وفي رسائل وردت إلى "إيران إنترناشيونال"، وصف السكان حياتهم اليومية تحت هذا الضباب الكثيف بكلمات مباشرة وشخصية.
قال أحد سكان مدينة أورمية، شمال غربي إيران، إن المدارس في أورمية ومدينة سلماس المجاورة أغلقت ليومين بسبب التلوث الشديد، مضيفًا: "حبسونا في البيوت وأدخلونا في حالة اكتئاب".
وفي مدينة "كرج"، غرب طهران، قال أحد قدامى محاربي الحرب الإيرانية-العراقية، وهو مصاب بإصابات رئوية، إنه مضطر لمواصلة عمله رغم التلوث: "التلوث سمٌّ بالنسبة لي، لكن إذا تغيّبتُ يومًا عن العمل، سأتأخر عشرة أيام".
وفي طهران، كتب أحد السكان: "لقد حوّلوا طهران إلى غرفة غاز.. لا تستطيع التقاط أنفاسك".
وشكا آخرون من صعوبة التنفس: "هناك ضباب رمادي كل صباح.. أشعر وكأن شيئًا يضغط على صدري".
وقالت أم إن ابنتها البالغة 17 عامًا أصيبت بضيق تنفس بسبب التلوث، وإن الطبيب وصف لها بخاخًا خاصًا.
وذكرت موظفة في مجال التسويق تعاني مشكلات رئوية: "لديّ مشكلة في الرئة ولا أستطيع حتى التحدث.. الكلام يجعلني ألهث".
وتحدث آخرون عن أعراض مستمرة، منها "صداع طويل وصعوبة في التنفس". وقالت مواطنة أخرى: "أشعر بحرقة في عينيَّ بشدة لدرجة أنني لا أستطيع إبقاءهما مفتوحتين".
التلوث يطوّق المدن الكبرى.. رغم العطلة
حمّل كثيرون مصادر التلوث الصناعي وانبعاثات السيارات المسؤولية الأساسية.
وقال أحد المواطنين إن "البنزين غير المعياري، والسيارات عالية الاستهلاك، والمازوت والديزل المستخدم في محطات الطاقة والمصانع" تنتج "آلاف الأطنان من الملوثات السامة يوميًا."
وفي محافظة زنجان، شمال غرب إيران، قال أحد السكان إن الورش المعدنية القريبة تطلق دخانًا ليلاً، مضيفًا: "إن الدخان يبدو مثل ضباب كثيف.. والأذى الصحي سيظهر لاحقًا".
وأشار آخرون إلى أن الأزمة تجاوزت نطاق المدن الكبرى، قائلين: "إن التلوث وصل إلى مرحلة لم تعد معها القرى والبلدات الصغيرة بمنأى عنه".
عبء نفسي متصاعد
إلى جانب الشكاوى الصحية، تحدث السكان عن تأثير نفسي ثقيل. وكتب أحدهم: "مزاج الناس متوتر وغير طبيعي.. وهذا ينعكس على العمل والحياة اليومية".
وكتب آخر: "خائفون من أن نمرض، وألا نتمكن من دفع تكاليف العلاج".
وربط كثيرون بين التلوث المتزايد وارتفاع التكاليف العلاجية، وقال أحد سكان طهران إن التلوث تسبب له في حساسية تشبه الربو، وإن وصفة الدواء أصبحت تكلف ملايين الريالات.
ورغم أن بعض الرسائل استخدمت لغة سياسية حادة، فإن المضمون العام كان واحدًا: يشعر السكان بأنهم غير محميين أمام خطر متكرر لا تُجدِي معه الإغلاقات ولا الإجراءات قصيرة الأمد.