وقد حرص المسؤولون ووسائل الإعلام الرسمية التابعة للنظام الإيراني، منذ 24 يونيو الماضي، في جميع تصريحاتهم، على التأكيد أن الانفجارات والحرائق مجرد حوادث "عادية"، مشددين في الوقت نفسه على نفي أي صلة لها بإسرائيل، مع الوعد المتكرر بكشف أسبابها بعد انتهاء التحقيقات.
ووقعت الانفجارات في منتصف الصيف؛ وهو فصل ينخفض فيه استهلاك الغاز إلى الحد الأدنى. ومن ناحية أخرى، فإن قرب بعض هذه الحرائق من مراكز عسكرية، والإعلان عن الوفاة المفاجئة لبعض الشخصيات الأمنية مثل الممثل السابق للمرشد الإيراني علي خامنئي في مقر "ثار الله"، التابع للحرس الثوري، علي طائب، زاد من الشكوك حول الروايات الرسمية.
ومع تصاعد هذه الشكوك، ربط بعض المسؤولين، مثل مدير عام حماية البيئة في محافظة طهران، حسن عباس نجاد، هذه الحرائق بـ "حرق النفايات من قِبل عناصر معادية".
ما الأماكن التي انفجرت أو احترقت وفي أي المحافظات؟
من بين جميع المواقع التي وقعت فيها انفجارات أو حرائق مشبوهة خلال هذه الفترة، كانت نحو 30 في المائة منها ذات استخدام تجاري، و24 في المائة سكنية، و16 في المائة صناعية، و14 في المائة عسكرية، 10 في المائة عامة، و6 في المائة غير محددة.
وشهد يوم 14 يوليو (تموز) الماضي وحده أربع حرائق وانفجارات، وهو أعلى عدد من الحوادث منذ 24 يونيو حتى 11 أغسطس.
وسجلت محافظة طهران العدد الأكبر بـ 15 حريقًا، تلتها هرمزجان بخمسة، وخراسان رضوي بأربعة.
أما محافظتا أذربيجان الشرقية والبرز فقد سجلت كل منهما ثلاثة انفجارات، فيما سجلت أصفهان وخوزستان وقم وكرمانشاه وجيلان حالتين لكل منها.
وفي محافظات أذربيجان الغربية، وإيلام، وفارس، وكردستان، كهكيلويه وبوير أحمد، ومازندران، ومركزي، وهمدان، ويزد، سُجلت حالة واحدة على الأقل من الحريق أو الانفجار.
الانفجارات والحرائق من 23 حتى 30 يونيو 2025
كان أول انفجار، بعد إيقاف الحرب مع إسرائيل، في وحدة سكنية بمدينة كرناجي في كرمانشاه يوم 24 يونيو الماضي، وأعلن المسؤولون أنه ناجم عن انفجار غاز.
وفي 25 يونيو، انفجرت وحدة سكنية في "جنت آباد" بطهران، وقيل رسميًا إنه انفجار غاز في مبنى غير مكتمل.
وفي اليوم نفسه، انفجر مبنى آخر في طريق هدايت- مشهد، وأُعلن رسميًا أن السبب انفجار غاز.
وبالتزامن مع ذلك، سمع سكان "دزفول" أصوات انفجارات ضخمة، وقالت السلطات العسكرية إن السبب تدمير وإبطال ذخائر تالفة.
وفي 26 يونيو، اشتعلت النيران في شقة سكنية ببرج "آسمان فرمانيه" بطهران، ما أثار الشكوك؛ نظرًا لاستهداف مسؤولين عسكريين وأمنيين في شمال طهران خلال الحرب الأخيرة، ولم يُعلن سبب واضح ونهائي للحريق.
وفي اليوم نفسه، وقع انفجار وحريق في مصفاة تبريز، وأصدر "فيلق عاشوراء" بيانًا غير مألوف أعلن فيه أن الانفجار وقع أثناء تغيير خزان النيتروجين.
كما أُبلغ عن انفجار وحريق قرب مطار أورمية، وأعلن المسؤولون أن السبب تدمير ذخائر مثل دزفول.
وفي الوقت نفسه، أبلغ سكان شمال شرق طهران قرب بلدة "محلاتي"، وأيضًا في همدان عن أصوات انفجارات قوية، وأُعلن رسميًا أن السبب كان اختبار دفاع جوي.
الانفجارات والحرائق من 4 حتى 14 يوليو 2025
في 4 يوليو الماضي، وقع حريق كبير في مجمع "نور" التجاري بجزيرة قشم، احترق فيه ما لا يقل عن 200 محل تجاري. وكان الحريق شديدًا لدرجة استدعت مشاركة 130 رجل إطفاء من بندر عباس وبندر خمیر ومناطق أخرى لإخماده.
وفي 5 يوليو، وقع انفجار قرب مصنع "إيستك" في سنندج، وقالت مصادر محلية إنه ناجم عن انفجار في مستودع بطاريات.
