وعدّد نائيني، في مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية، يوم الاثنين 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، "التكنولوجيا، والمباغتة، والتوقيت، والجغرافيا العملياتية، وامتلاك زمام المبادرة" كعوامل أساسية حاسمة في الحرب، واعترف بأن الهجوم الإسرائيلي الأولي كان "مفاجئًا".
وأضاف أن النظام الإيراني كان قد فوجئ سابقًا خلال الحرب العراقية-الإيرانية، قائلاً: "لأننا لم نأخذ تهديد صدام على محمل الجد".
ويرى محللون عسكريون وأمنيون أن إيران خلال الحرب الأخيرة فوجئت بشكل واضح، الأمر الذي مكّن إسرائيل من استهداف كبار قادة الحرس الثوري، خلال الساعات الأولى للقتال.
غير أن نائيني حاول تبرير مباغتة القادة الكبار للحرس الثوي الإيراني، قائلاً إنهم قُتلوا بينما كانوا "يقيّمون ويتابعون الجهوزية القتالية في جميع أبعادها، من السلاح والمعدات إلى التكتيك والتكنولوجيا بشكل دائم".
وعلى الرغم من الخسائر المعلوماتية والعسكرية الكبيرة، التي مُني بها النظام الإيراني خلال المواجهة مع إسرائيل، فقد حاول خلال الأشهر الأخيرة تقديم رواية مغايرة، يظهر فيها كأنه المنتصر في ميدان القتال.
وكان قائد الحرس الثوري في طهران، حسن حسن زاده، قال ذكر يوم الاثنين 17 نوفمبر، أن الحرب التي دامت 12 يومًا "حققت نصرًا كاملاً ومشرّفًا لشعبنا وللثورة الإيرانية".
التفاوض لا يمنع الحرب
وأكد المتحدث باسم الحرس الثوري، في بقية المقابلة، استمرار البرنامج الصاروخي الإيراني، قائلاً: "كان هناك من يعتقد أن التفاوض يمنع الحرب، لكن هذا المفهوم انهار، واتضح ما هي أهمية الصاروخ".
وفي إشارة إلى بعض التكهنات بشأن احتمال مواجهة جديدة بين إيران وإسرائيل، قال: "إسرائيل لا تمتلك في الوقت الراهن، ولسنوات مقبلة، ظروف خوض حرب جديدة".
وقبل الحرب، التي استمرت 12 يومًا، عُقدت خمس جولات تفاوضية بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي، لكنها وصلت إلى طريق مسدود بعد إصرار النظام الإيراني على مواصلة التخصيب داخل إيران.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، سعيد خطيب زاده، يوم الأحد 16 نوفمبر، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، إن أي تفاوض محتمل بين طهران وواشنطن سيصبح ذا معنى فقط، عندما يُعترف فيه "بحق إيران في مواصلة التخصيب".
وقد أكدت أميركا وإسرائيل مرارًا أنهما لن تسمحا للنظام الإيراني بالحصول على سلاح نووي.
وقد صرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، يوم أمس الأحد، قائلاً: "نحن نواجه تهديدات بشكل دائم. كل يوم نهدَّد بأنّه إذا قمتم بخطوة ما، سنهاجم مجددًا".
وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، أقلعت سبع قاذفات من طراز "بي-2" في إطار عملية "مطرقة منتصف الليل" من قاعدة وايتمان الأميركية باتجاه إيران، واستهدفت مواقع نطنز وفوردو وأصفهان النووية.
وكرر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منذ ذلك الوقت إشادته بالعملية، مؤكدًا نجاحها، وقائلاً إن تلك المنشآت قد دُمّرت.
وذكرت شبكة "سي ان ان"، يوم أمس الأحد أـيضًا، استنادًا إلى التقييم الأولي لأجهزة الاستخبارات الأميركية، أن ثلاثة مواقع نووية داخل إيران تضررت بشكل كبير، لكن برنامج إيران النووي تأخر على الأرجح نحو عامين فقط.
وكتب موقع "بلومبرغ"، يوم السبت 15 نوفمبر، أن "الغموض النووي الإيراني" ازداد بعد الحرب، لأن طهران لم تسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها منذ أشهر.