وقال شالبافان، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، يوم الخميس 20 نوفمبر (تشرين الثاني): "استنادًا إلى أحدث دراسة أُجريت عام 2021، فإن انتشار اضطرابات الصحة النفسية في بلادنا قد ازداد مقارنةً بالسابق، وهو ما يشكّل للأسف مؤشرًا على مسار مثير للقلق".
وأضاف: "كما أن هذه الأرقام ارتفعت إلى حدّ ما مقارنةً بإحصاءات دول المنطقة".
وشدّد شالبافان، في الوقت ذاته، على أنه بسبب "الهياكل السياسية والاجتماعية" في بعض الدول، لا تتاح للمجموعات العلمية والجامعية إمكانية إجراء دراسات مستقلة على المجتمع العام، ومِن ثمّ فإن "الأنظمة الحكومية" وحدها هي التي تنشر الإحصاءات، وهي قد لا تكون "دقيقة".
صلة متزايدة بين التغير المناخي والتوتر والاكتئاب
أوضح مدير مكتب الصحة النفسية والاجتماعية ومكافحة الإدمان بوزارة الصحة الإيرانية، في مقابلته، أن التغيرات المناخية وتداعياتها، بما في ذلك ازدياد التلوث ووقوع الكوارث الطبيعية، يمكن أن تعمل باعتبارها من العوامل المولِّدة للتوتر المزمن، وتُزيد الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
وأضاف شالبافان أن تأثير التغير المناخي على الصحة النفسية يكون أشدّ بين الفئات المعرضة للخطر، خصوصًا المجتمعات الهشّة، ولهذا ينبغي إعطاء اهتمام جادّ للجوانب النفسية ودعم الصحة النفسية للأفراد بالتزامن مع السياسات والإجراءات الخاصة بمواجهة التغير المناخي.
وتابع قائلاً: "في السنوات الماضية، شهدنا في مناطق مختلفة من العالم أحداثًا تُعدّ من الأزمات النفسية- الاجتماعية، بما في ذلك الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها، وهي أحداث وقعت باستمرار وعلى مدى طويل. كما يمكن للأزمات الاقتصادية أن تؤثر في شدّة اضطرابات الصحة النفسية".
هذه ليست المرة الأولى التي يُحذَّر فيها من ارتفاع الاضطرابات النفسية وتداعياتها بين المواطنين في إيران.
وفي 6 نوفمبر الجاري، أعلنت رئيسة المركز الوطني لدراسات الإدمان في جامعة العلوم الطبية بطهران، آفرين رحيمي- مُوقِر، أن المعدّل العالمي للإصابة بالاكتئاب يقارب 7 في المائة، بينما يقترب في إيران من 13 في المائة من مجموع السكان.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة، التي نُشرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، فإن 25 في المائة من السكان في البلاد قد اختبروا نوعًا واحدًا على الأقل من الاضطرابات النفسية، خلال العام الماضي.
وكانت وكالة "رويترز" قد أشارت، في وقت سابق، إلى ازدياد "القلق المناخي"، وحالات الانتحار المرتبطة بالحرارة، والمعاناة النفسية لدى المجتمعات التي تكافح الفيضانات والحرائق الواسعة.
كما تناولت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها "التكاليف الخفية" للأزمة المناخية، وذكرت أن موجات الحر تزيد من خطر الانتحار، وأن الظواهر المناخية يمكن أن تؤدي إلى الصدمات النفسية والاكتئاب والقلق.
وتُظهر مراجعة الأبحاث المتعلقة بالكوارث المناخية أن الناجين يواجهون معدلات أعلى من اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، والقلق؛ وهو ما يشير إلى تفاقم الاضطرابات القائمة وإضافة أعباء جديدة على الصحة النفسية، خصوصًا بالنسبة للفئات الهشّة.