وذكرت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للسلطة القضائية الإيرانية، يوم الأربعاء 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن خوش برش نُقل إلى المستشفى يوم الأحد 15 نوفمبر، بعد "ظهور أعراض مرض"، ثم أُفرج عنه في اليوم نفسه بكفالة، قبل أن يفارق الحياة اليوم "بسبب المرض"، دون أي إشارة إلى تقارير التعذيب.
وفي المقابل، نقلت منظمة "هنغاو"، المعنية بحقوق الإنسان في إيران، عن مصدر مقرب من عائلته قوله: "إن إدارة استخبارات ساري ادعت أن حالته الصحية تدهورت في المعتقل، وإنه تُوفي بعد نقله إلى المستشفى".
وأشارت المنظمة إلى أن عناصر استخباراتية حضروا إلى المقبرة أثناء دفنه، ملتقطين صورًا ومقاطع فيديو للحاضرين، ومحذرين من نشر أي معلومات حول القضية.
وكان خوش برش قد اعتُقل في 12 نوفمبر الجاري للمرة الثانية، من قِبل وزارة الاستخبارات في "ساري"، بعد أن اعتُقل سابقًا في شهر أغسطس (آب) الماضي، على خلفية "نشر منشورات وقصص انتقادية ذات طابع سياسي" ثم أُفرج عنه بكفالة.
وتأتي وفاته في سياق سلسلة من حالات وفاة سجناء سياسيين داخل سجون ومراكز احتجاز النظام الإيراني خلال السنوات الماضية، من بينهم: حسن ساعدي، كاووس سيد امامي، سینا قنبري، سارو قهرماني، وحید حیدري، کیانوش زندي، ستار بهشتي، زهرا كاظمي، محسن روح الأمیني، محمد كامراني، أمير جوادي فر، زهرا بني یعقوب، جواد روحي، إبراهيم ريكي، سپهر شیراني، إبراهيم لطف اللهي، سعيد إمامي، ومحمود رخشاني.
كما سُجلت وفيات مشابهة بين محتجزين بتهم جنائية عادية في مراكز الشرطة الإيرانية، خلال العقود الأربعة الماضية، نتيجة الضرب أو التعذيب، ومنهم: إيمان حسنوند، مهرداد طالشي، ميلاد جعفري، محمد كركیج، جواد خسروانيان، وأمير حسين حاتمي.
وتستمر هذه الانتهاكات رغم أن المادة 38 من الدستور الإيراني تحظر تمامًا أي شكل من أشكال التعذيب بهدف انتزاع الاعترافات أو جمع المعلومات. ومع ذلك، تستند طهران إلى وجود هذه المادة لتبرير رفضها الانضمام إلى "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب".