ونقلت هذه المنصة الإخبارية الحقوقية عن مصدر مطلع أن القوات شنت الهجوم فجر اليوم السبت 15 نوفمبر (تشرين الثاني) مستخدمة جرافات وآليات حفر، وقامت بالهدم دون أي إنذار مسبق.
وأوضح المصدر أن القوات هددت السكان قبل بدء التدمير بأنه في حال أي احتجاج سيواجهون بالاعتقال وفتح ملفات قضائية ضدهم، مضيفًا أن "عمليات الهدم لا تزال مستمرة".
وأشارت "حملة النشطاء البلوش" إلى أن الأجهزة التابعة للنظام الإيراني صادرت أراضي لمواطنين بلوش في مناطق مختلفة، خاصة في زاهدان وتشابهار، بحجج "مكافحة احتكار الأراضي"، وأن السلطات تقوم بتسليم هذه الأراضي لأشخاص مقربين منها بهدف "تغيير التركيبة السكانية" في إقليم بلوشستان.
ووفقًا لتقرير "حملة النشطاء البلوش" السنوي لعام 2024، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 30 حادثة هدم منازل لمواطنين بلوش في مناطق مختلفة من بلوشستان لأسباب متعددة.
كما تم تدمير 3 مدارس ومساجد خاصة بأهل السنة، وفي بعض الحالات تم تدمير ممتلكات مواطنين بلوش على يد القوات العسكرية.
ففي فبراير (شباط) 2025، هاجمت القوات العسكرية والأمنية التابعة للنظام الإيراني منزلاً في مدينة تشابهار مستخدمة أسلحة خفيفة ومتوسطة بما فيها قاذفات صواريخ "آر بي جي".
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، شنت القوات الإيرانية هجومًا واسعًا على منطقة شيرآباد بزاهدان ودمرت منازل المواطنين بشكل واسع.
ونقل موقع "حال وش" في نوفمبر من نفس العام عن إغلاق عدة مدارس ابتدائية خاصة في المناطق الفقيرة والهامشية بزاهدان، من بينها مدرسة "ندای سعادت" التي كان يدرس فيها نحو 400 تلميذ محروم، وتديرها مدرسة أهل السنة "سعد ابن أبي وقاص" في منطقة شيرآباد.
كما تناولت صحيفة "شرق" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 مشاكل سكان منطقة شيرآباد، مشيرة إلى أن "أعدادًا كبيرة من الأشخاص بلا هوية يعيشون في هذه المنطقة الفقيرة بزاهدان، على هامش المدينة، وكأنهم منسيون ولا يُنظر إليهم من قبل المسؤولين والدولة كجزء من الجغرافيا الوطنية، ويعيشون بصعوبات كبيرة".
وتعد منطقة شيرآباد بزاهدان من بين المناطق التي شهدت احتجاجات واسعة ضد النظام الإيراني مرارًا.
وكان خدانور لجه إي، أحد ضحايا الجمعة الدامية في زاهدان، يعيش في حي شيرآباد، وكان- مثل كثير من سكان بلوشستان- يواجه مشكلة عدم امتلاك بطاقة هوية رسمية.