إسرائيل تستهدف منظومة القمع داخل النظام الإيراني

مريم سينائي
مريم سينائي

صحافية ومحللة سياسية - إيران إنترناشيونال

طوال الحرب، التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، نفذت تل أبيب ضربات ضد أجهزة نظام طهران الأساسية المكلّفة بالرقابة الداخلية، وقمع الاحتجاجات، والاعتقال، والدعاية، مستهدفة ما وصفته بـ"بُنى القمع".

وتركزت الضربات على وكالات الاستخبارات والأمن، والهيئات القضائية ومرافق الاحتجاز، والمسؤولين المشرفين على ضبط الأمن الداخلي.

وصوّرت إسرائيل هذه الهجمات على أنها تعبير عن التضامن مع المحتجّين الإيرانيين، ومحاولة لتعطيل قدرة النظام الإيراني على القمع.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "شن هجمات غير مسبوقة على أهداف للنظام وأجهزة قمع حكومية في قلب طهران".

المؤسسات المستهدفة شملت ما يلي:

منظمة استخبارات الحرس الثوري

أُسّست عام 2009، وتعمل جنبًا إلى جنب مع وزارة الاستخبارات، وترفع تقاريرها مباشرة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي.

وتُعرف هذه المنظمة بتشدّدها الأيديولوجي، وتضطلع بقمع المعارضة، خاصة من خلال مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي. وهي تسيطر على العنبر 2 أ في سجن "إيفين" بطهران، بالإضافة إلى مواقع احتجاز سرية أخرى في أنحاء البلاد.

واستهدفت إسرائيل مقر منظمة استخبارات الحرس الثوري في طهران في 15 يونيو (حزيران) الجاري، وأسفر القصف عن مقتل: رئيس المنظمة، العميد محمد كاظمي، ونائبه حسن موحد (أو محقّق)، واللواء محسن باقري وهو ضابط رفيع المستوى بالمنظمة.

وسبقتها ضربة منفصلة في 13 يونيو أسفرت عن تدمير واسع في مبنى مكتب الأمن الداخلي بطهران، ولم يُعلَن عن عدد الضحايا.

مقر ثارالله

يُعتبر هذا المقر قاعدة رئيسة للحرس الثوري، ويشرف على الأمن في طهران وينسق انتشار قوات "الباسيج" خلال فترات الاضطراب.

وقصفت إسرائيل مقر ثارالله في 23 يونيو الجاري، أي قبل يوم من إعلان وقف إطلاق النار. وتفيد تقارير انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن المنشأة دُمّرت بالكامل.

ويُعتقد أن عددًا من الضباط والعناصر قُتلوا، لكن لم تُنشَر أسماؤهم.

مقر "الباسيج" في طهران

تعرض أحد مباني "الباسيج" المركزية في طهران لأضرار جسيمة نتيجة ضربة إسرائيلية في 13 يونيو الجاري.

كما استهدفت إسرائيل قواعد "الباسيج" في مدن: زرندیه، وبهبهان، وكرج.
ولم يُعلَن عدد الضحايا حتى الآن.

وزارة الاستخبارات

تُعرف بـ "واجا"، وهي تقود العمليات الاستخباراتية الداخلية والخارجية للنظام، وتشمل مهامها القمع السياسي. وتُشرف على العنبرين 209 و220 في سجن "إيفين".

وقصفت إسرائيل مبنى الوزارة في طهران بتاريخ 15 يونيو الجاري. ومن المرجّح سقوط ضحايا، لكن لم تُنشر أسماؤهم.

مكتب الأمن الداخلي لقوات الشرطة "فراجا"

هذه الوحدة تابعة لقوات الشرطة الوطنية، وتتولّى مهام الرقابة، ومكافحة الشغب، والاعتقالات، وقد تعرض مقرّها في طهران لقصف يومي 22 و23 يونيو.

وقُتل القائم بأعمال رئاسة المكتب، العميد علي رضا لطفی، في قصف يوم 22 يونيو.

هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية

وصفتها إسرائيل بأنها "أداة دعائية أساسية" للنظام الإيراني، وتعرض مقرها في طهران لقصف في 16 يونيو، بعد نحو ساعة من صدور إنذارات إخلاء للمدنيين.

وسقط عدد من القتلى المؤكدين حتى الآن، وهم: نیما رجب‌ بور، ومعصومة عظیمی (من الكادر)، بالإضافة إلى أحد المدنيين العابرين.

سجن "إيفين" في طهران

يضمّ سجن "إيفين" في طهران معتقلين سياسيين، ومواطنين مزدوجي الجنسية، وأشخاصًا يعتبرهم النظام تهديدًا للأمن القومي، إضافة إلى آخرين محكومين بجرائم مالية.

واستُهدف السجن في 23 يونيو، ما تسبب في دمار واسع عند البوابة الرئيسة، والمكاتب الإدارية، والمكتبة، والعيادة، وعنبري 2 و4، وعنبر النساء.

وقد تأكد- حتى الآن- مقتل كل من: روح ‌الله تفضّلی ووحید حیدر بور (من موظفي السجن)، وعلی قناعتکار (مسؤول قضائي)، وعدد من الجنود، وطبيبين، وأخصائية اجتماعية، وطفلها البالغ من العمر 5 سنوات، وفرد زائر لأحد المعتقلين، ومدني عابر، وقد نُقل جميع السجناء إلى منشآت أخرى لاحقًا.