رغم وجود عطلة.. تلوث الهواء يسيطر على أجواء 8 مدن كبرى في إيران ويصل إلى مستوى غير صحي

أظهرت بيانات شركة مراقبة جودة الهواء في إيران أن حالة الهواء في ثماني مدن وصلت إلى المستوى البرتقالي غير الصحي، على الرغم من وجود عطلة في البلاد.

أظهرت بيانات شركة مراقبة جودة الهواء في إيران أن حالة الهواء في ثماني مدن وصلت إلى المستوى البرتقالي غير الصحي، على الرغم من وجود عطلة في البلاد.
وبحسب التقارير، التي نُشرت يوم الاثنين 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن التلوث يسيطر على أجواء مدن طهران، وكرج، وأراك، وأصفهان، وأرومية، والأهواز، وتبريز ومشهد.
وهناك احتمال أن يصل مؤشر تلوث الهواء في هذه المدن وفي مناطق أخرى من إيران إلى مستوى غير صحي للغاية وخطير.
وأعلنت هيئة الأرصاد الجوية أنه حتى نهاية الأسبوع ستزداد كثافة الملوثات الجوية في المدن الكبيرة والصناعية، وستنخفض جودة الهواء والرؤية الأفقية.
ويأتي ذلك في الوقت، الذي يُصادف فيه اليوم الاثنين 24 نوفمبر، عطلة رسمية في إيران.
وكانت المدارس والجامعات في عدد من مدن إيران في حالة تعطيل أو تعمل عن بُعد، منذ بداية الأسبوع الحالي (22 نوفمبر).
ومع ذلك، كانت جودة الهواء في عدد من مدن إيران، مثل أصفهان، قزوين وطهران، يوم الأحد 23 نوفمبر في الوضع الأحمر والخطير لجميع الفئات.
ولم تشهد طهران هذا العام سوى ستة أيام من الهواء النقي، بينما كانت أكثر من نصف أيام السنة غير صحية للفئات الحساسة.
وتشمل الفئات الحساسة الأطفال، وكبار السن، ومرضى القلب والرئة، والنساء الحوامل.
ويُشكّل كبار السن، ممن تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق، نحو 8.4 في المائة من سكان محافظة طهران، أي نحو 1.2 مليون شخص، وقد كانوا نصف السنة معرّضين لخطر المرض أو المضاعفات الخطيرة أو حتى الموت.
خطر الإصابة بـ "الزهايمر"
لا يقتصر تلوث الهواء على خطر التسبب في الإصابة بالسعال أو الأزيز (صوت صفير يُصدر عند محاولة الزفير بسبب تضيّق جزئي أو انسداد في مجرى الهواء)، أو حرقة العين، بل له أيضًا تأثيرات على الدماغ والصحة الإدراكية.
وحذّر رئيس الجمعية العلمية للشيخوخة في إيران، أحمد دليري، في مقابلة مع وكالة "إيسنا"، من أن التعرض الطويل للهواء الملوث يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالتدهور الإدراكي ومرض الزهايمر بنسبة تتراوح بين 10 و60 في المائة.
وبحسب قوله، فإن الجزيئات العالقة الدقيقة، التي يقل قطرها عن 2.5 ميكرون صغيرة إلى درجة أنها تدخل مجرى الدم عبر الرئة، ويمكنها حتى الوصول مباشرة إلى الدماغ عبر العصب الشمي، وهذا الدخول الصامت قد يكون بداية لمسار تنكس عصبي قد يبقى بلا أعراض لسنوات.
كما قالت رئيسة جمعية أطباء الأمراض المعدية في إيران، أميتيس رمضاني، في مقابلة مع صحيفة "شرق"، يوم الأحد 23 نوفمبر، إن تلوث الهواء يمكن أن يكون عاملاً في ظهور أمراض تنفسية مثل الالتهاب الشعبي المزمن والربو.
وأفاد مواطنون في رسائلهم إلى "إيران إنترناشيونال" بزيادة الأمراض التنفسية، والحساسية، والإجهاد الشديد، والمشكلات الجسدية المتكررة.
ورغم استمرار هذه الأزمة، لم يضع مسؤولو النظام الإيراني حتى الآن حلاً حاسمًا لتقليل تلوث هواء طهران وسائر المدن الكبرى.