وخلال البرنامج، أوضح المسؤول السابق عن ملف إيران في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، نورمن رول، خلال خدمته التي تجاوزت 30 عامًا، أن "هناك أشخاصًا داخل النظام الإيراني يقرّون في جلساتهم الخاصة بأنهم يقودون نظامًا آيلاً للسقوط".
وأضاف: "يقولون إننا لسنا بعيدين عن المرحلة الأخيرة من عمر الاتحاد السوفييتي، وإن موت القائد الحالي لا يعني نهاية النظام، بل يبحثون عن كيفية ضبط المشهد وتمديد عمره".
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مارك دوبوويتز، إن التشابه لا يعني تطابقًا: "إيران ليست الاتحاد السوفييتي، ولا عام 2025 هو 1989، لكن التاريخ لا يكرر نفسه، بل يصدر أصداءً".
وأوضح أن تغييرات طهران المحدودة اجتماعيًا تشبه محاولات غورباتشوف لإنقاذ الاتحاد السوفييتي عبر إصلاحات انتهت إلى انهياره.
ضربة عسكرية كبيرة وتصعيد نووي
أشار التقرير إلى أن الهجمات الإسرائيلية المفاجئة في يونيو أدت إلى مقتل "عشرات من كبار قادة الحرس الثوري وخبراء البرنامج النووي"، وتعطيل جزء كبير من منظومة الدفاع الجوي الإيراني. كما دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة باستهداف ثلاثة مواقع نووية قبل أن يُعلن وقف إطلاق النار.
وبعد الحرب، تصاعدت الأزمة المرتبطة بالبرنامج النووي، إذ شددت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العقوبات، بينما فعّلت الدول الأوروبية آليات إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
ومع اشتداد الضغط الاقتصادي، خففت السلطات الإيرانية التشدد في تطبيق قوانين الحجاب، لكن تقارير حقوقية تشير إلى ارتفاع وتيرة الإعدامات والاعتقالات وتوسّع القيود على حرية التعبير.
"حكومة متآكلة على طريقة الثمانينيات السوفييتية"
قال رول: "ما نشهده يشبه أواخر الثمانينيات السوفييتية.. من كان يتوقع في عام 1988 ظهور ثورة كبرى في الاتحاد السوفييتي؟ النظام في إيران يواجه حالة تفسخ لا يمكن تجنبها".
قضية "تغيير النظام"
خلال ذروة الحرب، تحدث قادة من الولايات المتحدة وإسرائيل علنًا عن رغبتهم في إسقاط النظام الإيراني، لكن وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب أرجأ هذا المسار.
وأشار دوبوويتز إلى أن إسرائيل باتت تعتبر إسقاط النظام في طهران "ركنًا مركزيًا" في استراتيجيتها، خصوصًا بعد "هجمات السابع من أكتوبر التي غيّرت كل شيء".
ومع ذلك، شدد رول على أنه لا يعتقد أن أي قوة خارجية قادرة على إحداث تغيير جذري من الخارج، مضيفًا أن "دور الولايات المتحدة يجب أن يقتصر على دعم الشعب الإيراني في تحقيق التغيير من الداخل بما يخدم احتياجاته".
اتهامات متبادلة وبروباغندا رسمية
يتهم النظام الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل بالسعي لإسقاطه ويقول إن بقاءه يعود إلى الدعم الشعبي و"مقاومة العدوان".
وأشار التقرير إلى لوحة دعائية جديدة في ميدان الثورة بطهران تُظهر صدام حسين ومعمر القذافي داخل تاج تمثال الحرية، في إشارة إلى "مصير الدكتاتوريين ضحايا التدخل الأمريكي".
وأكد رول أن سقوط طغاة أمثال صدام والقذافي "لم يكن بفعل ضربة أمريكية واحدة"، كما لم يكن ممكناً إسقاط النظام الإيراني عبر عملية محدودة ضد عدة مواقع نووية.
أما دوبوويتز، فذكّر بأن مصطلح "تغيير النظام" غير محبّذ في واشنطن بسبب تجربة العراق وأفغانستان، لكنه أشار إلى أن النقاش الدائر حاليًا يدور حول "استراتيجية ريغان": زيادة الدعم للمعارضة الإيرانية، وفرض أقصى حد من الضغوط على النظام.