وقد وجه المرشد الإيراني علي خامنئي، عدة رسائل منها بحسب الصحف الإيرانية أن إيران "أثبتت قوتها للعالم في الاثني عشر يومًا... والعدو يستخدم التخصيب وحقوق الإنسان كذريعة لمواجهة دين وعلم إيران... وسنتمكّن من إيصال إيران إلى قمّة التقدّم والمجد رغم أنف العدو... وأجر عوائل شهداء الأيام الأخيرة عند الله تعالى، وشرفهم أسمى مراتب الشرف الإنساني والإلهي والإسلامي".
أما بشأن أزمة المياه الحادة، فقد نقلت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، عن مهدي فصیحي هرندي الباحث في مجال المياه، قوله: "نحن لا نتعلم من الماضي. عندما جف سد "شمكیر" الذي كان يزود مدينة همدان بالمياه في 2022، وصلنا فعليًا إلى "يوم صفر مياه" لكن النظام لم يتعلم الدرس".
في المقابل، ربط صادق كوشكي، السياسي المقرب من جبهة بايداري الأصولية، بين أزمة المياه والحجاب وقال: "هناك علاقة مباشرة بين الجفاف والعري؛ كلما ازداد انتشار عدم الالتزام بالحجاب، ازداد نقص المياه أيضًا".
وفي تقرير لصحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أكد بدرام جدي جروده، الخبير البيئي ونائب مدير الإدارة البيئية في بلدية طهران، "أن الفشل في إدارة المواد المائية، تسبب في تفاقم الأزمة. كما أدى إهمال البيئة في السياسات إلى جفاف الأهوار وزيادة الغبار والتأثيرات الصحية والاجتماعية. والمواجهة تتطلب مشاركة مجتمعية فعلية، وإصلاحات هيكلية، وتغيير جذري في السياسات لضمان إدارة مستدامة للمياه ومواردها".
ووفق صحيفة "جهان اقتصاد" فقد تسبب الإفراط في استخدام المياه الجوفية، في هبوط الأرض وتدمير المخزون المائي، في حين تواجه السدود مشكلات مثل انخفاض التدفقات وارتفاع التبخر.
وخلصت إلى أن إيران بحاجة إلى عزم سياسي، واستثمارات علمية، وتعاون شعبي لتجنب أزمة إنسانية كبيرة، مشددة على أن الجفاف أمر لا مفر منه، لكنه يمكن التخفيف من آثاره بالتخطيط والإدارة السليمة.
وفي محاولة للحد من الأزمة، اقترح وزير الطاقة، بحسب صحيفة "أبرار اقتصادي" الأصولية، زيادة أيام العطل الرسمية إلى 3 أيام أسبوعيًا لتقليل استهلاك الموارد، لكن الخبراء يحذرون من أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى أزمة حادة في القطاع الخاص، بسبب الأضرار الكبيرة التي ستلحق بالاقتصاد نتيجة التوقف المتكرر، مما يزيد من حدة الركود في السوق.
اقتصاديًا، شهد الاقتصاد الإيراني، وفقًا لصحيفة "اقتصاد بويا"، موجة تضخم حادة عقب الحرب الأخيرة، خصوصًا في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز إضافة إلى ارتفاع أسعار الألبان واللحوم، وقد وصل معدل التضخم السنوي في يوليو (تموز) إلى 35.3 في المائة على مستوى إيران.
وقد أدت حالة الحرب إلى زيادة هشاشة الاقتصاد، مع مخاوف متزايدة من تصاعد العقوبات وعودة "آلية الزناد" التي قد تفاقم أزمة العملة والأسعار، مما يهدد بتدهور أوضاع المعيشة ما لم تتخذ الحكومة إجراءات سريعة وحكيمة.
وذكرت صحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية، أن سوق الهواتف المحمولة شهد منذ مارس (آذار) الماضي تقلبات سعرية غير مسبوقة، نتيجة القفزات الحادة في أسعار العملات المرتبطة بسبب الحرب.
أما في مجال الإسكان، فقد شهدت إيران خلال صيف، ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الإيجارات، مما دفع المستأجرين، لا سيما من الطبقات العاملة وذوي الدخل المحدود، إلى حافة الأزمة.
ووفقًا لصحيفة "أفكار" الإصلاحية، يعاني سوق العقارات بشكل عام من ركود عميق بسبب ضعف القدرة الشرائية، وارتفاع الفائدة البنكية، وقلة التمويل.
