وبحسب تقرير بلومبرغ، يوجد ما يقارب نصف هذا النفط قرب ماليزيا.
ووفقاً لهذا التقرير الذي نُشر اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر، فإن هذه الكمية تُعدّ تقريباً ضعفي حجم المخزون قبل شهر واحد، وأعلى بكثير من خمسة إلى عشرة ملايين برميل كانت مخزنة على ناقلات عائمة في شهر يناير.
وقد أدى تراكم الشحنات إلى زيادة الخصم على أنواع مثل النفط الخام الخفيف الإيراني.
وقال متعاملون مطّلعون على السوق، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الصفقات، إن هذا الخصم وصل إلى ثمانية دولارات أقل من سعر خام برنت، بينما كان هذا الرقم قبل ثلاثة أشهر نحو أربعة دولارات.
يذكر أن وكالة "رويترز" كانت قد نشرت تقريراً نقلاً عن ستة مصادر تجارية يفيد بأن النظام الإيراني يبيع النفط بخصومات أكبر لمصافي التكرير الصينية الصغيرة: "مستوى مخزون النفط الإيراني في الصين بلغ مستوى قياسيًا جديدًا، وفي الوقت نفسه ازدادت القيود على حصص الاستيراد مع نهاية العام، ولذلك يعرض النظام الإيراني نفطه بخصومات أكبر من السابق".
وبحسب هذا التقرير، وصل خصم النفط الإيراني الخفيف لشحنات أكتوبر إلى أكثر من ستة دولارات للبرميل مقارنةً بمؤشر برنت. وقبل أسبوعين من ذلك كان الرقم نحو خمسة دولارات، وفي شهر مارس نحو ثلاثة دولارات.
كما ذكر موقع "أويل برايس" في 9 أغسطس أن الصينيين، رغم الخصومات المغرية، لا يشترون النفط الإيراني، وقد تسبب ذلك في بقاء أكثر من 30 مليون برميل عالقة قرب ماليزيا.
ورغم العقوبات، وحتى قبل بداية الولاية الثانية لدونالد ترامب، كانت بعض المصافي الصينية الصغيرة (التي تُعرف بـ"تي بات") تشتري النفط الإيراني نظراً للخصومات الكبيرة التي يقدّمها نظام طهران، لكن بعد بدء إدارة ترامب تراجع هذا المسار تدريجياً.
وبحسب بيانات شركة كبلر في تلك الفترة، ارتفع حجم النفط الخام الإيراني في المخزونات العائمة من 9 ملايين برميل منتصف يناير إلى 33 مليوناً و400 ألف برميل في أوائل أغسطس.
جدير بالذكر أن معظم هذه الناقلات العالقة موجودة في مياه سنغافورة وماليزيا، وهما من المراكز الرئيسية لعمليات النقل من سفينة إلى أخرى والتي يعتمد عليها النظام الإيراني، كما أن تخزين هذا الحجم من النفط في البحر يفرض على النظام تكاليف باهظة.
ومن جهة أخرى، وفي أعقاب الحرب التي استمرت 12 يوماً، قام النظام الإيراني، خوفاً من استهداف مخازن النفط، بنقل جزء كبير من النفط المخزّن إلى السفن.
"تي بات" الصينية
كان معظم مشتري النفط الإيراني في ظل العقوبات هي المصافي الصينية الصغيرة المعروفة باسم "القوري" (تيبات).
وقد أظهر فريق ترامب منذ بداية عمله تشدداً غير مسبوق تجاه مشتري النفط الإيراني.
فقد تم فرض عقوبات أميركية على شركة شاندونغ شوغوانغ لوجينغ للبتروكيماويات بقدرة 100 ألف برميل يومياً في مارس 2025، وعلى مصفاة شاندونغ شنغ سینغ كيميكال بقدرة 44 ألف برميل يومياً في أبريل 2025، وعلى مصفاة شركة هبئي شينهاي كيميكال غروب بقدرة 120 ألف برميل يومياً في مايو 2025.
كما تتعرض ماليزيا لضغط من الولايات المتحدة للتشديد على عمليات تخزين النفط الإيراني في مياهها.