ضغوط "حكومة الظل".. وفوضى الاقتصاد.. وانتحار الأطفال.. والسرقات الأسرية

تناولت الصحف الإيرانية اليوم الأربعاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني) تصريحات رئيسي السلطتين التنفيذية والتشريعية حول تعزيز القدرات الدفاعية والتحديات الداخلية.

تناولت الصحف الإيرانية اليوم الأربعاء 5 نوفمبر (تشرين الثاني) تصريحات رئيسي السلطتين التنفيذية والتشريعية حول تعزيز القدرات الدفاعية والتحديات الداخلية.
كما ركزت صحف اليوم في إيران على الأزمات الاقتصادية والاجتماعية مثل تفاقم أزمة السلع الأساسية وزيادة حالات السرقة والانتحار بسبب الفقر وضعف الثقة داخل الأسر.
وتداولت الصحف الإيرانية المختلفة مقتطفات من كلمة الرئيس مسعود بزشكيان، في لقاء مع محافظ وأعضاء مجلس نواب محافظة كرمان، حيث أكد أن قدرات إيران الدفاعية أصبحت أقوى، وشكا من التوسع المفرط في هيكلية الدولة، بخلاف التحديات الداخلية، ومشكلة العقوبات.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، في كلمته بمناسبة ذكرى احتلال السفارة الأميركية، أن شعار الموت لأميركا هو اعتراض على منطق الاستكبار والهيمنة، داعيًا إلى حضارة بديلة تحترم استقلال الشعوب وحقوق الإنسان دون تهديد أو معاقبة.
وأكد الكاتب حسن رشوند، في مقاله بصحيفة "كيهان" التابعة للمرشد على خامنئي، أن شعار الموت لأميركا يعبر عن رفض الهيمنة الأميركية والغربية على الشعوب، ويعد تجسيدًا لفلسفة الاستقلال والحرية التي يدافع عنها الشعب الإيراني ضد قوى الاستكبار.
بدوره قال محمد صفري رئيس تحرير "سياست روز" الأصولية، شعار الموت لأميركا موجه لنظامها السياسي الذي بدأ العداء، حيث تمتلك الولايات المتحدة سجلًا حافلًا بإلحاق الدمار بشعوب العالم، بما في ذلك إيران، مستخدمة القوة العسكرية حتى في حالات إنهاء الصراعات.
وعلى الصعيد السياسي، يرى عباس عبدي الكاتب بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، أن السياسة في إيران عالقة في حلقة من الرفض المستمر، مما يعرقل الإصلاحات في مجالات متعددة مثل أسعار الطاقة والإعلام وحقوق النساء والسياسة الخارجية، ويؤدي في النهاية إلى تصدع الواقع السياسي.
اقتصاديًا، كشفت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية، عن تفاقم أزمة السلع الأساسية في إيران نتيجة سوء الإدارة وتأخر تسديد الالتزامات المالية، ما أدى إلى شلل في استيراد السلع وارتفاع الأسعار في القطاع الزراعي، محذرة من أن استمرار هذه الأوضاع يهدد الأمن الغذائي ويفاقم الضغوط على المواطنين.
و كشف رحمان برورش الكاتب بصحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، عن قلق الطبقة المتوسطة الإيرانية نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي، مما يؤدي إلى تآكل القدرة الشرائية واستهلاك سطحي للمحتوى الاجتماعي. والحل يتطلب إصلاحًا اقتصاديًا لإعادة الاستقرار وتمكين الفكر.
اجتماعيًا، حذر فرهاد خادمي الكاتب في صحيفة "سياست روز" الأصولية، من أن زيادة حالات الانتحار بين الأطفال دون 12 عامًا تعكس أزمة اجتماعية عميقة نتيجة للضغوط النفسية والفقر، ويشدد على ضرورة إصلاح النظام التعليمي والصحي وتوفير الدعم النفسي الكافي.
كما كشف تقرير صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، عن تزايد حالات السرقة داخل الأسرة، مثل سرقة الذهب والمال والممتلكات الشخصية، نتيجة للفقر الاقتصادي وضعف الثقة والحوار داخل الأسرة، مما يجعلها أكثر عرضة للتفكك دون الحاجة لأعداء خارجيين.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الحجاب والثنائية المتلاصقة
أكد حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، ارتباط ظاهرتي كشف الحجاب وتفاقم الأزمات المعيشية، وأنهما تنبعان من مصدر واحد هدفه ضرب المجتمع الإيراني وإضعاف النظام من الداخل.
