وحذّر هذا السياسي الإسرائيلي، في مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هيوم"، من أن الدخول في حرب استنزاف أمر بالغ الخطورة، لكنه أوضح أنه في حال وقوعها، فإن نقطة انطلاق الحرب المقبلة ستكون عند المستوى العالي نفسه من الشدة، الذي انتهت به الحرب السابقة.
وأكد أن هناك عدة عوامل دفعت النظام الإيراني إلى طريق مسدود، من بينها الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وفشل شبكة الوكلاء التابعة له في المنطقة، وأزمة المياه، والضغوط الداخلية المتزايدة، وتهديد تفعيل "آلية الزناد" من جانب أوروبا.
طهران تحاول إعادة بناء شبكتها من الوكلاء الإقليميين
قال المسؤول السابق في استخبارات الجيش الإسرائيلي: "ما نشهده حاليًا هو سلسلة من الضربات الاستراتيجية التي لم تجد إيران حتى الآن حلاً فعّالاً لتجاوزها".
وأشار إلى تراجع القدرة الردعية التقليدية للنظام الإيراني، مضيفًا: "تضع طهران إعادة بناء قدراتها الصاروخية والدفاعية الجوية في أولوية قصوى، لكن حتى تحقق هذا الهدف، سيتم تأجيل اتخاذ القرارات الاستراتيجية بشأن برنامجها النووي".
كما حذّر من أن طهران تحاول إعادة بناء شبكتها من الوكلاء الإقليميين، قائلاً: "رغم الضربات القاسية، التي تلقاها حلفاء إيران في لبنان والعراق، فإن طهران تسعى لإحياء هذه البُنى، حتى وإن كانت قد فشلت في تحقيق الردع تجاه إسرائيل".
وأضاف أن تعيين علي لاريجاني في هيكل السلطة يُعد إشارة إلى "محاولة استقطاب الجناح المعتدل من دون الانفصال التام عن المواقف السابقة"، معتبرًا أن هذه الخطوة جزء من إعادة تشكيل الهيكل الاستراتيجي للنظام الإيراني لمواجهة المأزق، الذي نتج عن سياسات الحرس الثوري في السنوات الأخيرة.
ورأى سيترينوفيتش أن الوقت الحالي مناسب لممارسة ضغط دبلوماسي على إيران لانتزاع تنازلات نووية، قائلاً: "استمرار المسار الحالي قد يؤدي إلى اتفاق يمنع اندلاع مواجهة جديدة، أشبه باتفاق غير مكتوب على عدم الاعتداء المتبادل".
ومع ذلك، أقر بأن اتخاذ القرار في هذا الوضع ليس بالأمر السهل، موضحًا أنه إذا سلكت طهران طريق الاتفاق، فقد يؤدي ذلك إلى تخفيف الضغوط الداخلية على النظام، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن احتمال العودة إلى الحرب لا يزال مرتفعًا.
استمرار للحرب السابقة ببداية فورية وبشدة عالية
وقال هذا المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق: "ما هو قادم قد يكون استمرارًا للحرب السابقة، لكن مع بداية فورية وبشدة عالية، لأن النظام الإيراني أظهر أنه يتفاعل بسرعة مع التهديدات الأمنية، خصوصًا عندما يشعر بأن خطرًا جديًا يهدد بقاءه".
وفي المقابل، صرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بشأن احتمال شنّ إسرائيل هجومًا عسكريًا جديدًا، بأنه بصفته خبيرًا في العلاقات الدولية منذ 40 عامًا، لا يعتقد أن الحرب وشيكة، لكنه شدد على أن القادة العسكريين والمسؤولين عن إدارة أي حرب محتملة في القوات المسلحة والحكومة لا ينبغي أن يكتفوا بكلامه.