وكانت آخر هذه الإعلانات ما ذكرته القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، حيث أعلنت في بيانها أمس أن قوات المقاومة الوطنية اليمنية بالتنسيق مع النائب العام ومسؤولي ميناء عدن، صادرت في السادس من الشهر الحالي شحنة تضم طائرات مسيّرة، وأنظمة دفع نفاثة، وأجهزة اتصال لاسلكية، وأجزاء تحكم متطورة، كانت في طريقها إلى الحوثيين المدعومين من إيران.
وبحسب البيان، كانت الشحنة متجهة إلى مدينة الحديدة في اليمن، لكن تم تحويلها إلى عدن حيث جرى تفتيشها بشكل مشترك من قِبل وحدات مكافحة الإرهاب والجمارك والشرطة.
ووفقًا لمسؤولين يمنيين، فقد كانت هذه الشحنة "جزءًا من شبكة تهريب واسعة تستخدم ميناء الحديدة، الخاضع لسيطرة الحوثيين، لنقل معدات عسكرية متطورة إلى منظمات إرهابية في المنطقة".
وأكدت "سنتكوم" أن عملية المصادرة جاءت دعمًا لقرارات مجلس الأمن الدولي، وفي إطار تعزيز التزام اليمن بالاستقرار الإقليمي وأمن الملاحة البحرية.
وأشاد قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، بهذه العملية قائلاً: "للمرة الثانية في ثلاثة أسابيع، نثني على قوات الحكومة الشرعية في اليمن التي تواصل منع تدفق الذخائر والمعدات الإيرانية إلى الحوثيين".
وأضاف: "تبرز هذه المصادرة الدور المستمر لإيران كفاعل متعمد ومخرّب في المنطقة. إن الحد من التدفق الحر للدعم الإيراني للحوثيين أمر حيوي للأمن والاستقرار وحرية الملاحة في المنطقة".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتراض شحنات أسلحة قبل وصولها إلى الحوثيين. ففي 16 يوليو (تموز) الماضي، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قوات المقاومة الوطنية اليمنية، بقيادة اللواء طارق صالح، نجحت في مصادرة أكبر شحنة أسلحة متطورة إيرانية كانت متجهة إلى الحوثيين في اليمن.
وفي السياق نفسه، كانت القيادة المركزية، قد ذكرت في بيان صدر يوم الأربعاء 16 يوليو الماضي، أن الشحنة التي بلغ وزنها أكثر من 750 طنًا ضمت مئات الصواريخ المجنحة المتطورة، وصواريخ مضادة للسفن وأخرى مضادة للطائرات، ورؤوسًا حربية، وبواحث، ومحركات طائرات مُسيّرة، ومعدات دفاع جوي، وأنظمة رادار، وأدوات اتصال.
وبحسب القوات اليمنية، وُجدت داخل الشحنة المصادَرة كتيبات مكتوبة باللغة الفارسية، كما أن العديد من الأنظمة المضبوطة صُنعت بواسطة شركة مرتبطة بوزارة الدفاع الإيرانية وتخضع للعقوبات الأميركية.
وفي اليوم التالي، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، صحة الأنباء عن إرسال شحنة عسكرية من إيران إلى الحوثيين في اليمن، واصفًا ذلك بأنه "حملة إعلامية ضد طهران".
وفي 18 يوليو الماضي أيضًا، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن عمليات مصادرة أسلحة متطورة في لبنان وسوريا ومحيط اليمن تشير إلى أن طهران تبذل جهدًا جديدًا لإعادة تسليح وكلائها.
وبحسب الصحيفة، فإن إيران تعمل على إعادة ملء مخازن أسلحة الحوثيين بسرعة بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن إيران باتت ترسل الأسلحة إلى حزب الله عبر سيارات صغيرة من خلال سوريا، بعد أن كانت تستخدم الشاحنات في السابق.
وأكد التقرير أن طهران، التي تواصل جهودها لتسليح الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، تعمل على إرسال صواريخ إلى حزب الله اللبناني، وتسعى لنقل المزيد من الأسلحة من العراق إلى سوريا.