تدور القصة حول "مريم"، ناشطة في مجال حقوق الإنسان وسجينة سياسية، حصلت على إجازة قصيرة بعد ست سنوات من السجن؛ فرصة محدودة يجب أن تقرّر خلالها ما إذا كانت ستعود إلى السجن، أو ستلتحق بعائلتها المقيمة خارج البلاد.
لكن جوهر الفيلم لا يدور حول المفاضلة بين وجهتين، بل حول صراع بين هويتين: امرأة مناضلة وأم غائبة.
هذا الصراع يُعرض بنظرة إنسانية ونفسية، من دون شعارات أو مبالغة.
العقدة العاطفية للفيلم تتشكل في مواجهة "مريم" مع ابنتها المراهقة؛ ابنة لا توجه حكمها إلى النظام، بل إلى غياب الأم.
هذا الحكم شخصي، صريح، وثقيل؛ وفي النهاية، أقسى من أي حكم قضائي.
يعيد الفيلم، بحساسية وحنكة، إلى الأذهان تجارب نساء مثل نرجس محمدي ونسرين ستوده؛ نساء لم يتحمّلن سنوات السجن فحسب، بل ثقل الانفصال عن دور الأمومة. "سبعة أيام" هو انعكاس سينمائي لهذا الألم الصامت.
نساء يُحاكمن مرتين
يوضح الفيلم بلغة مختصرة وفعّالة أن النساء السجينات في إيران يتعرضن لمحاكمتين: أولاً في المحكمة، ثم في البيت؛ من قبل أطفالهن، والمجتمع، وحتى أنفسهن. الغياب الطويل لا يُنظر إليه، غالباً، كضرورة نضالية، بل يُفسَّر كـ"عدم مسؤولية".
ومن منظور حقوق الإنسان، يُعد هذا وضعاً واضحاً من أشكال العنف المركّب: السجن في ظل النظام الإيراني لا يسلب الحرية فقط، بل يسلب أيضاً الهوية الاجتماعية والعائلية للمرأة.
من الناحية البصرية، يتميّز "سبعة أيام" بالبساطة والبعد عن البهرجة المعتادة. اللقطات الثابتة، تصميم المشاهد المتقشّف، والإضاءة الباردة، كلها في خدمة تسليط الضوء على الأزمة الداخلية لـ"مريم".
وتُجسّد ویشكا آسايش هذه الأزمة، في أحد أكثر أدوارها نضجاً، بهدوء وفاعلية. الفيلم لا يتكلم كثيراً؛ بل يعوّل على الصمت، والنظرات، والمسافات.
"سبعة أيام" ليس فقط حكاية قرار صعب لامرأة، بل وثيقة عن الآثار الطويلة للقمع السياسي على حياة النساء، الأمهات، وأطفالهن.
"مريم" ليست بطلة، وليست ضحية. إنها إنسانة معلّقة؛ بين عذاب الضمير وضمير النضال.
ويطرح الفيلم سؤالاً عميقاً: هل يمكن لمجتمعٍ يُقصي النساء بسبب نشاطهن السياسي أن يُعيد لهن الأدوار التي حُرمن منها؟
ينتهي الفيلم بقرار، لكن بحكمٍ يستمر. اختيار "مريم" لا يحل المشكلة؛ بل ينقلها من حالة من التعليق إلى أخرى.
ما يبقى ليس خاتمة حاسمة، بل شعور دائم بالفجوة، واللاثقة، والجراح التي تستمر حتى في العلاقات الخاصة.
في "سبعة أيام"، السجن ليس مجرد مكان، بل حالة ذهنية لا تترك الشخص حتى بعد مغادرته له. إنه ذاك الفضاء الذي تدخل فيه السياسة إلى غرفة المعيشة، وتظهر في صمت الابنة ونظرتها الممتلئة بالقهر.