وفي 7 يوليو، أبلغ سكان غرب طهران عن سماع أصوات انفجارات متكررة، لكن لم يصدر أي توضيح رسمي.
وفي 9 يوليو، وقع حريق في منطقة "خلازير" بضواحي طهران؛ حيث تنشط ورش صغيرة لصناعة الأخشاب، وقيل إن السبب هو اندلاع حريق في ورشة لصناعة الأثاث.
في الليلة نفسها، شب حريق في "سوق هرمزكان الكبير" أو "ميغامال" في بندر عباس.
وفي 10 يوليو، انفجرت إحدى شقق برج "بامجال 9" في المنطقة 22 بطهران. أبلغ بعض السكان عن مشاهدة مقذوف أُطلق من خارج المبنى. وسرعان ما حضرت قوات أمنية وإغاثية إلى المكان.
وعلى عكس الحوادث الأخرى، نشرت الوكالات الرسمية بسرعة صورًا لشقة مدمرة، وقالت إنها هي موقع الحادث. لكن غياب الأثاث وآثار الحريق أثار الشكوك.
وأُعلن رسميًا أن السبب انفجار غاز، لكن تبيّن لاحقًا أن المبنى غير موصول بشبكة الغاز، وبعد يوم واحد أُعلن خبر وفاة علي طائب.
وفي 12 يوليو، أبلغ سكان "دماوند" عن أصوات انفجارات ورؤية أجسام مضيئة في السماء. وأُعلن رسميًا أن السبب اختبار دفاع جوي.
وفي 14 يوليو، شوهد عمود دخان كبير في طهران قرب جسر "روشندلان". وقالت منظمة الإطفاء إن السبب حريق في ورشة أحذية. وفي الوقت نفسه، شب حريق كبير في منطقة "خاتم الأنبياء" بكرج، وقيل إن السبب حريق في ورشة أثاث.
وفي مشهد، شاهد السكان أعمدة دخان قرب المطار، وأعلنت العلاقات العامة للمطار أن السبب حرق أعشاب.
وفي قم، وقع انفجار في مجمع سكني بمدينة "برديسان"، وأظهرت الصور انفجارًا مشابهًا لهجمات إسرائيل على منازل شخصيات عسكرية ونووية إيرانية خلال الحرب الأخيرة.
وأُعلن رسميًا أن السبب تسرب غاز، وقالت السلطات إن الانفجار أسفر عن سبعة مصابين، وتدمير الوحدات المجاورة، وتضرر سيارات.
وفي 15 يوليو، اندلع حريق في "سوق قائم" بحي مزدحم في مشهد.
ولم يُعلن السبب القطعي لهذا الحادث، لكن المسؤولين المحليين ألمحوا إلى تقادم هذا المجمع التجاري كسبب للحريق.
وفي شمال غرب البلاد، وبالتزامن مع حريق "سوق قائم"، شبّ حريق في "برج زمرد" بمدينة تبريز، ولم يُعلن سببه أيضًا.
وفي طهران، بحي "أصفهانك"، اندلع حريق في مجمع سكني من خمسة طوابق يضم 60 وحدة، وقيل إن مصدره اشتعال سيارات في الموقف الأرضي.
وفي 16 يوليو، احترق "منتزه باغلارباغي" في تبريز، وأعلنت السلطات أن السبب كان اشتعال جهاز لعبة "رينجر" في مدينة الملاهي داخل المنتزه.
وفي 17 يوليو، شوهد عمود دخان كبير قرب "مستشفى بركت" في منطقة "جيتكر" بطهران. وأعلنت الجهات الرسمية أن الحريق ناجم عن اشتعال مكب نفايات في موقع فرز قمامة قرب المستشفى.
وفي 19 يوليو، وقع انفجار وحريق في جزء من "مصفاة نفط آبادان". وقالت الوكالات الرسمية إن السبب "تسرب في إحدى مضخات الوحدة 70"، وأكدت أنه لم يحدث أي تخريب.
وفي اليوم نفسه بطهران، اندلع حريق في برج سكني من 30 طابقًا في بلدة "خرازي"، وأُعلن أن السبب "تماس كهربائي في مكيّف هواء".
وبالتزامن مع ذلك، ظهر عمود دخان في شارع "نوفل لوشاتو" قرب السفارة الإيطالية في طهران، وأُعلن أن السبب إحراق "مخلّفات" في ساحة مهجورة.
وفي 20 يوليو، شبّ حريق في المدينة الصناعية "سنك مهريز" في يزد.
وفي الليلة نفسها، وقع حريق في مبنى سكني وتجاري قرب ساحة "توشيبا" في رشت. ولم يُعلن سبب الحريق، لكن الحادث أدى إلى إصابة 18 شخصًا على الأقل، كما دُمّر المبنى بالكامل وتضررت السيارات المحيطة.
الانفجارات والحرائق من 21 حتى 26 يوليو 2025
في 21 يوليو، وقع حريق كبير في "المدينة الصناعية خوارزمي- ماهدشت" بمحافظة البرز. وقالت السلطات إنه اندلع في مصنع لإنتاج الألياف، وإن وجود كميات كبيرة من المواد البوليمرية المخزنة صعّب عملية الإطفاء. ولم يُعلن سبب الحريق.
وفي الوقت نفسه، سُجّل انفجار وحريق هائل في "طريق أصفهان- زيّار"؛ حيث احترق مصنع لإنتاج مشتقات نفطية. قدّرت مساحة الحريق بـ 1500 متر مربع على الأقل، ولم يُعلن سببه.
وفي 22 يوليو، اندلع حريق في "المنطقة الحرة أنزلي"، والتهم "مجمع ونوس" التجاري هناك، مخلفًا 16 مصابًا على الأقل، لكن دون إعلان السبب.
وفي اليوم نفسه بجزيرة قشم، شبّ حريق في "مجمع الدولفينين" التجاري، وأُعلن أن سببه ماس كهربائي.
وفي قم، انفجرت وحدة سكنية في "بلدة فاطمية"، وكان الانفجار قويًا لدرجة ظهرت آثاره على المباني المجاورة. وأُعلن أن السبب "انفجار سخان ماء".
وفي 23 يوليو، نُشر مقطع فيديو لحريق في "المدينة العلمية- البحثية" بأصفهان. لم يُعلن السبب، لكن قيل إن الحريق طال ورشتي عمل لشركة "معرفية- تكنولوجية". ويُذكر أن النظام الإيراني استخدم مرارًا مثل هذه الشركات كغطاء لبرامجه السرية.
وفي 24 يوليو، شبّ حريق واسع في "السوق القديم" ببندر عباس، ولم يُعلن سببه.
وفي 25 يوليو، وقع حريق في "هايبرماركت مهديس" بمدينة قائم شهر- مازندران، ولم يُعلن سببه أيضًا.
الانفجارات والحرائق من 28 يوليو حتى 11 أغسطس 2025
في 28 يوليو، اندلع حريق جديد في جزيرة قشم، وهذه المرة في "مجمع برشين غلف-2". وأُعلن أن سببه أعمال لحام داخل المجمع.
وفي 31 يوليو، وقع حريق في "المدينة الصناعية نصير آباد"، وقال مديرها إن السبب "تذبذب التيار الكهربائي" في ورشة لصناعة الأثاث.
وفي الوقت نفسه، أبلغ سكان مدينة "كرمانشاه" عن حريق كبير في "مصفاة نفط كرمانشاه"، لكن المصادر الرسمية قالت إن الحريق لم يكن في المصفاة، بل في مخزن خردة يتبع "شركة مياه كرمانشاه".
وفي اليوم نفسه بمشهد، تصاعد عمود دخان ضخم قرب "مستشفى قائم"، وأُعلن أن السبب كان "حرق الأشجار" في محيط المستشفى.
وفي 4 أغسطس الجاري، اندلع حريق في سكن طلابي بشارع "انقلاب" بطهران. وقالت السلطات إن سببه ورشة نجارة مجاورة.
وفي 5 أغسطس، اندلع حريق واسع في منطقة جبل "دراك" بشيراز. وأعلنت المصادر الرسمية أن "إهمال المتنزهين والمتسلقين" هو السبب، لكن قرب الموقع من مناطق استُهدفت خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل أثار شكوك السكان.
وفي 6 أغسطس، شبّ حريق في منطقة صناعية قرب "علي آباد قاجار" بطهران. ولم يُعلن السبب، لكن السلطات قالت إنه اندلع في موقع لتخزين المنتجات الخشبية.
وفي 8 أغسطس، وقع انفجار وحريق في منطقة قرب "مركز شرطة الطرق" في ضواحي "كجساران". وقالت مصادر محلية إن مصدر الحريق كان مستودع نفايات، دون توضيح السبب.
وفي 9 أغسطس، اندلع حريق جديد في "منطقة أنزلي الحرة"، هذه المرة في "مجمع كاسبين"، ولم يُعلن سببه.
وفي الوقت نفسه، شبّ حريق هائل في مخازن الجمارك بالمنطقة الاقتصادية الخاصة في "مدينة كاوه الصناعية" بمدينة ساوه التابعة لمحافظة مركزي. وقالت المصادر الرسمية إن مستودعًا للدراجات النارية ومستودعات أخرى تحوي ورقًا وخشبًا احترقت بالكامل، دون ذكر السبب. وكان الحريق قويًا لدرجة أن هياكل بعض المخازن قد انهارت.
وفي مهران، وقع انفجار في "موكب" مخصص لمراسم الأربعين على بُعد 700 متر من الحدود مع العراق، حيث يتجمع المشاركون في المسيرة. وقالت السلطات إن السبب "انفجار اسطوانة غاز".
وفي 11 أغسطس، سُمع دوي انفجار ثم شوهد حريق في جبال "هيو"- ساوجبلاغ بمحافظة البرز. وأُعلن أن سببه "إهمال المتنزهين والمتسلقين".