برلمان إيران يُقر تعليق التعاون مع الوكالة الذرية.. وغروسي يؤكد رفض المجتمع الدولي

أقرّ البرلمان الإيراني مشروع قانون تعليق تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن تمت المصادقة عليه من قِبل مجلس صيانة الدستور، وهو القرار الذي أثار ردود فعل واسعة وانتقادات على الساحة الدولية.
وقد حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من عواقب هذا الأمر وصرح، في ردّه على هذا التطور، بأن المجتمع الدولي لا يمكنه القبول بانسحاب طهران من التعاون بشأن منشآتها النووية.
وقال غروسي، يوم الخميس 26 يونيو (حزيران) إن الوكالة لا تملك حاليًا إمكانية الوصول إلى مخزونات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، مشيرا إلى أنه وجّه رسالة إلى عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، طالبًا السماح للمفتشين بزيارة المنشآت النووية، لكن لم يتلقَ ردًا حتى الآن.
يأتي ذلك بينما أعلن النظام الإيراني أنه نقل مخزونات اليورانيوم المخصب قبل الضربات الأميركية، ما دفع الوكالة إلى التأكيد على ضرورة إجراء مراجعة وتقييم جديد للمخزونات.
وفي مقابلة مع قناة "فرانس 2" يوم الأربعاء، قال غروسي: "ينبغي على إيران استئناف تعاونها مع المفتشين الدوليين دون تأخير"، مضيفًا أن الوكالة لم تُشرف على أنشطة طهران النووية منذ بدء المواجهات العسكرية.
وأكد: "طهران، بصفتها دولة موقّعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، ملزمة قانونًا بالتعاون مع الوكالة الدولية".
من جانبه، قال علي رضا سليمي، عضو هيئة رئاسة البرلمان، إن مشروع القرار يُجيز دخول مفتشي الوكالة فقط إذا تم ضمان أمن المنشآت النووية والأنشطة السلمية للنظام الإيراني بشكل كامل، مؤكدًا أن مجلس الأمن القومي الإيراني هو من يحدد ذلك.
غير أن غروسي أضاف: "خلال فترة الحرب، لم تكن عمليات التفتيش ممكنة، ولكن الآن وقد توقفت المواجهات، وبالنظر إلى حساسية المواد النووية، أعتقد أنه من مصلحة الجميع أن تُستأنف عمليات التفتيش في أقرب وقت".
الكرملين: قرار إيران نتيجة مباشرة للهجمات
وطالب سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، يوم الخميس، إيران بمواصلة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فيما أعرب الكرملين عن قلقه من قرار طهران، وانتقد ما وصفه بـ"تراجع مصداقية الوكالة".
وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن احتمالية استئناف المفاوضات حول اتفاق نووي جديد قد تضاءلت.
وأكّدت موسكو أن قرار إيران بتعليق التعاون مع الوكالة جاء كردّ مباشر على الهجمات الأخيرة من قبل إسرائيل وأميركا ضد منشآت نووية إيرانية.
وفي مؤتمر صحفي، قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين: "هذا القرار هو نتيجة مباشرة لهجوم غير مبرر. إن استهداف المنشآت النووية بهذا الشكل سابقة خطيرة".
وأضاف أن روسيا تتابع الوضع عن كثب وتتواصل مع طهران، مشيرًا إلى أن هناك "اتصالات" بين واشنطن وطهران، سواء بشكل مباشر أو عبر قنوات وسيطة.
ألمانيا: تصويت البرلمان الإيراني رسالة خاطئة
في برلين، دعت وزارة الخارجية الألمانية إيران إلى الاستمرار في التعاون مع هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة، ووصفت قرار البرلمان الإيراني بأنه "رسالة خاطئة تمامًا".
وقال وزير الخارجية الألماني، يوهان وادفول، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الكندية أنيتا أناند: "نحضّ الحكومة الإيرانية على عدم المضي قدمًا في هذا المسار".
وأضاف: "نبذل كافة الجهود الدبلوماسية الممكنة للتوصل إلى اتفاق ملزم في أقرب وقت".
مجلس صيانة الدستور يُصادق
من جانبه أعلن هادي طحان نظيف، المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، يوم الخميس 26 يونيو (حزيران)، أن المجلس أقرّ مشروع تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد مراجعته من قِبل الأعضاء.
ويُعدّ هذا الإقرار خطوة حاسمة في طريق تنفيذ قرار البرلمان الإيراني.
وكان المشروع قد أُقرّ في البرلمان بتاريخ 25 يونيو بـ221 صوتًا مؤيدًا، دون أي صوت معارض.