وتوضح بيانات مركز الإحصاء، التي نقلتها "جهان صنعت نيوز"، أن الخبز كان العامل الأساسي وراء ارتفاع الأسعار، حيث شكل 35 في المائة من إجمالي التضخم الشهري الذي بلغ 3.5 في المائة.
كما ساهمت تكاليف السكن، وخاصة الإيجارات، بنسبة 22.2 في المائة، فيما ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والدواجن بنحو 10 في المائة.
وبذلك، شكلت هذه السلع الثلاثة أكثر من 63 في المائة من التضخم الشهري، مما يعكس طبيعة التضخم المعيشي وتأثيره المباشر على ميزانيات الأسر الإيرانية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": مواجهة "تحيز" الوكالة الذرية ضد طهران
شن مسعود أكبرى، الكاتب بصحيفة "كيهان" المقربة من المرشد، هجومًا على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكتب: "رغم تأكيد إيران مرارا على سلمية برنامجها النووي، تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إصدار تقارير مسيّسة تفتقر إلى الحياد، تخدم مصالح الولايات المتحدة، والكيان الصهيوني، والترويكا الأوروبية... مع هذا أكد الناطق باسم الخارجية استمرار التعاون وفقًا لقانون البرلمان، مع تحفّظ إيراني مشروع على سلوك الوكالة، التي تحوّلت من جهة فنية إلى أداة تجسس وترويج سياسي ضد إيران".
وضرب أمثلة على طريقة تعامل الوكالة مع طهران، وأضاف: "رافائيل غروسي متهم بالانحياز الكامل، وغضّ الطرف عن ترسانة إسرائيل النووية، مقابل تصعيد مستمر ضد إيران، مما يُفقد الوكالة مصداقيتها. وبناءً عليه يطالب القانون الإيراني بتعليق التعاون مع الوكالة حتى تُقدَّم ضمانات حقيقية لحماية المنشآت الإيرانية، مؤكدًا أن على طهران أن تواجه الاختراقات بحزم".
"جوان": الغلظة مقابل الغلظة
بحسب تقرير صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، رد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على التصريحات العدائية المتكررة من جانب دونالد ترامب، بنفس الأسلوب الحاد، محذرًا من أن تكرار أي اعتداء على إيران سيقابل برد أكثر حزمًا لا يمكن إخفاؤه، وقال: "ربما المنشآت النووية تضررت، لكن إرادة إيران لم تُمَس".
وأضاف التقرير: "استخدام عراقجي، الذي عادةً ما يتفادى السجال المباشر، هذه المرة حروفًا كبيرة في تغريداته على منصة إكس، مكررًا أسلوب ترامب، للتأكيد على أن إيران لن تتهاون في الرد، وأن القصف العسكري أثبت فشله. كما شدد على أن التخصيب حق سيادي، وأن إيران لم تشترِ التقنية النووية بل بنتها بدماء وتضحيات أبنائها، وأكد بالوقت نفسه أن باب التفاوض ما زال مفتوحًا، لكن من موقع قوة".
وتابع التقرير: "يرى محللون أن إيران باتت تفهم جيدًا لغة ترامب التهديدية، حتى إنها شكّلت فريقًا خاصًا لتحليل سلوكياته تحسبًا لعودته إلى الحكم، فيما تسعى للتعامل معه بنفس أسلوبه، دون التخلي عن ثوابتها".
"اعتماد": من التوتر إلى التفاهم.. مستقبل دبلوماسي غامض
في حوار مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، يرى الدبلوماسي السابق كوروش أحمدي أن تهديدات ترامب ليست سوى رد سياسي على مواقف إيران بشأن الاستمرار في تخصيب اليورانيوم، مع احتمال وقوع تصعيد عسكري لكنه يؤكد على ضرورة الحوار المباشر وغير العلني بين طهران وواشنطن لتقليل التوتر.
وحول دور الوساطة، يرى "ضرورة استغلال جميع الطرق التي تساعد في استئناف المفاوضات والحد من خطر الحرب، مشيرًا إلى تدخلات قطر وعمان والنرويج والصين، وأيضاً روسيا التي يمكنها استقبال اليورانيوم المخصب الزائد. لكنه يشير إلى أن أولويات روسيا معقدة بسبب حرب أوكرانيا وعلاقاتها مع إسرائيل".
ويؤكد أحمدي "أن الخيار العسكري لا يزال في حسابات الغرب كوسيلة ضغط. وتوقع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، تفعيل آليات الضغط الأوروبية والأميركية مع استمرار التهديدات العسكرية، لكن إيران تمتلك قدرة صاروخية معتبرة، وحذر من أن الطرف الإسرائيلي قد لا يرحم حتى شعبه من أجل أهدافه التوسعية".