انتهاء عمليات البحث في ميناء رجائي بإيران رغم عدد المفقودين الكبير واتهام خامنئي بالتواطؤ
أعلنت جمعية الهلال الأحمر في محافظة هرمزغان، جنوبي إيران، انتهاء عمليات البحث والإنقاذ في ميناء رجائي، رغم وجود عدد كبير من المفقودين، وعدم العثور على أي أثر لهم حتى الآن، في أعقاب الانفجار الذي ضرب المرفأ الأسبوع الماضي.
وقوبل هذا الإعلان بانتقادات من عائلات المفقودين، وطرح تساؤلات حول التسرّع في إنهاء العمليات، دون التعرف على مصير ذويهم.
وقام عدد من عائلات ضحايا ومفقودي ميناء رجائي، يوم السبت 3 مايو (أيار)، بقطع الطريق المؤدي إلى الرصيف البحري، احتجاجًا على بطء عملية التعرف على الجثث والبحث عن ذويهم، ومنعوا حركة السيارات المتجهة نحو الميناء.
لا أحد يبحث عن العمّال البلوش الذين لا يملكون بطاقات هوية
في أعقاب الانفجار المروّع في ميناء رجائي، أفادت صحيفة "بيام ما" الإيرانية، في تقرير ميداني، بفقدان عدد من العمال البلوش، الذين لا يملك بعضهم بطاقات هوية، مما أدى إلى تجاهل البحث عنهم، مما يبقيهم في عداد المفقودين إلى الأبد.
وقد أجرى مراسل الصحيفة مقابلات مع سكان قرية خون سرخ، الواقعة قرب ميناء رجائي، وخاصة في حي العمال.
وقال عضو مجلس القرية، محمد عبد اللهي، إن غالبية عمال الميناء هم من قومية "البلوش".
وقال أحد السكان، ويُدعى محمد: "الله وحده يعلم كم من هؤلاء العمال كانوا داخل تلك المستودعات أو الحاويات. أحد المقاولين قال لنا إن 20 من عماله مفقودون، لكنه لا يجرؤ على التصريح بذلك، لأنه بحاجة للعمل مجددًا في الميناء".
وكان الأمين التنفيذي لبيت العمال بمحافظة هرمزغان، إسماعيل حاجي زاده، قد صرّح سابقًا بأن عدد العمال اليوميين من "البلوش" ومن سكان بلوشستان، الذين فقدوا حياتهم، غير معروف. وأضاف أن بعض هؤلاء العمال لا يملكون بطاقات هوية أو لم تكن بحوزتهم أثناء الحادث.
محلل سياسي: خامنئي يُخفي الأسباب والمذنبين في الانفجار بشكل خبيث
أكد الناشط والمحلل السياسي، رضا عليجاني، لقناة "إيران إنترناشيونال"، أن تصريحات علي خامنئي، التي قال فيها إن حوادث مثل انفجار ميناء رجائي تقع وسيتم تعويضها، تُعد تضليلاً متعمّدًا. وقال: "هذا المحتال الأكبر يعرف جميع إجابات أسئلة الناس، لكنه يَعِدهم بأجر في الآخرة".
وبحسب قول عليجاني، فإن خامنئي يعرف جيدًا أجوبة الأسئلة الأربعة المحورية التالية: من أدخل هذه المواد المتفجرة وخزّنها؟ ما هي هذه المواد؟ لماذا تم تخزينها في قسم الشحنات العادية؟ وكيف انفجرت؟
وأكد عليجاني أن "انفجارًا بقوة 50 طنًا من مادة TNT وقع في بندر عباس، والمرشد الإيراني يُخفي الأسباب ويتستر على المذنبين بأسلوب خبيث".
وأضاف: "خامنئي يطلب من الناس الصبر، بينما المواطنون يبحثون عن إجابات وتعويضات في هذه الدنيا، لا في الآخرة".
وتابع: "المرشد الإيراني يحاول تصوير هذا الانفجار كأنه كارثة طبيعية، مثل زلزال، لكن الجميع يعلم أن ما وقع هو جريمة".
وأشار عليجاني إلى أن انفجار ميناء رجائي عمّق الفجوة المليئة بالكراهية بين الشعب والنظام الإيراني بشكل أكبر من أي وقت مضى.