران باستمرار سعيها لصناعة القنبلة الذرية وتؤكد أن نشاطها النووي "سلمي". غير أن خبراء وسياسيين حذروا مرارًا من أن طهران تملك حاليًا كمية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي لإنتاج ما لا يقل عن عشر قنابل نووية.

حذّر دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى من أن اجتماع جنيف، المقرر عقده يوم الثلاثاء 26 أغسطس (آب)، بين ممثلي إيران من جهة، ودول "الترويكا" الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) من جهة أخرى، سيكون "النافذة الأخيرة" أمام طهران قبل تفعيل "آلية الزناد"
وقال هذا المسؤول الفرنسي، يوم الاثنين 25 أغسطس، في مقابلة مع قناة "العربية" الإخبارية إنّ "لا شيء يقف في طريق إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران".
وأضاف أن إعادة فرض جميع العقوبات، التي أُلغيت قبل 10 سنوات، لا تتطلب إجماعًا بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ومِن ثمّ لن تتمكن روسيا والصين من استخدام حق النقض "الفيتو" لإيقاف تحرك دول الترويكا الأوروبية الثلاث.
وأضاف الدبلوماسي الفرنسي، في تصريحاته لـ "العربية"، أن "تحليلنا القانوني يُظهر أن نافذة هذه الفرصة أمام إيران ستُغلق، ولن يكون هناك أي عائق أمام إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة".
ونفى احتمال استئناف المفاوضات المباشرة بين طهران وواشنطن في المستقبل القريب، قائلاً: "لا يوجد أي أفق لبدء محادثات جديدة بينهما على المدى القصير".
وأشار تقرير"العربية" إلى هذا المسؤول الفرنسي دون الكشف عن اسمه.
وكانت وكالة "تسنيم"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، قد ذكرت سابقًا أن الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران وثلاث دول أوروبية حول البرنامج النووي لطهران ستُعقد يوم الثلاثاء 26 أغسطس في جنيف بسويسرا، وذلك تزامنًا مع تبقي ستة أيام فقط على انتهاء المهلة الأوروبية الخاصة بتفعيل آلية الزناد.
وكانت خمس جولات من المفاوضات النووية قد جرت بين طهران وواشنطن، قبل الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، لكنها وصلت إلى طريق مسدود؛ بسبب تأكيد المسؤولين الإيرانيين استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران.
ترامب يعيد نشر تصريحات علي مطهري بشأن أهداف إيران النووية
أعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الاثنين 25 أغسطس، عبر شبكته الاجتماعية "تروث سوشال"، نشر تصريحات للنائب السابق في البرلمان الإيراني، علي مطهري، قبل عامين حول نية طهران إنتاج قنبلة نووية، .
وكان مطهري قد قال في مايو (أيار) 2022 في مقابلة مصورة: "منذ البداية التي بدأنا فيها النشاط النووي، كان هدفنا صناعة القنبلة النووية، وتعزيز القوة الردعية، لكننا لم نستطع الحفاظ على سرية هذا الأمر".
وأضاف أن إيران كان يجب أن تكمل ما بدأته حتى النهاية.
وفي جزء من المقابلة التي أعاد ترامب نشرها، وصف المذيع ظهور مثل هذه التصريحات في القنوات الرسمية بأنه "غير مسبوق"، وسأل مطهري: "هل لهذه الأقوال تبعات على سبيل المثال على المفاوضات؟".
ورد مطهري قائلاً: "لا أحد يلتفت لكلامنا"، لكن المذيع أضاف: "في النهاية، سيكتشفها الأجانب".
وأشار مطهري في يونيو (حزيران) الماضي إلى أن إيران ينبغي أن توجه للعالم رسالة موحدة بشأن ملفها النووي، لا رسالة تحمل التباين والفوضى.
وخلال السنوات الماضية، أنكر النظام الإيراني دائمًا السعي لصناعة القنبلة النووية ووصف نشاطاته النووية بأنها "سلمية".
ومع ذلك، حذّر العديد من الخبراء والسياسيين، قبل الحرب التي استمرت 12 يومًا، من أن طهران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم بنسبة تخصيب 60 في المائة لصناعة ما لا يقل عن 10 قنابل نووية.

حذّر جاك نيريا، المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، من أن جولة ثانية من الحرب بين إسرائيل وإيران باتت وشيكة.
وذكر مركز الأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي أن "المبالغات" التي يطلقها المسؤولون العسكريون والسياسيون في طهران بشأن الاستعداد لمواجهة إسرائيل، ليست سوى غطاء لـ "حاجة مذلة" إلى استئناف المفاوضات.
