النظام الإيراني يهرب من فشله أمام إسرائيل إلى قمع الأقليات الدينية

شهدت الأيام الأخيرة موجة جديدة من الاعتقالات في صفوف الأقليات الدينية في إيران، حيث وُجّهت للمعتقلين اتهامات أمنية، من بينها "التجسس" لصالح إسرائيل. ويعتقد محللون أن هذه الاعتقالات لا تستند إلى أي أساس قانوني، بل تخدم أهدافًا أيديولوجية ودعائية واضحة.
وقد حذّرت الباحثة الحقوقية البارزة، بكاه بني هاشمي، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، من أن النظام الإيراني يسعى، من خلال اتهام الأقليات الدينية بـ "التجسس"، وشنّ حملات اعتقال واسعة بحق مواطنين يهود وبهائيين، إلى تأجيج الصراعات الدينية داخل البلاد.
وأكدت بني هاشمي أن هذه الاتهامات الأمنية "خالية من الحقيقة"، وتنتهك الدستور الإيراني، مشيرة إلى أن الأقليات الدينية "غالبًا لا تشارك في الاحتجاجات ضد النظام، ولا تلعب دورًا نشطًا، بل تحاول بحكم ظروفها أن تبقى بعيدة عن الضوضاء السياسية".
وشدّدت بني هاشمي على أن محاولة النظام خلق فوارق وانقسامات اجتماعية بين الإيرانيين "لن تؤدي إلى نتيجة".
محاولة لإرضاء مؤيدي النظام بعد الحرب
من جانبه، وصف مدير "مركز توثيق حقوق الإنسان في إيران"، شاهين ميلاني، الاعتقالات الواسعة، التي طالت المواطنين البهائيين وغيرهم بتهمة "التجسس"، بأنها "سخيفة ولا أساس لها"، مضيفًا أن النظام الإيراني "يبحث في المكان الخطأ لمواجهة الاختراقات الأمنية داخل بنيته".
وأضاف ميلاني: "المواطنون البهائيون تحت رقابة أمنية دائمة، لا ينشطون سياسيًا، ولا يقتربون من مؤسسات الدولة، ومِن ثمّ ليست لديهم أي إمكانية للوصول إلى معلومات سرية".
وتابع قائلاً: "اتهام البهائيين بالتجسس لصالح إسرائيل، يعكس عجز النظام عن كشف الجواسيس الحقيقيين".
وحذّر ميلاني من أن النظام الإيراني يستخدم هذه الاعتقالات والقمع بذريعة "التجسس" و"التعاون مع إسرائيل" من أجل "إبراز القوة" و"إرضاء مؤيديه" في الداخل.
أما الصحافي المستقل، راني عمراني، فقال في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال": "إن بعض المواطنين اليهود في إيران اعتُقلوا فقط بسبب علاقاتهم العائلية المحدودة مع أقاربهم في إسرائيل".
وأضاف عمراني: "اليهود في إيران كانوا دائمًا حريصين على عدم إقامة أي علاقة مع إسرائيل. وهم لا يتدخلون في السياسة الإيرانية. بعضهم فقط له صلات عائلية، لا أكثر.. والتعاليم الدينية اليهودية توصي اليهود بالوفاء للبلد الذي يعيشون فيه".
وأوضح أن الكثير من اليهود في الولايات المتحدة وحتى في إسرائيل يعارضون سياسات الحكومة الإسرائيلية، مؤكدًا أن "توجيه الاتهام لليهود في إيران فقط بسبب ديانتهم ليس له أي أساس قانوني أو أخلاقي".
وختم عمراني بالقول: "النظام الإيراني يسعى للانتقام من إسرائيل، لكنه عاجز عن الوصول إليها، ولهذا فإنه يصب غضبه على اليهود الأبرياء داخل البلاد".