وأفادت منظمة "كارون" لحقوق الإنسان بأن عناصر من بلدية المنطقة الثالثة في الأهواز، صباح يوم 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، رافقهم ضباط من قوات الأمن الداخلي، توجهوا إلى محل عمل مجاهد بالدي في منتزه الزيتون، وقاموا بهدم الكشك من دون علم أو حضور مالكه.
وخلال وجود هؤلاء العناصر، كانت زوجة مجاهد بالدي وابنه أحمد في المكان، حيث اعتصما داخل الكشك في محاولة لمنع هدمه، إلا أن عناصر البلدية واصلوا عملية الهدم.
ووفق التقرير ذاته، فإن مساعد مدير الخدمات في بلدية المنطقة الثالثة بالأهواز تصرف "بعنف وبطريقة غير لائقة إداريًا"، إذ أمسك بيد زوجة مجاهد بالدي وطرحها خارج الكشك.
وبعد هذا السلوك "العنيف والظالم"، أقدم أحمد بالدي، أمام أعين عناصر البلدية، على إحراق نفسه بالبنزين احتجاجًا على ما وصفه بـ"الظلم الذي تعرّض له".
وقال شهود عيان إن بعض العناصر الموجودين في المكان لم يبذلوا أي جهد لمنع هذه المأساة الإنسانية، بل وقفوا يتفرجون بلا مبالاة، بل وسخرية.
وخلال السنوات الأخيرة، تكررت في إيران حالات الانتحار أو محاولات الانتحار حرقًا بين العمال بسبب الطرد من العمل، أو ظروف العمل القاسية، أو تأخر الأجور، أو المشاكل الاقتصادية وسواها.
وفي أحدث الحالات، بتاريخ 3 نوفمبر، أنهى مواطن عربي آخر من الأهواز يُدعى كمال بالدي حياته بعد معاناته من ضغوط نفسية ومشكلات مالية.
كشك مرخّص منذ 25 عامًا
ذكرت منظمة "كارون" لحقوق الإنسان في تقريرها أن مجاهد بالدي كان قد حصل قبل نحو 25 عامًا على ترخيص رسمي من البلدية لإنشاء كشك ومطعم صغير في منتزه الزيتون بالأهواز.
وبحسب المنظمة، فإن هذا الكشك يُعد من الأكشاك القليلة المملوكة لمواطنين عرب من بين أكثر من 400 كشك نشط في أنحاء المدينة.
وأضاف التقرير أن مجاهد بالدي تعرض خلال السنوات الأخيرة لمضايقات وضغوط وتمييز من بعض المسؤولين المحليين، وقد جرت عدة محاولات سابقة لهدم كشكه.
وأعربت المنظمة عن أسفها العميق لهذه الحادثة، مطالبةً بـمحاسبة صارمة وقانونية للآمرين والمنفذين لهذا الفعل اللاإنساني، ومؤكدةً على ضرورة استعادة حقوق عائلة بالدي المنتهكة وضمان حمايتها.
وحتى لحظة نشر هذا الخبر، لم يصدر أي رد من بلدية الأهواز أو من قوات الأمن الداخلي بشأن هذه الواقعة.