وقال نيريا، الذي يعمل الآن باحثًا أول في المركز نفسه، في مقابلة مع صحيفة "معاريف" إن حزب الله تلقّى خلال اليومين الماضيين تعليمات بالابتعاد عن استخدام الهواتف المحمولة، ما أثار الانطباع بأن "الحرب تقترب".
وأضاف: "الانتقام الإيراني يتشكل؛ فالإيرانيون لا يمكنهم التعايش طويلاً مع هذا القدر من الإهانة والهزيمة".
وأشارت "معاريف"، في تقريرها إلى المناورات العسكرية التي أجرتها إيران في 22 أغسطس (آب) الجاري، والتي تسببت في إغلاق مؤقت لجزء واسع من أجواء غرب البلاد.
وفي جانب آخر من المقابلة، تطرّق نيريا إلى الاتصالات الأخيرة بين إسرائيل وسوريا، قائلاً: "السوريون يسعون إلى الهدوء على الجبهة مع إسرائيل. وقد تمكنت دمشق، في ظل حكم الشرع، من كسر حلقة الضغط التي أحاطت بها إيران حول إسرائيل".
وبحسب قوله، فإن سقوط بشار الأسد هيّأ الظروف لانهيار حزب الله كقوة إقليمية، والآن ترى طهران في حكم الشرع هدفًا لإسقاطه.
طهران تسعى لتقوية "حلقة النار" والحدّ من قدرات الجيش اللبناني
ذكر مركز الأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي أن قيادة النظام الإيراني، بعد هزيمتها القاسية أمام تل أبيب في حرب الـ 12 يومًا، تسعى إلى تعزيز روابطها السياسية والعسكرية مع شبكتها من الوكلاء الإقليميين، المعروفة بـ "حلقة النار".
وكان أبرز تحرك لطهران عقب الحرب، إرسال علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، إلى العراق للقاء قوى متحالفة معها هناك.
كما جددت طهران تعهدها لشبكات حزب الله المتبقية في لبنان بمواصلة الدعم.
وبحسب التقارير، فإن إيران أمرت الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بالتصدي لمحاولات الدولة اللبنانية استعادة سيادتها ونزع سلاح الحزب.
وأكد المركز أن طهران عازمة على منع الجيش اللبناني من اكتساب القدرة على مواجهة حزب الله، رغم نجاح الجيش مؤخرًا في نزع سلاح بعض المجموعات الفلسطينية الصغيرة داخل مخيمات اللاجئين.
وأشار إلى أن إيران تحاول تجنّب أي خطوة قد تدفع إسرائيل أو الولايات المتحدة إلى استئناف الضربات ضد أهداف داخل إيران أو ضد شبكاتها العسكرية والوكيلة.
ومع ذلك، يواصل الناطقون العسكريون والسياسيون الإيرانيون "المبالغة في التهديدات"، متحدثين عن الاستعداد لمواجهة إسرائيل بأسلحة أقوى.
وختم المركز تحليله بالتأكيد أن هذه التصريحات ليست سوى غطاء لـ "حاجة مذلة" إلى استئناف المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتفادي تفعيل "آلية الزناد" ضد طهران.

عزا عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، محمد صدر، في حوار عبر الإنترنت، سقوط المروحية، التي كانت تقلّ الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، إلى إسرائيل، مؤكدًا أنّ تل أبيب قد وجّهت "رسالة عملية" إلى النظام الإيراني عبر استهداف "رئيسي".
وقال صدر، يوم السبت 23 أغسطس (آب)، خلال مقابلة مع برنامج "سينرجي" على شبكة الإنترنت: "في اللحظة نفسها التي أُسقط فيها رئيسي قلت إن هذا من عمل إسرائيل. لأنني كنت أعلم، من خلال اتصالاتي مع حزب الله في لبنان، أن إحدى وسائل تبادل الرسائل بين حزب الله وإسرائيل تكون عبر الميدان العملي؛ أي من خلال تنفيذ عمليات لكي يستوعب الطرف الآخر الرسالة".
وشدّد في الحوار على أنّ القول بتورّط إسرائيل في الحادث الذي أدى إلى مقتل رئيسي ومرافقيه هو "تحليل شخصي" لا يستند إلى وثائق أو أدلّة.
ويُذكر أنّ محمد صدر هو ابن شقيق الإمام موسى الصدر، وصهر ياسر الخميني، نجل أحمد الخميني، حفيد مؤسس النظام الإيراني والمرشد السابق، آية الله الخميني. ويشغل عضوية مجمع تشخيص مصلحة النظام منذ عام 2017.
وقد شغل صدر منصب معاون الشؤون العربية والأفريقية في وزارة الخارجية في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وكان أيضًا مستشارًا رفيعًا لوزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، في حكومة الرئيس حسن روحاني.
وفي ردّه على المذيع، الذي أشار إلى أنّ التقرير الرسمي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية نفى أي دور لإسرائيل في الحادث، قال صدر: "لقد قلت رأيي في كل مكان دون استثناء. إسرائيل أوصلت عبر الميدان رسالة مفادها: إذا أردتم الاستمرار فنحن أيضًا سنستمر".
روسيا تنقل المعلومات
في جزء آخر من المقابلة، قال محمد صدر إنّ تحليله المستند إلى معلومات متاحة له هو أنّ "الروس هم الذين سلّموا إسرائيل معلومات عن مراكز الدفاع الجوي الإيرانية".
لكنه سارع إلى التوضيح بأنّ "خيانة إسرائيل" لا تعني أن "الغرب صادق".
وأشار صدر إلى أن روسيا كانت من أولى الدول، التي اعترفت بإسرائيل بعد تأسيسها، ورأى أنّ "التحالف الاستراتيجي" الذي تتحدث عنه إيران مع موسكو "كلام فارغ".
وأضاف: "تركيا عضو في الناتو، والناتو خصم لروسيا، ومع ذلك سلّمت روسيا منظومة إس-400 لأنقرة، بينما نحن الذين نتحدث عن تحالف استراتيجي معها لم نحصل عليها. لطالما طُرح موضوع شراء مقاتلات سوخوي-35، ومع أنهم باتوا يملكون سوخوي-50، إلا أنهم لم يبيعوا لنا حتى سوخوي-35".
وختم قائلًا إنّ هذا لا يعني قطع العلاقات مع روسيا، "لكن يجب أن تكون علاقتنا بهم جادّة، وفي الوقت نفسه لا ينبغي أن نثق بهم. لأن روسيا في يوم الحسم، مثلًا في حال نشوب حرب مع أميركا، لن تقدّم لنا أي مساعدة".
ويُشار إلى برنامج "سينرجي" هو حوار مصوَّر يستضيفه محمد حسين رنجبران، المذيع والمنتج في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني والمدير السابق للعلاقات العامة فيها، وهو حاليًا مستشار لوزير الخارجية. وقد انطلق البرنامج في مطلع الصيف، وقد بُثّت ثلاث حلقات منه حتى الآن عبر منصة "أبارات".
شبهة تورّط إسرائيل في سقوط مروحية "رئيسي"
ليست هذه المرة الأولى التي يُطرح فيها موضوع تورط إسرائيل في سقوط مروحية "رئيسي" ومرافقيه له أثناء عودتهم من أذربيجان.
فقد أشار الخبير في الشؤون الخارجية، فؤاد إيزدي، الضيف الدائم على وسائل الإعلام المقربة من الحكومة الإيرانية، وخاصة التلفزيون الرسمي "صدا وسيما"، قبل الإعلان عن مصرع رئيسي، إلى ما سماه "وجود الصهاينة والموساد" في جمهورية أذربيجان، وأعرب عن أمله في أن "تقوم الجهات المختصة بالتحقيق في الأمر".
كما قال مجتبی موسوي، شقيق مهدي موسوي، رئيس فريق حماية رئيسي، في مقابلة مع موقع "إيران 24" إنّ شقيقه كان "معارضًا بشدة" لرحلة الوفد الحكومي إلى الحدود الأذربيجانية، لكن أمام إصرار مكتب الرئيس قام بمهمته.
وأضاف أنّه كان من المقرر أن يتوجه الوفد الحكومي إلى بلوشستان، إلا أن البرنامج تغيّر فجأة، ولم يكن لدى شقيقه الوقت الكافي لدراسة الوجهة الجديدة، وهو ما "أزعجه كثيرًا".
وأشار موسوي أيضًا إلى قلق شقيقه من وجود "قاعدة إسرائيلية في أذربيجان" و"إشراف إسرائيلي على المنطقة".
أما النائب في البرلمان الإيراني، كامران غضنفري، فقد قال: "المسؤولون لا يرون من المصلحة الإعلان بأن أميركا وإسرائيل، بالتعاون مع نظام علييف في أذربيجان، اغتالوا الرئيس، وينسبون الأمر إلى كتلة سحابية كثيفة استهدفت المروحية الوسطى فقط!".
