خاص

"إيران إنترناشيونال": فيديو قصف سجن "إيفين" بطهران مفبرك بتقنيات الذكاء الاصطناعي

بعد دقائق من انتشار خبر الهجوم الإسرائيلي على سجن "إيفين" بطهران، جرى تداول مقطع فيديو مدته خمس ثوانٍ بالأبيض والأسود على وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر ما يبدو أنه استهداف بوابة السجن.

لكن تحقيقات فريق التحقق من صحة الأخبار، التابع لـ "إيران ‌إنترناشيونال"، كشفت أن هذا الفيديو مزيّف وأُنتجَ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ونُشرت الصورة الأصلية، التي بُني عليها الفيديو، لأول مرة على الإنترنت الفارسي في 8 مارس (آذار) 2024.

وبحسب التحقيق، فإن عبارة "Camera 07" الظاهرة في الفيديو أُضيفت بشكل مصطنع، لإيهام المشاهدين بأن المقطع تم تسجيله بواسطة كاميرات المراقبة المحيطة ببوابة سجن إيفين.
ولكن وفقًا للفيديوهات، التي نشرتها مجموعة القرصنة "الإمام علي" في أغسطس (آب) 2021 من داخل سجن إيفين، فإن كاميرات المراقبة في السجن تسجّل بالألوان، وليس بالأبيض والأسود كما في الفيديو المزيّف.

وفي حال افترضنا أن مصدر الفيديو ليس من كاميرات المراقبة الخاصة بمنظمة السجون، بل من إحدى كاميرات المرور في المدينة، فإن تحليل زاوية الرؤية ومنظور الصورة يظهر أن الكاميرا يجب أن تكون مثبّتة على ارتفاع نحو 1.5 متر من سطح الأرض، وفي موقع أسفل الجسر القريب من قاعة "الشهيد مقدس".

إلا أن التحقيقات الميدانية لفريق "إيران ‌إنترناشيونال" أظهرت أنه لا يوجد أي كاميرا مراقبة في هذه المنطقة قادرة على تسجيل مثل هذه اللقطة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التحليل الدقيق للحظة الانفجار في الفيديو يوضح أن بعض أجزاء البوابة المعدنية لسجن إيفين تسقط فوق الشجيرات الظاهرة في المشهد، ومع ذلك، تبقى هذه النباتات سليمة تمامًا دون أي أذى، وهو ما يُعد من العلامات الواضحة على التزييف.

ومن المؤشرات الأخرى على اصطناعية الفيديو، عدم تضرر نوافذ المبنى وكسوة الواجهة الخارجية للسجن، رغم شدة الانفجار المزعوم.

كذلك، فإن المشهد الذي يظهر انطلاق صفيحة بيضاء من الأرض إلى السماء ودورانها بشكل غير طبيعي في الهواء يُعد من الأخطاء الشائعة للذكاء الاصطناعي عند محاكاة التفاصيل البصرية.

لذلك، خلص فريق التحقق إلى أن الفيديو المنشور لا يُعد توثيقًا حقيقيًا للهجوم، بل هو نتاج معالجة مزيفة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، تم تصميمه لخداع الرأي العام.