يورانيوم إيران المفقود.. هل أنهت قنابل ترامب كابوس طهران النووي؟

نكار مجتهدي
نكار مجتهدي

صحافية ومخرجة أفلام وثائقية كندية إيرانية

بينما تدعي أميركا وإسرائيل أن الهجمات الأخيرة أجّلت البرنامج النووي الإيراني "لأعوام"، أكد مسؤول سابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لا تزال قادرة على امتلاك سلاح نووي؛ حيث لا يزال نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة مفقودًا.

وحذر نائب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أولي هاينونن، في مقابلة مع بودكاست "عين على إيران"، التابع لـ "إيران إنترناشيونال"، من أن الخطر سيظل قائمًا، طالما لم تعرف الوكالة مكان هذه المواد.

وقال هاينونن في المقابلة: "لا ينبغي لنا أن نرتاح، لأن هذه الكمية من المواد إذا تم تخصيبها إلى 90 في المائة، تكفي لصنع 10 قنابل نووية. من الناحية الإستراتيجية، نعم، السيد ترامب محق، ولكن يجب أن نضيف أن المهمة لم تكتمل بعد".

وأكد هاينونن من أن الخطر لا يزال قائمًا، رغم الضرر الذي لحق بمنشآت التخصيب الرئيسة، وقال: "يمكن لمنشأة صغيرة مخفية تحويل هذا اليورانيوم إلى مواد تسليحية في غضون أيام. مثل هذه المنشأة تحتاج فقط إلى نحو 1000 جهاز طرد مركزي، وهي تشبه ورشة عمل عادية، وليست مبنى ضخمًا يسهل التعرف عليه".

وأضاف هاينونن، الذي ترأس قسم الضمانات في الوكالة بين 2005 و2010: "تاريخ إيران في التستر يجب أن يجعلنا حذرين. كانت إيران تعمل سرًا على معدن اليورانيوم منذ أوائل التسعينيات ولم تبلغ الوكالة أبدًا حتى تم اكتشاف ذلك لاحقًا".

وقال إنه حتى بعد الهجمات على "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان"، يبقى السؤال: "ماذا عن بقية عملية التسلح؟" لا تزال إيران بحاجة إلى تشغيل اليورانيوم آليًا ليصبح بالشكل المناسب للسلاح، وهذه العملية تستغرق نحو شهر واحد فقط.

وأضاف أن وجود مهندسين وفنيين مهرة يظل عاملاً حاسمًا في هذه المعادلة: "إذا كان هؤلاء العمال لا يزالون متاحين، فإن هذا السيناريو ممكن تمامًا".

وشدد هاينونن على أن الوكالة تحتاج الآن إلى وصول كامل إلى إيران للتحقق من مكان وحالة اليورانيوم: "لا توجد أداة سحرية يمكنك الطيران بها والقول إن المواد هنا. إذا لم يكن لدى إيران ما تخفيه، فلماذا لا تتعاون؟ إذا كان هذا البرنامج سلميًا بحتًا، فلماذا لا تسمح للوكالة بأداء عملها؟".

واختتم بالقول: "هذا اختبار صدق. لأنه إذا كان البرنامج سلميًا حقًا، فلا يوجد سبب لمقاومة الشفافية. ويجب على العالم أن يأخذ هذا التهديد على محمل الجد حتى يثبت العكس".

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أصدر فجر الأحد 22 يونيو (حزيران) الجاري، أمرًا بإطلاق 75 قنبلة موجهة بدقة (بما في ذلك قنابل اختراق التحصينات) وأكثر من 24 صاروخ توماهوك ضد منشأة فوردو وموقعين نوويين آخرين في إيران.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن الهجمات دمرت منشآت "فوردو" بشدة وربما أتلفت أجهزة الطرد المركزي العاملة هناك.

وقد نُشرت تقارير عن رصد شاحنات في الأيام السابقة للهجوم حول "فوردو"، مما عزز التكهنات بنقل طهران لمخزونات اليورانيوم.

وكان مسؤولو الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على علم بهذه التحركات في ذلك الوقت، لكنهم لم يتخذوا أي إجراء لتتبع الشاحنات، وانتظروا الأمر النهائي من ترامب.

ورغم وصف ترامب للعملية بأنها "نجاح كامل"، مستشهدًا بمعلومات إسرائيلية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني "أُجل لسنوات"، أكد مسؤولون أميركيون أن النتائج الأولية تشير إلى أن هذا التأخير قد يكون "لبضعة أشهر" فقط.

ودافع وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، بقوة عن الهجمات ووصفها بأنها "نجاح حاسم"، متهمًا الإعلام بـ "الابتهاج بفشل ترامب".

وقال للصحافيين في "البنتاغون": "لأنكم من أعماق قلوبكم وجيناتكم تريدون أن يفشل ترامب، عليكم الترويج ضد تأثير هذه الهجمات، وأن تتمنوا أنها ربما لم تكن فعالة".