وفي كلمة له بمدينة همدان، اليوم الخميس 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، قال عراقجي: "العدو يريد أن يُضعف اتحادنا وتماسكنا ويكسره. نحن اليوم على علاقة وثيقة مع روسيا والصين، وهم يسعون إلى كسر هذه العلاقة".
وأضاف: "علينا أن نحافظ على وحدتنا ونحذر من مؤامرات الأعداء الهادفة إلى بثّ الانقسام. القضايا الصغيرة في المجتمع تتحول إلى انقسامات كبيرة".
وأكد وزير الخارجية أن إيران لا تثق بأي دولة، "لا في الشرق ولا في الغرب"، لكنها تقيم مع بعض الدول مثل الصين وروسيا "علاقات وشراكات استراتيجية"، وستواصل سياساتها "في هذا الإطار".
تأتي هذه التصريحات في وقت أصبحت فيه مواقف روسيا تجاه إيران موضع جدل خلال الأيام الأخيرة، إذ وجّه عدد من المسؤولين الإيرانيين السابقين، من بينهم الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف، انتقادات لموسكو، خصوصًا في ما يتعلق بالمفاوضات النووية والاتفاق النووي.
في المقابل، اتهم عباس غودرزي، المتحدث باسم هيئة رئاسة البرلمان، في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، روحاني بـ"إثارة الرأي العام وإضعاف الوحدة الوطنية"، وطالب السلطة القضائية بالتحقيق في "تصريحات ظريف المعادية لروسيا".
من جانبه، قال وحيد أحمدي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، إن روسيا والصين هما "شريكتان لإيران"، مشيرًا إلى أن إيران أبرمت معهما "اتفاقيات تمتد لعشرين وخمسٍ وعشرين سنة"، وتسير في علاقاتها "وفقًا لمصالحها الوطنية".
وفي سياق كلمته في همدان، أشاد عراقجي بأداء الحكومة الإيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، قائلاً إن "الصواريخ القوية" لإيران "تمكنت من السيطرة على أجواء إسرائيل".
وأضاف: "على الرغم من الدعم الذي قدّمته الولايات المتحدة وأوروبا لإسرائيل، فإن الصواريخ التي كانت ثمرة إنجازاتنا وجهودنا المحلية اخترقت الطبقات الدفاعية بدقة وأصابت أهدافها".
وتابع عراقجي أن إيران "اضطرت إلى المقاومة" خلال الحرب "لكي يعلم الأعداء أنهم لن يحققوا شيئًا من خلال مهاجمة إيران".
كما كرر الوزير الإيراني الموقف الرسمي للنظام قائلاً إن وقف إطلاق النار في الحرب جاء بناءً على "طلب من الولايات المتحدة وإسرائيل".
وعلى الرغم من أن إيران تكبدت خلال تلك المواجهة خسائر استخبارية وعسكرية كبيرة وفقدت عددًا من قادتها البارزين، فقد سعت خلال الأشهر الأخيرة إلى تقديم رواية مغايرة تصوّر نفسها على أنها المنتصر في المعركة.
وكان علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، قد صرّح سابقًا استنادًا إلى تقرير صادر عن معهد الأمن القومي اليهودي الأميركي (جِينسا)، بأن 45 صاروخًا أصابت "مواقع حساسة" داخل إسرائيل خلال الحرب التي دامت 12 يومًا.
وفي أواخر أكتوبر 2025، ردّ آري سيكوريل، مدير السياسات الخارجية في معهد جينسا، على تصريحات لاريجاني، قائلاً إنّ الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الإيرانية تم اعتراضها على نطاق واسع من قبل أنظمة الدفاع الأميركية والإسرائيلية، وإن إسرائيل وجّهت "ضربات قاسية لإيران"، لكن لاريجاني "يتجاهل هذه الحقائق".
عراقجي: تم التأكيد أن ممرّ زَنغزور لا يشكّل تهديدًا لإيران
وتطرّق وزير الخارجية في كلمته إلى التطورات المتعلقة بممرّ زَنغزور، مؤكّدًا أن حكومة إيران "لن تقبل بأي تغيير في الحدود أو في الجغرافيا السياسية للمنطقة".
وأضاف عراقجي: "في ما يخصّ زَنغزور نحن على اتصال مباشر مع الأطراف، وقد تم التأكيد لنا أن لا تهديد سيطال إيران، ومع ذلك فنحن نراقب الوضع".
وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، قد وقّعا في أغسطس (آب) 2025، خلال اجتماع في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اتفاق سلام بين بلديهما.
وقد علّق علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، على الاتفاق بالقول إن ممرّ زَنغزور "سيتحوّل إلى مقبرة لمرتزقة ترامب".
وبموجب الاتفاق الجديد، تم تغيير اسم ممرّ زَنغزور إلى "الممرّ الترانزيتي لدونالد ترامب من أجل السلام والازدهار الدولي"، وتمّ منح الولايات المتحدة حق استغلاله لمدة 99 عامًا.