إلا أنّ هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أصدرت بيانًا نفت فيه بشكل قاطع أي فرضية تتعلق بـ "الاغتيال أو التخريب"، ووصفت هذه التكهنات بأنها "بعيدة عن الحقيقة". كما حذّرت وسائل الإعلام والمسؤولين من التصريحات "غير المهنية والعاطفية وغير المسؤولة"، ودعت القضاء للتدخل "منعًا لأي شبهة".
ومع ذلك، عادت الشكوك حول أسباب سقوط مروحية رئيسي إلى السطح، خاصة بعد مقتل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصرالله، في الغارات الإسرائيلية على مقر الحزب في بيروت.
فبعد أسبوعين تقريبًا من مقتل نصرالله، ظهرت امرأة على الهواء في القناة الأولى الإيرانية قُدّمت على أنها "ناشطة في محور المقاومة"، وقالت نقلًا عن سكان الضاحية الجنوبية: "كثير من الناس بعد استشهاد نصرالله كانوا يقولون: ربما لو ردّدنا على استشهاد أمير عبداللهيان (وزير الخارجية الإيراني السابق) أو أخذنا بثأر إسماعيل هنية (رئيس حركة حماس)، لكان السيد حسن لا يزال بيننا. لا أقول إن هذا صحيح أو خاطئ، لكن هذا ما أسمعه من الجميع".

أفادت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، بأن جولة جديدة من المفاوضات بين إيران ودول "الترويكا" الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) ستُعقد يوم الثلاثاء 26 أغسطس (آب) في جنيف بسويسرا، لبحث ملف طهران النووي وموضوع رفع العقوبات.
وذكرت الوكالة، يوم الاثنين 25 أغسطس، نقلاً عن مصدر مطّلع أن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، سيترأس الوفد الإيراني في هذه الجولة من المحادثات، فيما سيشارك من جانب ألمانيا وفرنسا وبريطانيا نواب وزراء الخارجية.
وأضاف المصدر أنّ جدول أعمال المفاوضات سيتناول القضايا النووية وموضوع رفع العقوبات.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد أجرى في 22 أغسطس الجاري اتصالاً هاتفيًا مع نظرائه في الدول الأوروبية الثلاث، ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، لبحث احتمالية تفعيل "آلية الزناد"، وقد تقرر في هذا الاتصال أن تتواصل المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.
تكهنات حول البرنامج النووي وآلية العقوبات
تصاعدت في الأيام الأخيرة التكهنات بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية تفعيل دول "الترويكا" الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) آلية الزناد، وكذلك ردّ طهران المحتمل على ذلك.
ومع اقتراب الموعد القانوني لانتهاء مفعول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وازدياد احتمالات تفعيل الآلية، كثّفت طهران وحلفاؤها تحركاتهم الدبلوماسية لمواجهة هذا السيناريو من الناحية القانونية.
وفي 23 أغسطس الجاري، أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بحثا فيه تطورات الملف النووي والتحركات الأوروبية الأخيرة، إضافة إلى تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تهديدات بالخروج من معاهدة " NPT"
من جانبه، أشار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، يوم 22 أغسطس الجاري، إلى احتمال تفعيل "آلية الزناد" من قِبل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، مؤكدًا وجود "خلافات بين الدول الكبرى حول كيفية استخدامها".
كما تحدّث عن احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، قائلاً: "إن هذا الاحتمال قائم دائمًا. والواقع أن المعاهدة لم تقدّم لنا أي فائدة تُذكر".
خلفية المفاوضات
قبل اندلاع الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، كانت قد جرت خمس جولات من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، إلا أنّ إصرار المسؤولين الإيرانيين على مواصلة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية أدّى إلى طريق مسدود.
أما المرشد الإيراني، علي خامنئي، فقد اتهم، يوم الأحد في 24 أغسطس، الولايات المتحدة بالسعي إلى "إخضاع الشعب الإيراني وإجباره على الطاعة"، مضيفًا أنّ "جوهر القضية هو عداء أميركا"، وأنّ مسائل مثل التفاوض المباشر معها "غير قابلة للحل".
وفي اليوم نفسه، كتب عالم الاجتماع الإيراني المعتقل، سعيد مدني، رسالة من سجنه في دماوند انتقد فيها السياسات النووية للنظام الإيراني، واعتبر أن مشروع تخصيب اليورانيوم الذي استمر نحو 30 عامًا "لم تكن له أي جدوى حقيقية منذ البداية ولا يزال كذلك".