وتداولت الصحف الإيرانية المختلفة مقتطفات من حديث وزير الخارجية، عباس عراقجي، إلى قناة "الجزيرة" القطرية؛ والذي أكد فيه استعداد بلاده للتصعيد العسكري، ورفض الشروط الأميركية، ووفق تقرير صحيفة "آرمان ملي" فإن الدبلوماسية الإيرانية تواجه اختبارًا حاسمًا بين التمسك بالثوابت الوطنية، أو البحث عن مخرج تفاوضي لتخفيف الضغوط دون التأثير على قوتها.
وفي حوار إلى صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، أكد هادي خامنئي، الشقيق الأصغر للمرشد الإيراني، علي خامنئي، وأحد معارضيه، أن "التسوية لا تعني الاستسلام، بل تتطلب استراتيجيات معقدة"، مشددًا على ضرورة وضع مصلحة الوطن والشعب أولاً، واختيار حلول متوازنة بين التسوية والحرب، مع تعزيز القوة العسكرية، والحفاظ على الوحدة الوطنية؛ لتجنب تصاعد الأزمات.
وفي المقابل انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية حديث وزير الخارجية بشأن الاستعداد لكل الاحتمالات، ورفض المفاوضات المباشرة؛ لأنه يعمّق حالة الجمود، بينما يتطلب تجاوز هذه المرحلة إرادة سياسية حقيقية لإعادة تعريف دور إيران الإقليمي، ومنح دبلوماسيتها مزيدًا من الوضوح والاستقلالية في القرار".
وفي سياق ذي صلة، انتقدت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، وذكرت أنها "تثير الشكوك حول سلمية البرنامج النووي، وعليه تجنب تصعيد التوترات في المنطقة، واعتماد مواقف فنية غير سياسية لاستعادة الثقة بين إيران والوكالة".
وفي مقال بصحيفة "سياست روز" الأصولية، كتب قاسم غفوري: "إن تصريحات غروسي تكشف زيف حياد الوكالة، وتؤكد أن المفاوضات معها لن تحقق مصالح إيران، مما يستدعي التركيز على قدراتنا الداخلية والتحالفات الإقليمية والدولية".
وسلطت صحيفة "أفكار" الإصلاحية، الضوء على قلق إيران حيال غموض أهداف غروسي، وإمكانية استخدام تصريحاته كذريعة للهجوم على منشآتها النووية وتعزيز الضغوط الغربية.
وعلى صعيد متصل، أثارت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الإيرانيين والعُمانيين، بحسب صحيفة "قدس" الأصولية، التكهنات حول وساطة سلطنة عُمان لاستئناف المفاوضات النووية بين إيران والغرب، رغم نفي المسؤولين الإيرانيين أي نية للتفاوض المباشر؛ بسبب عدم استعداد واشنطن للتفاوض على أساس المساواة.
فيما انتقدت صحيفة "فرهیختكان" الإصلاحية محاولات الولايات المتحدة إحياء مفاوضات وصفتها بالفاشلة بوساطة عُمانية، معتبرة أن واشنطن تواصل سياسة الإملاء والضغط بدلاً من الحوار المتكافئ.
وفي الشأن الاجتماعي استخلصت صحيفة "آرمان امروز" الإصلاحية من كلمة حميدة محمد زاده، أستاذ علم الاجتماع الثقافي، بندوة الأسرة وظاهرة العيش المنفصل بين الزوجين، أن انفصال الأزواج قد يكون اختيارًا ناتجًا عن ظروف مهنية أو شخصية، مشيرة إلى أنه يعكس تحولاً في مفهوم الأسرة نحو تعزيز الاستقلالية والخصوصية.
