وذكر موقع "أويل برایس"، الذي يتخذ من لندن مقرًا له والمتخصص بمتابعة تطورات النفط والطاقة، يوم الاثنين 17 نوفمبر، أن الاتحاد الأوروبي يتوقع، بالتزامن مع زيادة بنسبة 200% في الميزانية الدفاعية للنظام الإيراني، وتسارع تطوير الصواريخ بعيدة المدى، وارتفاع مستوى الأنشطة في موقع "جبل تیشه" الذي يبدو أنه مركز واسع لأنشطة نووية جديدة، أن تتصاعد التوترات في المنطقة.
وجاء في التقرير، نقلاً عن "مصدر رفيع في قطاع الطاقة يتعاون عن قرب مع وزارة النفط الإيرانية": "إن ضغط الحرس الثوري على المرشد الإيراني لتسريع إعادة بناء الأجزاء الأساسية من البرنامج النووي التي تضررت في شهر يونيو قد ازداد. كما تُمارس ضغوط مماثلة من أجل خروج إيران رسميًا من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)".
وقال هذا المصدر للموقع إنه رغم تأكيد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، بأن طهران لن تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المعروفة بـ"NPT"، إلا أن ما يهم هو "تفكير وقرار المرشد الإيراني".
وأشار المصدر الأمني في الاتحاد الأوروبي إلى أن واشنطن كانت قد أوضحت، حتى خلال فترة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، أنها تريد تقليص صلاحيات الحرس الثوري الواسعة ودمجه في جيش إيران، لكن هذا الأمر "يقوض دور الحرس في حماية الإرث الثوري والنظام الإسلامي".
وأكد المسؤول الأمني في الاتحاد الأوروبي أن "الحرس يعتقد أن أفضل طريق في الظروف الحالية بالنسبة للنظام الإيراني هو الخروج من معاهدة NPT، أو على الأقل التهديد الجدي للغاية بالقيام بذلك".
وبحسب قوله، فإن التقديرات في أوروبا تشير إلى "عزم راسخ لدى علي خامنئي على زيادة القدرات الصاروخية لإيران ورفعها إلى مستوى كوريا الشمالية؛ أي تطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس متعددة".
الاستراتيجية الجديدة لطهران: "الغضب والانتقام وإعادة البناء الصاروخي بدلًا من إحياء البرنامج النووي"
وبالتزامن مع نشر هذا التقرير، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تحليل جديد، أنه رغم أن التهديد النووي الإيراني يحتل المرتبة الثانية، فإن "إعادة تراكم الصواريخ البالستية" تُظهر أن "خامنئي يريد الحفاظ على قدرته على تهديد إسرائيل".
وتوقع التحليل في جزء آخر منه أن المرشد الإيراني ما زال يتابع الخطة الصاروخية، وهذه المرة "ناقصًا الجزء النووي"، لأن البنية التحتية النووية فقدت خلال الهجمات الإسرائيلية والأمريكية في الحرب التي استمرت 12 يومًا، بشكل يجعل إحيائها يتطلب ميزانية هائلة، بينما يُعدّ إحياء القدرات الصاروخية هدفًا ممكنًا وأسهل بكثير من إحياء القدرات النووية.
وطرح كاتب التحليل سؤالاً مفاده: "لماذا اختار المرشد الإيراني هذا المسار؟".
وفي إجابته، أشار إلى غضب خامنئي من إسرائيل بسبب قتلها العديد من القادة العسكريين والمستشارين المقربين منه، مضيفًا: "ربما انغمس في رغبة الانتقام إلى درجة أفقدته القدرة على التفكير الواضح والمنطقي".
وبحسب "جيروزاليم بوست"، "رغم أن إسرائيل قالت إنها لا تسعى لاستهداف علي خامنئي شخصيًا، فقد يكون خامنئي شعر بأنه دائمًا في مرمى إسرائيل".
وقال الكاتب في ختام مقاله إن "هجومًا مفاجئًا من جانب النظام الإيراني على إسرائيل خلال السنوات المقبلة أمر ممكن"، مضيفًا أن "التكلفة النهائية لمثل هذا الهجوم على طهران ستكون أعلى بكثير مما دفعته في يونيو الماضي".