وذكرت صحيفة "هم میهن" الإصلاحية، في افتتاحية لها، نُشرت يوم الاثنين 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن التصريحات الصادرة مؤخرًا عن كبار المسؤولين الإيرانيين بعثت إشارات متناقضة بشأن الدبلوماسية، ما خلق انطباعًا بوجود "لا يقين وانتظار" داخل الحكومة وفي المجتمع، على حد سواء.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين يكررون القول إن المواقف الاستراتيجية لإيران "غير قابلة للتغيير"، وفي الوقت نفسه يلمّحون إلى أنهم "لا يريدون إغلاق احتمال ورود أخبار إيجابية". وبحسب "هم میهن"، فإن هذا النهج المزدوج يهدد بإضعاف تأثير التطورات المهمة.
وجاء في الافتتاحية: "إن هذا النمط من التواصل يؤدي إلى نتيجة معاكسة، ويتسبب في فقدان التفاعل مع الأخبار. إنه يجعل الناس أكثر انعدامًا للثقة، ويزيد من الشعور باليأس. إن الشفافية والصراحة مع الرأي العام لهما آثار أفضل".
وسلّطت الصحيفة الضوء على سلسلة من التصريحات، التي أدلى بها وزير الخارجية، عباس عراقجي، وعدد من الدبلوماسيين الإيرانيين خلال الأسبوع الماضي. وذكرت أن عراقجي صرّح في البداية بأنه "لا توجد حاليًا أي إمكانية" للمفاوضات لأن إيران لا ترى "أي مقاربة إيجابية أو بنّاءة من جانب الولايات المتحدة".
إلا أنه بعد أيام، نُقل عنه قوله إن "طلبًا لإجراء مفاوضات قد عاد إلى الواجهة لأن المقاربة العسكرية فشلت في تحقيق ما كان مرادًا بشأن البرنامج النووي الإيراني".
وبحسب الافتتاحية، فإن مثل هذه التحولات تثير أسئلة لم يُجب عليها المسؤولون.
وتساءلت الصحيفة: "إذا كانت إيران لم تغيّر موقفها، فما التغييرات التي رصدتها وزارة الخارجية في الطرف الآخر، والتي قد تجعل المحادثات ممكنة؟" مضيفة أنه لا يزال غير واضح ما إذا كان المقصود هو الولايات المتحدة أم الحكومات الأوروبية.
ورأت "هم میهن" أن توقعات الرأي العام ارتفعت بعد مؤشرات سابقة على احتمال حدوث انفراج دبلوماسي، قبل أن تتبدد بفعل صراعٍ دام 12 يومًا وأوقف تلك الجهود.
ومع غياب التقدّم على صعيد الإصلاحات الداخلية وعدم وجود مسار واضح في السياسة الخارجية، أكدت افتتاحية الصحيفة أن الشعب الإيراني والحكومة "ينتظرون أخبارًا تتجاوز العناوين اليومية".
وكتبت الصحيفة: "نودّ أن تبدأ هذه المحادثات- بشكل جدي وموجّه نحو النتائج- لكننا قلقون من أن هذا الأسلوب في تقديم الأخبار يفتقر إلى الأساس الكافي وسيجعل المجتمع أكثر إحباطًا".