وناقش تقرير لصحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية مشكلة الابتزاز الرقمي، التي تضر بالثقة العامة، وتقلل فاعلية الإعلانات الرقمية، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية واجتماعية إذا لم تتم رقابة صارمة وتطبيق لوائح واضحة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": التدهور المعيشي يتفاقم
تناول تقرير لصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية التدهور المعيشي في إيران بوصفه أخطر أزمة اجتماعية تواجه البلاد، وعزا جذور الأزمة إلى السياسات الاقتصادية الخاطئة والعقوبات الدولية، ما أدى إلى تراجع العملة والتضخم وزيادة الفجوة الطبقية؛ بسبب فشل الدعم النقدي والاعتماد على عائدات النفط.
ونقل التقرير عن النائب البرلماني السابق، جواد آرين منش، تحذيره من أن استمرار الخلافات السياسية يزيد من شعور المجتمع بالظلم وفقدان الأمل، مشيرًا إلى أن الأزمة المعيشية لم تعد اقتصادية فقط، بل تهدد التماسك الاجتماعي والاستقرار السياسي وتفاقم الفجوة بين الأجيال.
وانتقد التقرير بطء استجابة الحكومة في معالجة الأزمات، وخلص إلى أن "تخفيف المعاناة المعيشية لم يعد خيارًا اقتصاديًا، بل أصبح ضرورة وطنية لحماية وحدة المجتمع واستقراره، وأن الإصلاح الاقتصادي الحقيقي يجب أن يقترن بالشفافية، ومكافحة الفساد، ودعم الفئات الضعيفة لاستعادة ثقة المواطنين".
"كيهان": الحكومة فاشلة وسيئة الإدارة
انتقد تقرير لصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، على خامنئي، تصريحات الحكومة بشأن الميزانية، وعجزها عن دفع رواتب الموظفين، معتبرة أن المشكلة الحقيقية ليست في قلة الموارد، بل في سوء الإدارة وغياب الشفافية.
ونوه التقرير للفشل في استرداد أكثر من 96 مليار دولار من عائدات الصادرات غير النفطية، أي ما يعادل ثلث إجمالي الصادرات، ما يوازي نصف الميزانية العامة للدولة. وأغلب هذه الأموال يعود لشركات كبرى حكومية أو شبه حكومية في قطاعات الحديد والصلب والنحاس والبتروكيماويات، استفادت من الدعم العام والطاقة الرخيصة ثم امتنعت عن إعادة العائدات إلى النظام المالي، وهو ما وصفته الصحيفة بخيانة المال العام.
وانتقد التقرير تقاعس المسؤولين عن ملاحقة المتورطين، وإهدار مليارات الدولارات في دوائر الفساد والامتيازات، داعيةً إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في هذه التجاوزات ومحاسبة كبار المستفيدين، وخلص إلى أن الأزمة الراهنة ليست أزمة مال، بل أزمة إدارة.
"خراسان": أمن غذائي هش.. وسياسات زراعية عشوائية
حذر تقرير لصحيفة "خراسان" التابعة للحرس الثوري، من هشاشة الأمن الغذائي في إيران، رغم التحركات الحكومية لمعالجة أزمة نقص الأعلاف الحيوانية الأخيرة. وأشارت إلى أن تدخل هيئة التفتيش ومساءلة وزارة الجهاد الزراعي لم يمنعا استمرار الاعتماد المفرط على الاستيراد وغياب الاستراتيجيات طويلة الأمد.
وأوضح التقرير: "قد يخفف ضخ 300 مليون يورو لتأمين الأعلاف وتوسيع الاستيراد الأزمة مؤقتًا، لكنه لا يعالج أصل المشكلة، إذ تعتمد البلاد على الخارج في أكثر من 90 في المائة من الزيوت النباتية ومعظم بذور المحاصيل والبروتينات الحيوانية".
ووفقًا للتقرير، فقد انتقد الخبراء "هذا النمط من الإنتاج الذي يعتمد على مكونات أجنبية، مما يجعله عرضة للانهيار عند أي اضطراب تجاري عالمي، والسياسات الزراعية العشوائية، والتوسع في المحاصيل غير الملائمة للمناخ".