فريد مجتهدي، خبير المناخ، أوضح اليوم الأربعاء 20 أغسطس في حديث لوكالة أنباء "إيسنا"، أن تراجع مياه البحر بلغ نحو 300 متر على سواحل قزوين، وإذا ازداد إلى 500 أو 600 متر فسوف يترك خلفه منطقة صحراوية مكوّنة من الرمال والملح.
وأضاف: "نحن نواجه حاليًا تآكلًا ريحيًا على سواحل بحر قزوين".
وبحسب مجتهدي، فإن تصحّر المناطق الجنوبية للبحر يؤدي إلى تشكّل عواصف ترابية تؤثر على التجمعات السكانية في الضفة الجنوبية للبحر.
مسؤول في منظمة البيئة: ربع بحر قزوين سيجف خلال 20 عامًا.
وفي السياق أعلنت معصومة بنيهاشمي، مديرة "المركز الوطني لدراسات وأبحاث بحر قزوين"، أول من أمس أن مستوى مياه البحر انخفض مترين منذ عام 1996 وحتى اليوم.
وأوضحت أن وتيرة الانخفاض في مستوى مياه بحر قزوين خلال العامين الماضيين ازدادت مقارنة بالفترة الممتدة لنحو 30 عامًا، بحيث انخفض مستوى البحر العام الماضي بمقدار 26 سنتيمترًا.
وأكّد آخر تقرير أعده "مركز دراسات وأبحاث قزوين" في يونيو 2025 استمرار تراجع مستوى مياه البحر.
ويشير التقرير إلى أن ربع الانخفاض الكلي للمياه حدث خلال العامين الماضيين فقط.
وقد وصل مستوى مياه بحر قزوين في عام 2023 إلى واحدة من أدنى مستوياته خلال القرن الماضي.
وبحسب الإحصاءات الجديدة، فإن توازن المياه في بحر قزوين يشهد انخفاضًا حادًا منذ 18 عامًا.
ويبلغ مستوى مياه قزوين حاليًا 29 مترًا تحت مستوى البحار المفتوحة، ويتوقع خبراء علوم البحار والمناخ أن ينخفض مستواه ما بين 9 إلى 18 مترًا إضافيًا بحلول نهاية هذا القرن.
هذا التراجع في المياه سيؤدي إلى فقدان نحو ربع المساحة الإجمالية للبحيرة.
وقد حذر مهدی زارع، أستاذ الجيولوجيا، من أنه إذا استمرّت روسيا في بناء السدود وسحب المياه من نهر الفولغا، فإن بحر قزوين سيفقد ما بين 25 إلى 50 في المائة من مساحته بحلول عام 2100.
ومع تراجع تدفق المياه إلى قزوين، أصبحت الأراضي الرطبة والطيور المهاجرة وأسماك الكافيار مهددة بالانقراض.
وقال مجتهدي إن أحد أهم تأثيرات تراجع مياه بحر قزوين يظهر على مستنقع أنزلي ومستنقع ميانكاله.
وأضاف هذا الخبير المناخي أن مستنقع أنزلي، إلى جانب مشكلاته المتعلقة بالنفايات والمياه الملوثة والرواسب، يواجه خطر الجفاف أيضًا، موضحًا: "هذا المستنقع مرتبط هيدرولوجيًا ببحر قزوين، وبسبب ارتفاعه عن مستوى البحر، نشهد عملية شفط لمياهه".