وكتب الموقع البريطاني أن بعض هذه الحسابات كانت قد دعّمت، لفترة قصيرة، النظام الإيراني، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل.
ومع ذلك، عندما أقدمت إيران أثناء الحرب على قطع الإنترنت بشكل واسع في إيران، توقفت أنشطة هذه الحسابات بشكل متزامن.
وكان هذا الموقع قد راقب، خلال الأشهر الماضية، عددًا من الحسابات المرتبطة بهذه الشبكة. وتؤكد البيانات الجديدة الصادرة عن منصة "إكس" السلوك المنظّم والموجّه لأعضائها.
وبحسب "يوكي ديفنس جورنال"، فإن هذه الحسابات تستخدم صورًا مرتبطة باسكتلندا، وكلمات وإشارات محلية لجعل نفسها تبدو "طبيعية"، غير أنّ التحقيقات تُظهر أن الهدف الأساسي لهذه الحسابات هو الترويج لدعاية النظام الإيراني.
وفي السنوات الأخيرة، سعت إيران إلى هندسة الرأي العام على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تخصيص ميزانيات ضخمة لـ "جيشها الإلكتروني".
وهذا الهيكل لا يعدّ فقط ذراعًا دعائية للنظام، بل يلعب أيضًا دورًا نشطًا في إنتاج ونشر كميات كبيرة من المعلومات المضللة.
كيف تعمل الحسابات التابعة للنظام الإيراني؟
ذكر موقع "يوكي ديفنس جورنال"، في تقريره: "رغم أن التحليلات السابقة حول ارتباط بعض الحسابات الداعمة لاستقلال اسكتلندا بالنظام الإيراني كانت تبدو مقنعة، فإن هذه التقييمات كانت قائمة فقط على الاستنتاج؛ إذ لم يكن الخبراء قادرين على تحديد موقع مُشغّلي هذه الحسابات بشكل مؤكد.
وبحسب هذا التقرير، فقد غيّرت ميزة "إكس" الجديدة الخاصة بالكشف عن الموقع الجغرافي للمستخدمين المعادلة، لأن هذه المنصة باتت تعرض جزءًا من المعلومات المتعلقة بمصدر الحسابات.
وتُظهر بيانات "إكس" أن هذه الحسابات اتصلت بالشبكة من إيران، وفي الوقت نفسه أنشأت اتصالها عبر خوادم ""VPN في هولندا.
ويُلاحظ هذا النمط بين تلك الحسابات الداعمة لاسكتلندا، التي خرجت عن الخدمة خلال انقطاع الإنترنت أثناء الحرب، وكذلك في عدة حسابات أخرى مرتبطة.
كما تتبع تفاصيل إنشاء هذه الحسابات نمطًا واحدًا؛ إذ قام كل حساب بتغيير اسم المستخدم مرة واحدة فقط أثناء التسجيل.
وكذلك يتشابه نمط نشر منشوراتها، إذ يجري بصورة دورية ومنتظمة، وبطريقة تختلف عن السلوك الطبيعي للمستخدمين الاسكتلنديين الحقيقيين.
وأما هويات مستخدمي هذه الحسابات، فتظهر علامات واضحة على كونها مزيفة؛ من بينها صور الملفات الشخصية المُولّدة بالذكاء الاصطناعي، ووصف المستخدم الذي يحتوي على معلومات غير حقيقية.
وهذه الحسابات تعيد نشر منشورات بعضها خلال ثوانٍ قليلة، وتكرر الشعارات نفسها، وتعمل بشكل شبه منسّق.
وأضاف "يوكي ديفنس جورنال" أن هذا التنسيق يخلق صورة وهمية عن مجتمع نشط ومتنوّع من الداعمين لاستقلال اسكتلندا، بينما هو في الواقع جزء من عملية دعائية ذات منشأ خارجي.
إيران تسعى إلى إضعاف الديمقراطية في بريطانيا واسكتلندا
حذّر عضو البرلمان البريطاني، غريم داونی، في تعليقه على ذلك الموضوع، من أنّ النظام الإيراني، إلى جانب دول كروسيا، يعمل بشكل نشط على تقويض الديمقراطية والتأثير على مسار الخطاب العام في اسكتلندا وبريطانيا.
وأضاف: "نحن حاليًا منخرطون في نوع من الحرب الرمادية مع أعدائنا، وهذه النتائج دليل إضافي على هذه الحقيقة".
وتابع داوني: "رغم أن السعي لاستقلال اسكتلندا هدف سياسي مشروع، فإن هذا التقرير يُظهر إلى أي درجة بات هذا النقاش متأثرًا بدول ليست لديها نوايا ودّية تجاهنا. بعض هذا المحتوى أعاد نشره حتى نواب من الحزب الوطني الاسكتلندي دون أن يدركوا أنهم في الواقع يساعدون أعداء اسكتلندا".
محاولات التأثير على الرأي العام لا تقتصر على موضوع استقلال اسكتلندا
ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الميزة الجديدة في "إكس" زادت المخاوف بشأن مستوى النفوذ الخارجي، ووضع الحسابات النشطة في النقاشات الحساسة والمثيرة للجدل، بما في ذلك الصراع العربي- الإسرائيلي ومسألة معاداة السامية.
ومنذ تفعيل هذه الخاصية، تمكن مستخدمو "إكس" من رصد عشرات الحسابات، التي لا تتطابق هويتها المعلنة مع موقع عملها الحقيقي.
وبحسب التقرير، فقد أصبح من الواضح أن عددًا كبيرًا من الحسابات مجهولة الهوية ذات المتابعين الكُثر والمحتوى المعادي لإسرائيل تُدار من تركيا أو باكستان.