وقال مدني، في مقابلة مع "فوكس نيوز ديجيتال"، مساء الأحد 9 نوفمبر (تشرين الثاني): "إن هذا الإفلاس المائي يضعف موقع إيران على الساحة العالمية. إذا أصرّت السلطات الإيرانية على موقفها الأيديولوجي وظلت في مواجهة الغرب، فإنها ستضطر لاستنزاف الموارد الطبيعية وإساءة استخدامها، ولكن عندما ينعدم الماء، تتراجع القدرة والتحمّل".
وأشار إلى أن الأزمة الحالية كان من الممكن توقعها مسبقًا، وأضاف: "وضع الإفلاس المائي لم يظهر فجأة؛ فالمنزل كان يحترق منذ سنوات، وقد حذرنا منذ وقت طويل من أن هذه الأزمة قادمة".
الإفلاس المائي و"اليوم صفر"
وأشار مدني إلى أن إيران تواجه أقصى موجة جفاف منذ عقود، وأن هذه الأزمة قد تؤدي إلى إخلاء محتمل للعاصمة طهران، كما تهدد استقرار الحكومة والبرنامج النووي الإيراني.
وأكد أن "المؤشرات كانت واضحة منذ سنوات، والآن ألسنة الأزمة واضحة ولا يمكن إنكارها. نحن نتحدث عن (اليوم صفر)، اليوم الذي ستجف فيه صنابير المياه في طهران ومدن أخرى كانت سابقًا محمية من شح المياه".
وأكد أن الإفلاس المائي في إيران نتيجة عقود من سوء الإدارة، مضيفًا أن الجفاف الطويل وتغير المناخ زادا الأزمة تفاقمًا.
وخلال الأيام الأخيرة، كشفت مؤشرات جديدة عن حدة أزمة شح المياه في إيران، وهو ما يهدد الحياة اليومية للمواطنين، واستمرارية عمل العديد من الصناعات.
وأعلن المدير التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي في "مشهد"، ثاني أكبر مدن إيران، يوم أمس الأحد، أن مخزون سدود المدينة انخفض إلى أقل من 3 في المائة، فيما أعلن وزير الطاقة الإيراني، عباس علي آبادي، عن انقطاع مياه ليلي في بعض المناطق، ودعا السكان لتركيب خزانات منزلية لتخزين المياه.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن من بين خمسة سدود رئيسة تغذي طهران بالمياه، جف أحدها تمامًا، بينما يعمل الآخر بأقل من 8 في المائة من سعته.
وفي الوقت نفسه، ومع تفاقم أزمة المياه وعجز الحكومة عن إدارتها، ربط عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، محسن أراكي، بين عدم الالتزام بالحجاب الإلزامي في الشوارع وبين أزمة المياه والجفاف وانخفاض الأمطار في إيران.
تأثير أزمة المياه على البرنامج النووي
أشار مدني إلى أن الأزمة أدت إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية، محذرًا من أن انهيار البنية التحتية الحيوية قد يؤدي إلى اضطرابات أوسع في البلاد.
وأضاف: "إذا استمر نقص المياه والكهرباء، سيتأثر البرنامج النووي أيضًا.. انخفاض الأمطار يعني إنتاجًا أقل للكهرباء الكهرومائية، مما يؤدي في النهاية إلى انقطاع المياه والكهرباء".
وحذّر من أن استمرار العقوبات والسياسات الحكومية يزيد من الضغط على النظام البيئي والموارد الطبيعية واحتياطيات المياه، ويفاقم مخاوف الأمن الغذائي والاعتماد المتزايد على واردات الغذاء.
وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد صرح، يوم الخميس 6 نوفمبر الجاري، بأنه إذا لم تهطل الأمطار في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، سيتم توزيع المياه على حصص محددة في طهران، وإذا استمر الجفاف، قد يكون إخلاء العاصمة ضروريًا.
ومع ذلك، رأى مدني أن إخلاء طهران أمر غير محتمل حاليًا، موضحًا: "الناس لديهم وظائف وأطفالهم يذهبون إلى المدارس، لذلك فإن تنفيذ مثل هذا الإجراء بين ليلة وضحاها غير ممكن".