وقد تم استدعاء محمد مالجو، الأكاديمي المنتمي إلى اليسار والمفكر العام البارز، واعتقاله مع العديد من المؤلفين والباحثين اليساريين الآخرين بعد أيام من مناظرة على "يوتيوب" ناقش فيها جذور التطرف في إيران.
وفي البرنامج، الذي استضافه ونشره الموقع المعتدل "انتخاب"، جادل مالجو بأن "المتطرفين في إيران تمكنوا من الحصول على موطئ قدم في مركز القوة السياسية بعد الحرب مع العراق في أواخر الثمانينات وتحت القيادة الثانية [خامنئي]، حيث تم منحهم الدعم المؤسسي الذي مكنهم".
وكانت عبارة "القيادة الثانية" مفهومة على نطاق واسع على أنها إشارة إلى خامنئي، الذي أصبح مرشدًا أعلى بعد وفاة آية الله الخميني عام 1989.
وقال مراقبون حقوقيون إن اعتقاله يتناسب مع نمط من الاعتقالات التي تستهدف الأكاديميين والصحافيين والمثقفين في الأسابيع الأخيرة، في وقت تسعى فيه السلطات للحد من النقاش العام بعد الحرب التي دامت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل.
في قلب الدولة
قبل بث البرنامج، اتفق المشاركون على استخدام مصطلح "المتطرفين" لوصف المتشددين الذين يعيقون الحوار ويعطلون الحياة السياسية والاجتماعية الطبيعية.
وجادل مالجو بأن هذه القوى تبقى على قيد الحياة بسبب علاقتها بالنخبة الحاكمة.
وقال: "دون دعم من جوهر الحكومة، لن يُسمع المتطرفون"، مضيفًا أن هيكل السلطة المركزي في إيران "ليس مهتمًا، ولا قادرًا على استبعادهم".
ووصف المتطرفين بأنهم مجموعات ضغط تعمل نيابة عن مركز القوة، بينما تتحدى هذا المركز بين الحين والآخر.
وفي مقابل فرض الخطوط الحمراء الأيديولوجية- مثل الحجاب الإجباري، والرقابة، والسيطرة على المناصب الحكومية الرئيسية- يحصل المتشددون على "الثروة، والمكانة، والشرعية".
وقد تم بث المقابلة في وقت كانت فيه مجموعات متطرفة صغيرة في طهران تطالب باعتقال الرئيس الأسبق حسن روحاني، متهمة إياه بـ"إحداث المتاعب للحكومة" بعد أن دعا إلى استئناف التعامل مع الغرب لتخفيف الضغوط الاقتصادية.
"أحمق أو خائن"
المشارك الآخر في المناقشة، صادق حقيقت، عالم السياسة المحافظ من مركز أبحاث الإمام الخميني، وافق إلى حد كبير على ما قاله مالجو حول تأثير المتطرفين في السياسة الإيرانية ودورهم في النظام السياسي.
وقال: "المتطرفون إما حمقى أو خونة"، مضيفًا أنهم سيطروا على الساحة السياسية بعد الثورة عام 1979، ثم برروا هيمنتهم عبر رجل الدين المحافظ المتشدد آية الله محمد تقى مصباح يزدي، الذي كان يعلم أن الحكام لا يحتاجون إلى شرعية عامة بمجرد أن يسيطروا على الدولة.
وتعقب حقيقت جذور التطرف في الثقافة السياسية المستمرة في إيران. وقال: "التغييرات في النظام- من قاجار إلى بهلوي إلى النظام الحالي- لم تغير سلوك المتطرفين".
من جانبه، جادل مالجو بأن النظام الحاكم يحاول في بعض الأحيان كبح جماح المتطرفين عندما تهدد مطالبهم الاستقرار.
وقال: "في بعض الأحيان، يشجع مركز القوة المعتدلين والإصلاحيين على التصدي للمتطرفين"، مضيفًا: "لكن المتطرفين لا يرضون أبدًا ويسعون دائمًا إلى المزيد".