وأوضح: "تسعى جهات لخلق ازدواجية بين الحجاب والمعيشة، بينما يعمل مروّجو السفور والأزمات الاقتصادية ضمن مشروع تديره أجهزة استخبارات أميركية-صهيونية، حيث يتم التلاعب بأسعار الدولار عبر قنوات في هرات والسليمانية ودبي، مع عدم عودة 90 مليار دولار من عائدات الصادرات إلى البنك المركزي، مما يزيد الضغوط المعيشية ويخدم أهداف الأعداء".
وتابع: "تجب مواجهة ظاهرة كشف الحجاب عبر توعية الفتيات والنساء ببرامج ثقافية تكشف خلفيات هذا المخطط وتعيد الوعي الديني والاجتماعي، علمًا أن الدعوات للعمل الثقافي يجب أن لا تكون ذريعة للتقاعس عن الدفاع عن الحجاب كواجب ديني ووطني يرتبط بكرامة الشعب واستقلاله الاقتصادي".
"جهان صنعت": الاقتصاد الإيراني على حافة الفوضى
في حوار إلى صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، حذر خبير الاقتصاد الدولي محمد أمین ياسيني، من أن الاقتصاد الإيراني يقف على حافة الفوضى بعد تجاوزه مرحلة الأزمة التقليدية ودخوله طورًا من عد اليقين وصعوبة التنبؤ، حيث أصبحت مفاهيم مثل الاختلال البنيوي والاستقرار المؤقت سمات ثابتة في المشهد الاقتصادي الإيراني.
وأضاف: "تحاول السياسات الحكومية الحالية تهدئة الأسواق عبر تثبيت سعر الصرف والسياسات النقدية الانكماشية، غير أن هذه الإجراءات لا تتعدى كونها مسكنات مؤقتة تؤجل الانفجار بدلًا من معالجته. فالاقتصاد الإيراني يعيش حالة غياب القرار في ظل تفاقم عدم الثقة وتذبذب الأسواق، ما جعل التنبؤ بسلوك الفاعلين الاقتصاديين شبه مستحيل".
وأكد: "لا سبيل للخروج من هذه الدوامة إلا بتعزيز الشفافية والإفصاح المنتظم عن المؤشرات الاقتصادية مع متابعة مستمرة للمتغيرات الحساسة مثل التضخم والسيولة وسعر الصرف، فلا يمكن الوصول إلى تعادل اقتصادي مستقر إلا عبر نضج السياسات الاقتصادية بدلًا من الثبات المصطنع".
"شرق": عودة مفهوم دولة الظل
بحسب تقرير صحيفة "شرق" الإصلاحية، شهدت الساحة السياسية الإيرانية انقسامًا حادًا بين التيارين المعتدل والمحافظ، حيث أصدر مكتب الرئيس الأسبق حسن روحاني بيانًا يرد على حملة وسائل الإعلام الرسمية وبعض النواب، متهمًا إياهم بمحاولة إقصاء رموز الاعتدال مثل روحاني وظريف عبر محاكمات سياسية تمهد لتصفية التيار المعتدل.
وأضاف: "شن سعيد جليلي هجومًا على سياسات الحكومة الحالية برئاسة مسعود بزشكيان، معتبرًا أنها استمرار للبرغماتية المتهاونة التي أضاعت فرصًا هامة، وأكد على ضرورة تحول الجامعات إلى حكومات ظل تراقب وتنتقد في إطار مشروعه السياسي الموازي منذ خسارته الانتخابات 2013".
وخلص التقرير إلى أن: "الساحة الإيرانية تشهد تصاعد حالة من الاستقطاب السياسي، وتحول مشروع دولة الظل إلى أداة ضغط على حكومة بزشكيان، فيما يحذر محللون من تأثير ذلك على استقرار الحكومة، حيث يؤكد الإصلاحي محمد عطریانفر أن الاعتدال والعقلانية سيظل المسار السائد رغم التحديات".